عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-02-2021, 01:13 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي قراءة فى كتاب آثار المعاكسات

قراءة فى كتاب آثار المعاكسات
الكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها عبد الرحمن السحيم وتم تفريغها وعملها ككتاب مقروء
الكتاب يدور حول استخدام الهواتف فى المعاكسات وفى هذا قال السحيم:
" أما بعد:فإن من النعم التي وضعت في غير موضعها، واستعملت في غير ما وجدت له: الهاتف؛ فهو سلاح ذو حدين فكم له من ضحية، وكم من مآسي كان أولها عبث بهذا الجهاز، والنتيجة العار والفضيحة ، ويجمع بينهما: أن كلاهما أوله دلع وآخره ولع وهكذا يرضى الشيطان من بني آدم أن يضعوا أول خطوة على طريق المعصية، ليوقعهم فيما هو أكبر، وقد حذر الحق تبارك وتعالى من اتباع خطوات الشيطان فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر) أما لماذا؟ فاستمعي الجواب من العزيز الوهاب: (إنه لكم عدو مبين) وإن كثيرا من الناس اتخذوا عدوهم صديقا، فعصوا الرحمن، وأطاعوا الشيطان واتبعوا خطواتهوقد قال الحق سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) "
بالقطع الخطأ فى الفقرة هو قول السحيم" فبلية الشباب التدخين وبلية الفتيات الهاتف"
فالتدخين ليس قاصرا على الشباب وإنما هو ظاهرة فى كل المراحل العمرية وفى النوعين وإن كان أقل بين النساء وإن كان بنسبة أكبر فى الرجال وأما المعاكسة عبر الهواتف فشىء يقع من الجانبين وهو أغلب فى جانب الرجال
وبدلا من رمى التهمة على أحد الفريقين فالطرف المدان أولا ليس هم بل هو من سمح بتصنيع الدخان أو سمح باستيراده وبيعه فلو أن السلطات الحاكمة منعت تصنيعه واستيراده وبيعه ما كان هناك مشكلة من الأساس وكذلك مشكلة الهواتف سببها السلطات الحاكمة فلو أنها سجلت كل رقم باسم شاريه وهو مستخدمه ما قدر احد على المعاكسة لأن صاحب الرقم المعاكس سيتم معرفته على الفور ولكن فوضى البيع والشراء بدون تسجيل لأسماء الشارين لأرقام الهواتف جعل الامساك بالمعاكسين أمر صعب
وقد بين السحيم أن الهواتف يستخدمها الشباب للضحك على الفتيات حيث يعبرون لهم عن حبهم فى البداية حتى تنخدع الفنيات ويبدأ الشباب فى تسجيل المحادثات الغرامية ويطكلبون صور لهن وبعد أن ذبك بقومون بطلب المقابلة فإن رفضت البنات هددوهن بإرسال المحادثات والصور لأولياء الأمور وهو ما يسبب الرعب لهن فيخضعن لطلبات المقابلة التى كثيرا ما تتطور لممارسة الزنى ومن ثم فقد العذرية وفى هذا قال السحيم:
"إن كثيرا من الشباب الذين يحاولون إيقاع الساذجات من الفتيات في شباكهم عبر خدعة الحب أو وعود الزواج أو الأحلام الوردية، يستدرجونهن من خلال تلك الوسائل وينصبون لهن شباك الهاتف وتسجيل الصوت وأحيانا الاحتفاظ بالصور، فإذا حصل على مراده، وأخذ من الفتاة أعز ما تملك، ما يلبث أن يكشر عن ناب المكر والخديعة، ويبحث عن ساذجة أخرى، وهكذا، وقد تبكي دما أو تعض على يديها ندما، ولكن بعد فوات الأوان
أما الشاب فيقول بلسان حاله ومقاله: لو لم يبق في الدنيا سوى تلك المغفلة ما تزوجتها وهو الذي كان يضع لها الشمس في يد، والقمر في الأخرى!
هل تصدق الفتاة أن ذلك الشاب المعاكس فعلا يريد الزواج بها؟
أو أنه لا يستطيع أن ينساها؟ ولا يستطيع أن يعيش بدونها! وكأنها الماء أو الهواء!
وهو الذي يتهددها ويتوعدها إن لم تخرج معه، هذا حب بلوي الذراع!
إن المسلمة يجب أن تبتعد عن مواطن الريبة، وأن تجعل بينها وبين الريبة والفاحشة خندقا بحيث لا يطمع فيها طامع، ولا يلتفت إليها كل ساقط وضائع
لا أن تجعل بينها وبين الفاحشة شعرة ما تلبث أن تنقطع، ويكون ذل المعصية وعار الجريمة يطاردها طوال حياتها، وربما بعد مماتها إن لم تندم وتتب
ولذا كان عمر بن الخطاب يكتب إلى الآفاق: لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم، وعلموا نساءكم سورة النور رواه عبد الرزاق
وذلك لما اشتملت عليه من الآداب التي يجب أن تراعيها المرأة، وأن تبتعد عن مواطن الشبهات
وأن تبتعد عن كل ما يثير الغرائز، فإن أعداء الإسلام ما يودون لها خير، ويريدونها أن تكون لقمة سائغة، وفريسة سهلة المنال، فهم يتاجرون بالغرائز، ويتفننون في عرض الصور والأفكار التي هي سبيل وطريق للفاحشة
وإن الفتاة متى ما درات حول الحمى وقعت فيه، كما أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى، أما من ابتعدت عن الشبهات وعما تشابه عليها فقد استبرأت لدينها وعرضها، بمعنى أنها طلبت البراءة لدينها وعرضها، فتبقى بريئة الدين، نقية العرض، طاهرة الأردان
أما من عبثت فإنها حامت حول الحمى، فهي توشك أن تقع فيه، فتدنس دينها وعرضها، وتبقى ملوثة السمعة، قلقة النفس، مضطرة
وهذا بالإضافة إلى أن نتيجته عار في الدنيا، فإن مآله ومرده في الآخرة عذاب أليم وخزي عظيم، إن لم يتب منه"

بالقطع ما قاله السحيم يعبر عن خلل فى المجتمع والذنوب فيه واقعة على الكل فالمجتمع لا يعلم أولاده أحكام الإسلام كما يجب فالذين يفتوون بحرمة كلام الرجل للمرأة هم أول من تسبب بالمشكلة مع أن الله قال " وقولوا للناس حسنا " ولم يحدد رجالا او نساء كما انه سمح للرجل والمرأة باللقاء السرى للكلام بالمعروف عن زواجهم فقال " ولا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا"
فالمقابلات من أجل الزواج مباحة ما دام الطرفان يتكلمان كلاما معروفا أى طيبا
التعليم الصحيح هو الطريق لاصلاح هذا الخلل فعندما يقول الأبوين أن ليس محرما أن تتكلم البنت مع أحد يريد الزواج وأن عليها ألا تحادثه بكلام يظهر منه الرغبة فى ممارسة شىء محرم وهو ما سماه الله الخضوع بالقول بقوله " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذى قلبه مرض"
وأن عليها ألا تقابل هذا الشخص إلا مع واحد أقاربها أو واحدة من قريباتها وان يكون اللقاء فى مكان عام فساعتها سيكون كل شىء واضح ودقيق ولكننا نعلمهن ونعلم حتى الشباب خطأ بالقول بحرمة الكلام بينهم
ويجب أن يقوم الأبوين بنصيحة البنات بألا يرسلن صورهن لأحد لأنها قد يستغلها فى أمور محرمة ولكن لا احد يقول هذا لبناته إلا ما ندر
ويخاطب السحيم البنات قائلا:
"أخيتي:
قبل أن ترفعي سماعة الهاتف تذكري ماذا يراد بك؟

وقبل أن تخضعي بالقول تذكري أن الله مطلع عليك فلا تجعليه أهون الناظرين إليك
إن استترت عن أبيك وأخيك، فتذكري من لا تخفى عليه خافية، وقد قال سبحانه وتعالى في شأن المنافقين: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)
وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقال (ص) لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا» قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» رواه ابن ماجه، وهو حديث صحيح
إذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها: إن الذي خلق الظلام يراني

وقد قيل: رب كلمة قالت لصاحبها دعني
كم هي المآسي نتيجة كلمة واحدة، كانت البداية والانطلاق في مغامرات نفق مظلم يرى أوله ولا يعلم على ماذا ينطوي
إن الشاب الذي يتصل بالفتاة ويطلب منها محادثته مدعيا براءته، وأنه لا يريد سوى التحدث والدردشة – كما يقال – ثم يظهر لها إعجابه بها، ويثني عليها، فتغتر بذلك وهي كما قيل:
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
وتنساق الضعفية، كما تساق الشاة إلى مكان الذبح، وهي لا تشعر
فتصبح كما قيل:
وليس يزجركم ما توعظون به والبهم يزجرها الراعي فتنزجر
أصبحتم جزرا للموت يقبضكم كما البهائم في الدنيا لها جزر
إن كثيرا من شباب المعاكسات يقولون: إن من انساقت وراء كلمة مني ربما تنساق وراء كلمة أخرى من شخص آخر
ويقولون: إن كانت كلمتني وطاوعتني لأجل مالي فسوف تجد من هو أكثر مالا مني
وإن كانت كلمتني لجمالي فسوف تجد من هو أجمل مني

وأن كانت كلمتني وهي لا تعرفني فما الذي يمنعها أن تكلم غيري؟
وقائل ذلك محق في ذلك، فإن من خانت أهلها، وحادثت شخصا لا تعرفه، فعهودها مستحيلة، فما الذي يضمن له ألا تخونه
فهو ينظر بعين عقله وهي تنظر بعين عاطفتها التي عليها غشاوة
واللوم يقع عليها هي، ولذا فهي التي تعطيه الإشارة إلى أن يكلمها، وأن يعاود الاتصال، ومن ثم يسجل صوتها ويهددها به إن لم تطاوعه أن يبلغ أهلها، وهذا دليل على بداية الخيانة، فتطاوعه المسكينة، وتظن أنه لقاء واحد برئ، ولكن الأمر – كما
قيل -: رحلة الألف ميل بدايتها خطوة واحدة"

ما قاله السحيم يعبر عن وجود خلل فى المجتمع فالسلطات لا تعلم الدين تعليما صحيحا وهو أمر مقصود حتى تظل المشاكل موجودة فينشغل الشعب عما تقوم به الشلطات من فساد وهو خروج على حكم الله
والخلل يتمثل فى عدم تعليم الآباء والأمهات أن عليهم أن يعلموا بناتهم أن كلامهم مع البنين بغرض الزواج هو أمر صحيح وانه يجوز لهم أن يقابلوهم فى الأماكن العامة للكلام فى الزواج
والخلل فى تنظيم المجتمعات هو أن لا أحد يملك أكثر من بيت حتى تكون الأسرة متواجدة فيه فلا يخلو فتى بفتاة ولكن السلطات وهى دوما من الأغنياء تسمح بتعدد بيوت الشخص حتى تسمح له بالزنى فى أى وقت ومن ثم يكون غالبا الشباب الفاسد هم أولاد الأغنياء لنهم يثلدون ما يفعله الآباء غالبا وايضا الأمهات وهن قليلا ما يفعلن ذلك
ثم حكى السحيم حكاية فقال:
"خرجت والتقت به في السوق أو في السيارة دقائق معدودة، ثم عاود (قيس) الاتصال، وأظهر لها إعجابه بها، وانه لم ينم تلك الليلة، و ، وطلب اللقاء مرة ثانية وتحت ضغط التهديد طاوعته، ولم يكن اللقاء في هذه المرة دقائق فقد يطول، وربما التقطت فيه الصور التذكارية والتي هي عبارة عن بداية قاصمة الظهر، ثم تصبح تلك الصور والأشرطة التي سجلت بصوتها وسائل تهديد وضغط حتى تقع في الفخ، ويأخذ منها أعز ما تملك، فأخذ منها شرفها وعفتها، وأعظم من ذلك دينها
فقد أصبحت في عداد الزواني، اللوتي لا ينكحهن إلا زان مثلهن أو مشرك، كما قال تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس