الموضوع: أنت نمر لا نعجة
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-02-2009, 03:28 PM   #10
طاهر العتباني
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 5
إفتراضي النمر يولد نمرا ولكن البيئة مليئة بالنعاج

وواضح من القصة أن دور النمر الرائد أساسي وهو مايغيب عن مجتمعاتنا اليوم - النمر الرائد- عدد النمور الرائدة قليل لأنها هي التي تكتشف النمور الحقيقية وتبث فيها القدرة على الزئير أنا لست متشائما بل ماعانيت من شيء قدر معاناتي من ككثرة التفاؤل ومن هنا أرى أن رواد المجتمعات الإسلامية اليوم هم رجال التنمية البشرية بمعناها الكبير الواسع الذي لايقف عند تنمية هذه المهارة أو تلك وإنما هم أولئك الذين ينمون وعينا بأنفسنا وهويتنا ومنهم أحمد ياسين لاأقول النمر بل الأسد القعيد الذي أطلق آلاف الأسود وإليك القصيدة:
أحمد ياسين

(1)

من دمك
يطلع الفجر من ليله المرتبك
من دمك
يتوضأ فجر العصافير بالأقحوان ...
وليل الزنازين بالمعترك
من دمك
سوف ينطلق العطر كي يشتبك

***

بدماك ...
تؤرخ للقادم عبر الأيام
لسنابل تومض في غزة ...
في القدس ...؛
وفي شارات الأحلام
بدماك
يتوضأ فجر السنبلة الأولى
منذ القسام

***

فجر قلمك كالمدفع
لاتجزع
السرب طويل
والدرب رحيب

متسع للخطو الأوسع
لاتجزع
خذ من دمه ما يرويك سنينا
مايغرق أنهار الدنيا دمعا
وحنينا
مايملأ سحب الليل البلقع
فجر قلمك كالمدفع
وانقش من دمه الصافي
فوق الصخر نقوشا لاتضرع
إلا لله...،وإلا أن تمنع
وجه فلسطين ...،وإلا أن تصفع
وجه الشارونيين جميعا
في وطن يخدع

ياأختاه ...
وصوتك قنديل في الليل..
وجمرة عدل أوقدها صوت الخشع
ياأختاه ...
وإهدار دمانا ...
في ليل الضفة يسمع
إني فجرت دمي
إذ فجر دمه هذا الشيخ المشبع
بالنور ...
وهذا الصبح المشرع

(2)

لمن تكتبون المسيرة يا أصدقاء ؟
لمن تكتبون المسيرة ...،
هذى التواريخ محشوة بالضياع ...
ومسكونة بالدماء
وهذى الطواغيت يعبدها العابدون ...
ولا يذكرون السماء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى هي الأرض مرهونة للخفافيش
مسجونة في الغباء
لمن تكتبون المسيرة ..؟
هذى معابدكم للأسى والخشوع ...
وهذى قلوبكم للرياء
ووجه الحقيقة خلف القلوب التي ...
حجب الضوء عنها...
ومات لديها الرجاء

***
لمن تكتبون المسيرة ...؟
"أحمد "يكتبها كيف يحلو له...
وله ما يشاء
و"أحمد"تعنو له الأرض ...
تكتبه في سويدائها...
تتنفس من دمه
وتعيد المدى للطيور ...
وتعطي الأسى للرجاء
و"أحمد "يذكره وجه أصحابه ...
ويجيئون من كل صوب له
ليريحوا على صدره حزنهم والبكاء
و"أحمد"باقــة ورد يعانقها الشوك ..،
لايجرح الورد أشواكه ...
فالندى للظى لغة وارتواء
والندى للظى أسف وانطفاء
لمن تكتبون المسيرة ..؟

"أحمد" في طلعة النسر ...
يعنو له كل هذا الفضاء
ويعنو له كل من يزحفون ..
على صدرهم في السهوب ..
ومن يزحفون على صدرهم
في الشقاء

(3)

صديقان نحن أيا سيدي ..
منذ لم نلتق
منذ لم نخلق
منذ لم يعزف الدمع أحزانه
في رؤى المطلق
صديقان مذ عرفتك البحار
التي فجرت
وإلى الآن لم تنطق
صديقان مذ عرفتك القلوب
التي سوف تأبى
وهذي السنون التي بعد لم تحرق
صديقان مذ كتبت شوقها
لفحات الدفاتر
في موجها المحرق
صديقان مذ كتب الشعر أشجانه
بالحروف التي بعد لم تخلق
صديقان مذ عزفتك الرياح ...
بلألائها الواثق
ومنذ استحلت على جبهة الليل
وردة نور ترف على المفرق

ومنذ استحلت ضميرا ..
لأمتك التي عشقتك ..
وما عرفت
كيف تحمل عشاقها في العيون
وما عرفت سر تلك البلاد
التي بعد لم تشرق

***
يادم الأفق
يارياحا تهب على عرصات البلاد
لتفتح سجن المدى
للمدى الشيق
يادم الأفق
ويا برتقالة كل الصغار...
وريحانة للصباح الذي
يتحرق للمدنف العاشق
يادم الأفق
ومئذنة في الوهاد السحيقة ...
تعلن كل نداءاتها لخطى الشيق
يادم الأفق
وهوى ماله في البلاد مثيل
وليس له في هضاب فلسطين...
إلا الغراس الجنينات في الحدق
يادم الأفق
وبحارا مضت يتراءى
بأجفانها الليل مستشرفا
للدم العاشق
لسفائن تحمل من "غزة "عطرها
وترش المدائن بالعبق
***

أواه ياورقي
ياصاحب الأوجاع والحرق
يامدنفا بالعشق ..
يامسترجعا أرقي
أواه ياورقي
كتمت ضلوعك عاشقا دنفا
وطوت رياحك كل منبثق
وهفت غزالات اللظى ومضت
تستخرج الآلام من قلقي
إن كان صبحنا الأسى زمنا
فلقد كتبت ...كتبت وجه تقي
وعلى المعاطف أحرف هدأت
في كل مشتاق ومستبق
حملت به الدنيا فأرقها
تاريخه وهفت لمحترق
حملت به الأوجاع فانطلقت
تستخرج الأفراح من شرق
حملت به الأرض التي هتفت
وبها النبي لبدء منطلق
هذا هوالمعراج يوم هفت
روح ل"أحمد"في رؤى العبق
أواه ياورقي
أواه ياورقي

(4)

له كل هذى الطيور التي في المدى
له كل هذا الحبور الذي في الصدور

له سرب هذى الظباء التي ...
تتلوى باوجاعها في القبور
له وجعي
حين يبدأ فيٍٍَ الجواد المهاجر
حين يراودني طيف "هند"
وقد حاصرتها سيوف العدا
وبكتها العصور
له روح شعري ورقصته
والبكاء المرير
له مايراود بحرا عن اللؤلؤالمختبي
في سويدائه
وله شهقات الشهيد الذي
أزمع الرحلة المستضيئة ...
خلف الزمان الكسير
له عالمي ...وردتي ...
ودموعي التي نزفت
والمحاجر حين تشظى
ويكتبها الشوق نحو العبور
له ماأقاسيه من خلجات الشعور
له من زيارة أحبابه
في رحاب التهجد...
حين يرتل آياته ..،
هتفات الطيور

***
" الطيور الطيور
تحتوي الأرض جثمانها
في السقوط الأخير " (*)
والطيور النسور

حين لاتحتويها البلاد القبور
تتراءى لها الأرض ذكرى
وفي روحها نفحات العبير
وفي خطوها عالم من حبور
الطيور النسور
حين تلقى أحبتها
تتراءى لها الأرض غارقة
في السعير
ومشنوقة في الغرور
الطيور النسور
ماطوت الريش ما استسلمت
كسرت قيدها وهي تصعد ..
نحو العبير
كسرت قيدها ..
وهي تكتب في الخلد أشواقها
وتمد جناحين من سندس وحبور
الطيور النسور
رحلة نحو نور
والطيور التي لاتطير
رحلة في ظلام القبور
عالمان هما ...:
الجناح الأبي ...،
وهذا الجناح الكسير
والشهيد الحيي...،
وهذا المتاع الغرور
والذي تحتسي الأرض من دمه
عشقها ...،
غير من تتعفن فيه الدهور
والذي يحمل الزهر ذكراه
كي يمتلي بالعطور
غير من يتضور فوق أريكته
اليأس والزمهرير
والشهيد الجسور
غير من مات في مقعد الذل
أو مات في وهمه
حين دق النفير

***

صاحبي "أحمد "
كان يملؤني بالبطولات ...
حين يطل علينا بوجه منير
كان يغرسني في جميع الثغور
مستباح أنا في جميع الثغور
مستباح ...،وليس لي الآن ...
غير اعتناق البطولة ...،
غير احتساء اللظى والبكور
مستباح أنا ...،
والهشيم الذي ،
أطفئت وقدة الحق فيه ،
انتضى سيفه كي يغير
صاحبي "أحمد "...
كان يشرق في فجر روحي
ويملؤني بالرضا والسعير
كان يكتبني في الربوع التي
يطلع الورد فيها ،وتزهو العصور
كان يملؤني بالحكايات...
عن وجه أمي التي فقدتها النسور

كان يوقظني كل فجر..
ويطلقني في مداه الجسور

(5)

ياعيون الشعراء
أبصري ..هذي دماء

ياعيون الشهداء
أبصري مالا نشاء

ياعيون الفصحاء
ليس جمرا كل ماء

يادماء الشهداء
أنت صوت ونداء

ياعيوني ..لابكاء
يالساني ..لاعزاء

ياجموع البلداء
سوف لاتبكي السماء طاهر العتباني

(*)من قصيدة الطيور لأمل دنقل

قصيدتي عنه
طاهر العتباني غير متصل   الرد مع إقتباس