[المشرقي الإسلامي]

إن احترام التفكير يعد القاعدة التي ينطلق منها الأعضاء في إيجاد حلول لهم ، بمعنى أنني لو
لم أنفذ فكرتك إلا أنني قد أستفيد منها في موقف آخر .
إن احترام الأفكار لا يأتي إلا من خلال وجود شخصية تؤمن بالآخر وقدرته على التغيير ، وتؤمن
كذلك بأننا جميعًا نكون الواحد وهذا الواحد هو أكبر من مجموع أجزائه .
ذات يوم حاولت طباعة كتاب لي ، وذهبت إلى واحدة من أكبر دور النشر في مصر (لأنني مصري)
وهي دار الفكر العربي ، وأعطيت المسؤلين الكتاب ، وبعد أسبوعين قام أحد المشرفين على
الكتاب بالتشاور معي ، وكان غاية في الاحترام والرقي ّ وقال لي إن كتاباتك بحاجة إلى درجة أكبر
من العمق ولعل هذا يتحقق لك مع مضي ّ الأيام . وبعدها بسنتين تقريبًا نشرت الكتاب في دار أخرى
تُعنى بمؤلفات الشباب ، رغم أنها وافقوا على الطلب وطبعوا الكتاب (بمقابل مادي وليس مجانًا) إلا أنني
لاحظت أن ذلك لم يكن إلا عن حاجة إلى السيولة وليس عن إ يمان بالفكرة .
ومن هنا أراني مدينًا بالولاء لمن علمني نقطة ضعف لا من تركني ليتربح هو .