أمتي هل لكِ بين الأممِ
أمتي هل لكِ بين الأممِ
منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ؟
أتلقاكِ وطرفي مطرقٌ
خَجَلاً من أمسِكِ المنصرمِ
ويكاد الدمع يهمي عابثاً
ببقايا كبرياء الألمِ!
أين دنياكِ التي أوحت إلى
وتري كُلَ يتيمِ النغمِ
كم تخطيتُ على أصدائِه
ملعبَ العزِ ومغنى الشممِ
وتهاديت كأني ساحبٌ
مئزري فوق جباه الأنجمِ
أمتي كم غصة داميةٍ
خنقَتْ نجوى عُلاكِ في فمي
أي جرحٍ في إبائي راعفٍ
فاتَهُ الآسي فلم يلتئمِ
ألإسرائيلَ تعلو رايةٌ
في حِمى المهد وظل الحرم؟
كيفَ أغضيتِ على الذلِ ولمْ
تنفضي عنكِ غبارَ التُهَمِ
أو ما كنتِ إذا البغيُ اعتدى
موجةٌ من لهب أو من دم؟
فيمَ أقدمتِ وأحجمتِ ولمْ
يشتفِ الثأرُ ولم تنتقمي؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمعَ اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيسِ المغنمِ
رُبَ (وامعتصماه) انطلقتْ
من أفواه البنات اليُتَمِ
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصمِ!
أمتي كم صنم مجَدْتِهِ
لم يكن يحمل طُهر الصنمِ
لا يُلام الذئبُ في عدوانه
إن يكُ الراعي عدوُ الغنمِ
من قصيدة لعمر أبو ريشة: شاعر سوري 1908ـ 1990م
__________________
ابن حوران
|