[ابن حوران]

قد يتعفف المرء عن طلب نجدة من أي كان، بل يختار أناسا معينين، وقد يعتذر المرء عن قبول دعوة لمأدبة حتى لا يكون جليسه بعض من لا يطيقهم .. وقد يترفع المرء عن خوض نقاش لا طائل منه مع من يخمن كيفية طرق تفكيرهم وحجم احتقاناتهم ..

لكنه لن يفعل ذلك بمواطنته ومشيه بالأسواق وارتياده للمساجد، وصومه رمضان فقد يكون كل الذين استنكف بالاحتكاك بهم يشاركونه تواجده ..

في المنتديات صورة قريبة من كل ذلك .. فقد يتم إعجابك بما يقدم أحدهم من عمل وقد تستنكر ما يقدمه آخر، وليس من البطولة أن تتصدى لكل رأي يخالفك، فإن فعلت فكأنك كمن يستفتي سكان مدينته في رأيه (فردا .. فردا) وتصوروا كم هي مضيعة للوقت ومولدة للخصومات!

رغم مودتي للكثير من أعضاء الخيام ومشرفيهم، لكنني ـ نادرا ـ ما أبين تلك المودة، وأعرف أنها خصلة لا تروق للجميع بمن فيهم نفسي .. ورغم استهجاني لبعض ما يُكتب ويقال، لكنني لا أتصادم مع من لا أوافقهم رأيهم .. فتصوروا لو أننا اعترضنا على ما كتبه أناس قبل 50 عام، ما الفائدة؟ ليس كل الاعتراضات تصوب فكر أصحابها، وليس كل ما يُكتب يأخذ به الآخرون ..

لم أشأ أن يجعلني أحدٌ موضع تميز عن باقي أعضاء الخيام، ولم أقبل يوما ما أن أشترك بالإشراف، لا ترفعا، وإنما لرفضي أن أكون طرفا، في حالات لا أرغب أن أكون فيها كذلك ..

إن من كرمني وأحاطني بهالة من الاحترام، وإن كنت أشكره وأكن له وافر الاحترام، إنما جعلني في موضع لم أكن أرغب لأكون فيه، سواء فيما قيل بالعلن على صفحات الموقع أو ما تم السكوت عنه من قِبل من لم يقل شيئا..

أكن لكم جميعا احتراما كبيرا سواء من علق لصالحي أو مر وهز رأسه استنكارا، فهم لا يقلون أهمية عمن كانوا في جانبي، حيث يشحذون همتي ويؤكدون فكرة بقاء جدلية الفكر قائمة ..راجيا من إدارة الموقع إخفاء مظاهر تمييزي عن الآخرين ..

وفقكم الله جميعا لما فيه الخير