عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-02-2024, 02:39 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,998
إفتراضي قراءة فى بحث مملكة الشيطان

ونشرت المجموعة مع وصف مختصر فى كتاب " القاموس الجهنمي " وقد طبع الكتاب باللغة الفرنسية وتجددت طباعته عدة مرات خلال القرن التاسع عشر.
وقد احتوى القاموس الجهنمي على 69 لوحة حفر يمثل كل منها شيطانآ معينآ ويمثلون فى مجموعهم سادة العالم الشيطاني، فظهر لوسيفر Lucifer مبراطور العالم السفلي وبعلزبوب Beelzebub الامير و "عشتروت " Ashtarot الدوق الاكبر ولوسيفوج Lucifug رئيس الوزارء وساتاناشيا Satanachia Nebiros قائد المعسكر وعشرات غيرهم. ولكل منهم علاماته و رموزه وإبتهالاته..
سادة الظلام
بالطبع لم تقتصر المملكة الشيطانية على المجموعة السابق ذكرها، فقد حوت في تكوينها ملايين الأفراد المقسمين إلى مراتب وتخصصات، والذين يتميز كل منهم بسمات شكلية وأخلاقية معينة وبقدرات وطاقات ومواهب لا يشترك معه فيها غيره. إلا أن بعض هؤلاء نالوا الشهرة أكثر من غيرهم وذلك لعدة أسباب منها:- ورود ذكرهم فى سياق نص الكتب السماوية المقدسة.
- كون بعضهم من آلهة الحضارات القديمة وأوثانها وتحولهم إلى أبالسة بتأثير قدوم الديانات السماوية، مع استمرار إسناد أدوار الإفساد والغواية إليهم. ورود بعضهم كشخصيات رئيسية فى صلب أعمال أدبية شهيرة ساعدت على انتشار شهرتهم بالتبعية.
- ارتباط بعضهم بأدوار محددة فى أعمال السحر كما تراها كتبه ومؤلفاته، وبالتالي انتقالهم إلى حيز الشهرة بتأثير تداول هذه الكتب والمؤلفات."
وكل هذا الكلام تخاريف واشاعات وتحدث عن أشهر الأبالسة فقال :
"من أشهر هؤلاء الأبالسة: لوسيفر حامل الضياء وبليعال شيطان الفساد، وفيستوفيليس شيطانة الغواية ولوياتان تنين أعماق المياه المظلمة.
1 - لوسيفر Lucifer
حامل الضياء من أسماء الشيطان التى دخلت في الدلالات اللغوية اسم لوسيفر Lucifer أو حامل الضياء، وهو في أصله اللاتيني يعني اسم كوكب الزهرة (نجمة الصباح والمساء)، في بادئ الأمر لم يكن لذلك الاسم دلالة سيئة ولكنه جاء فى كلام النبي أشعياء فى معرض التبكيت لملك بابل الذي سمى نفسه بكوكب الصباح، وفهم الحواريون من كلام السيد المسيح أنه رأى الشيطان كنجم سقط من السماء، إن المقصود هو الزهرة وإنه كناية عن الخيلاء التي تقود صاحبها إلى السقوط. ويذكر سفر الرؤيا على لسان السيد المسيح أن إبليس تحدث عن نفسه فقال: "أنا كوكب الصبح المنير".
وإذا وصف إنسان اليوم بأنه شبيه لوسيفر فالمفهوم من هذ الوصف، أنه يلمع ويتخايل باللمعان ويبلغ من العجب به حد السماجة والصفاقة، فهو الخطيئة الساطعة أو الخيلاء المتبجحة، ومن كان كذلك فسقوطه أمل يود الناس أن يتحقق، ولا يشعرون له بالرثاء الذي يصاحب المجد النهار وهو الشيطان الذي ذكرته " أعمال الرسل " على اعتبار أنه قادر هو وأتباعه على التشبه بملائكة النور.
كما ورد ذكره فى ملحمة " الكوميديا الإلهية " الشهيرة باسم لوتشيفيرو، حيث كان مستقره هو مركز الجحيم المظلم في كهف بارد ملىء بالثلوج.
2 - بليعال Belial
/بليعال شيطان الفساد ويتضمن اسمه معنى وظيفته ومصيره:، فمن المعتقد أن هذه الكلمة مكونة من كلمتين عربيتين أولهما بمعنى " بلا " أو " بدون" والثانية بمعنى فائدة فيكون معنى الكلمة: " بلا فائدة "، أي " لا نفع فيه ". وفي التلمود يعتبرونها كلمة مرعبة بمعنى " بدون نير " وإن كان الكثيرون لا يقبلون هذا التفسير. ويرى آخرون أنها تعني من طرح عنه نير السماء. وهكذا أصبح جامحأ بلا قانون أو خارجأ عن القانون، وسواء كان الرأي الأول أو الثاني فإنهما يؤديان نفس المعنى وهو البعيد عن رحمة السماء أو رحمة الرب بسبب الخروج عن دائرة الدين. وفي الكتابات اليهودية في العصور المتأخرة أصبحت كلمة بليعال تستخدم علمأ على الشيطان وتطلق كذلك على المسيح الدجال.
3 - مفيستوفيليس Mephistopheles
هو شيطان الغواية والداهية الذي لعب دورا أساسياً فى رواية " فاوست " العمل الأشهر لأديب ألمانيا "غوته ".
ويقال أن كلمة " مفيستوفيليس" أنها مأخوذة من كلمة يونانية مركبة تفيد كراهية النور ولكن متفق على ان أصلها القديم مستمد من السحر البابلي الذي سرى إلى العرب على أيدي اليهود واليونان، مفيستوفيليس هي ذهنية موسومة بعيوب الذهن في أسوأ حالاته من السخرية والاستخفاف والزراية بالمثل العليا واستباحة كل شىء بالحيلة والمكر والدهاء ء فهو ذهن يصنع الشر لأ نه لا يبالي الشر والخير على السواء، وإذا طلب له الخير فعله غير مغتبط بغعله، كما أنه يفعل الشر ولا يلوم نفسه عليه.، و قد كان مفيستوفيليس فى القرون الوسطى شيطان السحر والمعرفة السوداء، وكان رجال الدين يتخذونه مثالأ للعلماء الكفار الذين غرتهم المعرفة الدنيوية فانصرفوا إليها وشغلوا بها عن معارف الدين.
4 - لوياتان Leviathan
كان لوياتان في الأصل وحشاً مخيفاً في الأساطير الفينيقية واسمه يعني " الملتوي على نفسه"، انتقل بعد ذلك ليتجسد فى الأساطير الكنعانية في شخص " لوتان " الوحش ذو السبعة رؤوس كما انتقل إلى شخص تيامات Tiamat في الأساطير الرافدية وهو في العهد القديم يمثل التنين الذي يصرعه الإله يهوة Yahweh، وكان فكاه أحياناً يمثلان بوابتي الجحيم وقد ورد وصفه فى العهد القديم كالآتي: " أتصطاد لوياتان أو تضغط لسانه بحبل. أتضع أسله فى خطمه أم تثقب فكه بخزامة. . . . . . ليس من شجاع يوقظه فمن يقف إذاً بوجهي. من تقدم منى فأوفيه. ما تحت كل السموات هو لي. لا أسكت عن أعضائه وحبر قوته وبهجة عدته من يكشف وجه لبسه ومن يدنو من مثنى لجمته. من يفتح مصراعي فمه دائرة أسنانه مرعبة فخذه مجان مانعة محكمة مضغوطة بخاتم. الواحد يمس الآخر فالريح لا يدخل بينها. كل منها ملتصق بصاحبه متلكدة لا تنفصل عطاسه يبعث نورأ وعيناه كهدب الصبح. من فيه تخرج مصابيح. شرار نار تتطاير منه من منخريه يخرج دخان كأنه من قدر منفوخ أو من مرجل. نفسه يشعل جمرأ ولهيب يخرج من فيه في عنقه تبيت القوة وأمامه يدوس الهول .... "."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس