عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-01-2019, 11:23 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

"ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا فى طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون "المعنى ولو نفعناهم أى أزلنا ما بهم من أذى لمضوا فى كفرهم يسيرون ولقد عاملناهم بالعقاب فما خضعوا لإلههم وما يعودون حتى إذا أسكناهم مقاما ذا عقاب أليم إذا هم فيها معذبون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو رحم الكافرين والمراد لو نفع الكافرين وفسر هذا بأنه كشف ما بهم من ضر أى أزال الذى أصابهم من أذى لكانت النتيجة أن لجوا فى طغيانهم يعمهون والمراد لاستمروا فى كفرهم يسيرون وهذا يعنى استمرارهم فى الكفر وهو الشرك مصداق لقوله بسورة النحل "ثم إذا كشف عنكم الضر إذا فريق منكم بربهم يشركون " ويبين له أنه أخذهم بالعذاب والمراد أنه اختبرهم بالضرر فكانت النتيجة أنهم ما استكانوا أى ما أطاعوا حكم الله وفسر هذا بأنهم ما يتضرعون أى ما يتبعون حكم الله بسبب ما نزل بهم من عذاب ويبين له أنه إذا فتح عليهم بابا ذا عذاب شديد أى إذا أدخلهم مكانا صاحب عقاب مهين إذا هم فيه مبلسون أى معذبون أى محضرون مصداق لقوله بسورة سبأ"أولئك فى العذاب محضرون " والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"وهو الذى أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون "المعنى وهو الذى خلق لكم العقل أى البصائر أى العقول قليلا ما تطيعون ،يبين الله للناس أنه هو الذى أنشأ أى خلق أى جعل لهم السمع وهو القلوب أى الأبصار أى الأفئدة وهى العقول لنطيع حكمه مصداق لقوله بسورة الملك "وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة "ويبين لهم أنهم قليلا ما يشكرون أى قليلا ما يطيعون حكم الله أى ما يتذكرون مصداق لقوله بسورة غافر "قليلا ما تتذكرون " والخطاب وما بعده وما بعده للناس.
"وهو الذى ذرأكم فى الأرض وإليه تحشرون "المعنى وهو الذى خلقكم فى الأرض وإليه ترجعون ،يبين الله للناس أنه هو الذى ذرأهم أى خلقهم أى استخلفهم فى الأرض وهى البلاد مصداق لقوله بسورة الأنعام "وهو الذى جعلكم خلائف الأرض "وإليه تحشرون والمراد وإلى جزاء الله تعودون بعد الموت .
"وهو الذى يحيى ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون "المعنى وهو الذى يخلق ويتوفى وله تغير الليل والنهار أفلا تفقهون ؟يبين الله للناس أنه هو الذى يحيى أى يخلق الخلق وهو الذى يميت أى يتوفى الخلق وله اختلاف والمراد وبقدرته تغير الليل والنهار ويسألهم أفلا تعقلون أى "أفلا تذكرون "كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب التفكير فى قدرة الله وأنه وحده الإله الواجب الطاعة حيث لا إله غيره .
"بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين "المعنى لقد قالوا شبه ما تحدث السابقون قالوا هل إذا توفينا وأصبحنا فتاتا وعظاما هل إنا عائدون لقد أخبرنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أكاذيب السابقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا مثل ما قال الأولون والمراد تحدثوا بشبه ما تحدث الكفار السابقون حيث قالوا أإذا متنا أى هلكنا وكنا ترابا أى رفاتا أى فتاتا وعظاما مصداق لقوله بسورة الإسراء "أإذا كنا عظاما ورفاتا "أإنا لمبعوثون أى لعائدون للحياة أى مخرجون مصداق لقوله بسورة النمل "أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون "لقد وعدنا أى أخبرنا نحن وآباؤنا هذا من قبل – وهذا يعنى أن الرسل السابقين أخبروا آبائهم بنفس القول- إن هذا إلا أساطير الأولين وهى خلق أى أكاذيب السابقين مصداق لقوله بسورة الشعراء"إن هذا إلا خلق الأولين "وهذا يعنى أنهم يكذبون بالبعث ويعتبرونه كذب والخطاب للنبى(ص).
"قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله أفلا تتذكرون "المعنى قل لمن ملك الأرض ومن بها إن كنتم تدرون سيقولون ملك الله أفلا تعقلون ؟يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار لمن الأرض ومن فيها والمراد من يملك الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون أى تعقلون مصداق لقوله بسورة آل عمران "إن كنتم تعقلون "ويبين له أنهم سيقولون أى سيجيبون ملك لله ويطلب منه أن يقول لهم أفلا تتذكرون أى "أفلا تعقلون "كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال أن يخبرهم بتناقض أقوالهم فهم يرفضون طاعة حكم الله فى نفس الوقت الذى يعترفون بملكيته للكون ومن المعروف أن الملك لابد أن يطاع والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"قل من رب السموات السبع رب العرش العظيم سيقولون الله قل أفلا تتقون "المعنى قل من خالق السموات السبع خالق الكون الكبير سيقولون لله قل أفلا تطيعون ؟يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار من رب أى خالق السموات السبع رب أى خالق العرش العظيم أى الكون الكريم مصداق لقوله بنفس السورة "رب العرش الكريم "ويبين له أنهم سيقولون أى سيجيبون الله هو خالقهم ويطلب منه أن يسألهم أفلا تتقون أى "أفلا تذكرون "كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله لأنه الخالق والخالق لا بد أن يطاع من مخلوقه.
"قل من بيده ملكوت كل شىء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون "المعنى قل من بأمره حكم كل مخلوق وهو ينصر ولا ينتصر عليه إن كنتم تعقلون سيجيبون لله قل فكيف تكفرون ؟يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار من بيده ملكوت كل شىء والمراد من بأمره حكم كل مخلوق وهو يجير أى ينصر خلقه ولا يجار عليه أى ولا ينتصر عليه إن كنتم تعلمون أى تعقلون كما قال بسورة آل عمران "إن كنتم تعقلون"وهذا يعنى أن الله ملك كل شىء وهو المنتصر دائما ويبين له أنهم سيقولون أى سيجيبون لله ومن ثم عليه أن يسألهم فأنى تسحرون أى "فأنى تؤفكون "كما قال بسورة التوبة "والمراد فكيف تكفرون بحكم الله وأنتم تقرون بملكيته للكون والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون "المعنى لقد جئناهم بالعدل وإنهم لكافرون ،ما اصطفى الرب من ابن ،وما كان معه من شريك إذا لأخذ كل رب ما أنشأ ولكبر بعضهم على بعض ،تعالى الله عن الذى يقولون ،عارف الخفى والظاهر فارتفع عن الذى يعبدون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أتاهم بالحق والمراد أنه جاءهم بآياته وهى العدل مصداق لقوله بسورة الحجر "وأتيناهم بآياتنا "وإنهم لكاذبون أى لكافرون أى لمعرضون مصداق لقوله بسورة الحجر "فكانوا عنها معرضين "ويبين لنا أنه ما اتخذ من ولد أى ما أنجب من ابن مصداق لقوله بسورة الإخلاص "لم يلد "وما كان معه من إله أى شريك فى الملك مصداق لقوله بسورة الإسراء "ولم يكن له شريك فى الملك "ويبين لنا أنه لو كان معه من إله لذهب كل إله بما خلق والمراد
لأخذ كل رب ما أنشأ والمراد ملك كل شريك ما أنشأ من الخلق ولعلا بعضهم على بعض والمراد لقوى بعضهم على بعض وهذا يعنى أن وجود بعض الآلهة- وليس لهم وجود-معناه لو كان فيه آلهة غير الله سيحارب كل واحد الآخرين وينتصر عليهم وهذا يعنى وجود تفاوت بين قوى الآلهة ويبين له أنه سبحان الله عما يصفون أى تعالى الرب عن الذى يقولون والمراد أنه أحسن من الذى يشركون معه من آلهة مزعومة مصداق لقوله بسورة المؤمنون "فتعالى عما يشركون "ويبين لنا أنه عالم الغيب والشهادة والمراد أنه عارف الخفى والظاهر وقد تعالى عما يشركون أى قد ارتفع عن الذى يعبدون والمراد أنه أفضل من آلهتهم المزعومة .
"قل رب إما ترينى ما يوعدون رب فلا تجعلنى فى القوم الظالمين "المعنى قل إلهى إما تشهدنى ما يخبرون إلهى فلا تدخلنى مع الناس الكافرين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول رب إما ترينى ما يوعدون والمراد خالقى إما تشهدنى الذى يخبرون وهذا يعنى أن يشاهد عذابهم ،رب فلا تجعلنى فى القوم الظالمين أى خالقى فلا تدخلنى العذاب مع الناس الكافرين الذين أرى عذابهم .والخطاب وما بعده للنبى(ص)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس