عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-10-2009, 05:29 PM   #440
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تمسح دمعة طالما ألهبتني فيغيابك
يأخذني وجع الإنتظار
تعصف بي رائحة ثوبك
تخنقني ربطة عنقك النائمةفي وسادتي منذ رحلت


الله الله ! ما أجمل ما تكتب ! ثمة أشياء تكتسب قيمة عظيمة من خلال مجيئها


كأنها كاميرا ترصد شكلاً سينيمائيًا متمثلاً في توجع المبدع وتذكرها لهذه الرائحة


وكذلك ربطة العنق والتي تشعر القارئ بأن المحبوب مرهق أو ممدد على الفراش


مرهق بينما هي تحرس هذه الأشياء الدالة على وجوده


( )

أيها الغائب عني

هواجسي ذبحت هجوع الليل البارد






تعبير جيد ،والتجسيد كان مقترنًا بفلسفة خاصة في التعبير عن الأشياء


إذ تأتي لفظة ذبحت لتعبر عن مدى عنف الأرق . ولاحظ أن النص في أول سطرين يتسم


بدرجة كيرة من التميع والتحويم في الفضاء النفسي إذ أن الهوجس والجوع شيئان


غير ملموسين وإعطاؤهما سمة المادة من خلال تعبير الذبح كان مجسمًا


حالة من الأرق قلما يعبر عنها بهذه الطريقة.

وكل مقطع قائم بذاته هو لحظة معينه تحيله إلى حالتها التي أوجدتها أي أن كل مقطع يحمل ذكرى مختلفة عن السابقة عليها وإن كانت كلها تشترك في حزن الفراق لكن كلمة هواجسي ذبحت ...كانت عنيفة من الأنثى لذلك يبدو للقارئ أن الحزن قد جعلها في هذا السطر تصرخ ويرتفع إيقاعها من خلال السياق الذي يدل




أو يشعر القارئ بتغير في نبرة الصوت وسرعة الإيقاع .


صوتك وحده لايكفي

قمرنا الفضي حزين




رغم ان اللون الفضي زاه ٍ وجميل إلا أن المفارقة في بهجة الصورة المظلمة أعلاه


وحزن القمر الفضي تجعل للألوان والمشهد دلالات مختلفة لاسيما في صورة القمر ،فكأنما
الضوء شيء كالدمع


ليلنا أدمن علىالإنتحار
الأصح ليلنا أدمن الانتحار أو أوشك على الانتحار


وكان تعبيرًا يتسم بالقوة وتكرارية ودائرية الحزن ويكون من الضروري الإشارة إلى


أن الرومانسيين يرون الليل أحيانًا عدوًا وأحيانًا صديقًا لذلك يكون الليل في هذا النص


منتحرًا بخبو الضوء وليس بطلوع الصبح والانتحار تعبير عن نفاد رصيد الأمسيات


الجميلة والذكريات الطيبة بينهما .

وجع الحروف يئن في نبضاتي

أيها الحاضر
في أدمغة الوقت






الدماغ به المخ وبه الحواس وهو المركز الاستراتيجي للحركة والحياة ، وتعبير


أدمغة الوقت أتى معبرًا عن مركزية الوقت وأهميته تلك التي يهتمها الحبيب


الذي يحضر في أهم لحظات العمر وأوقاتها ، وكان تعبيرًا ابتكاريًا جميلاً


يكمن جماله في تطويع الجوانب المادية والجسدية للحالة المعنوية والنفسية.


هذا التركيب من حيث الشكل ذكرني بتركيب لغوي جميل وإن كان من حيث المضمون مختلفًا


لخالد الشرعبي أيها القادم من انفعالات الوقت .


نداء+حرف جر +مضاف ومضاف إليه

ورودكلم تزل كماعهدتها

دموعي تسقيها كل صباح
وقصائدك ألتحف بها كل مساء





التعبير قصائدك ألتحف بها كل مساء كان جماله في

هذه التشبيه الذي عبر عن استغراق الحالة بما

يجعل القصائد هي اللحاف وكان مجيئها في آخر المقطع

ذكاء كبيرًا لكي تكون موازية لكلمة تصبح على خير


لذلك أتت ختامًا جيدًا لخاطرة هذا المتحدث\هذه المتحدثة.


وهذا الصباح الدامع والمساء الملتَحَف بالقصائد عبر


عن رومانسية لا يستطيع المبدع فيها أن يقول إني


أعاتبك وهذا يناسب ضعف الأنثى .

( )

متى تعود؟
عصافير صباحاتك تحن إليك
تنتظرك كل يوم
تشاور ني عن الرحيلإليك
لكنها لدمعي
فتأبى الرحيل







المقطع الأخير كان عاديًا للغاية وكانت نهاية المقطع السابق دالة عليه بشدة ولم تكن تحتاج –إذا احتاجت- سوى لسطر أو كلمتين كأنهما التوقيع لذلك أرى هذا المقطع الأخير بحاجة إلى تعديل أو حذف .

هذا المزيج الجميل . دمت مبدعًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-11-2009 الساعة 06:29 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس