عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-06-2008, 01:16 PM   #1
الفاتح العربي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
المشاركات: 15
إفتراضي البرقع ( مكة حبيبتي ) شعرفصحي عمودي . للدكتور

البرقع


( مكة حبيبتي )


شعر

د . محمد نجيب المراد



شَبَّبـتُ فيها فاستثـرتُ الأدمُعـا
لا الشِّعرُ جاملني ، ولا الدمعُ ادعى

قلبي الذي في حبهـا . . . ولحبها
غنّى القصائدَ في الغرام . . . وأسمَعَـا

أواهُ مِـنْ وَجْـدِ القلـوبِ فإنهُ
إنْ زادَ أوْ إن قلَّ . . . كانَ مُوَجِّعـا





لمـا دنـوتُ ، سألتُها في أنْ أرى
فإذا سفورُ الوجـهِ كان . . . البرقعا

فرجـوتهُـا ، فَتَعزّزتْ ، وتمنّعـت
فرضيـتُ في وصلٍ يجيءُ . . . تمنُّعا

حبـي ، وحسبي بالدلالِ . . وإنني
واللهِ . . أرضى أن يكـونَ تَصنَُّعا

ضيَّعتُ عمـري في انتظارِ وصالِها
أنا .. ماحزنـتُ بأن يكونَ مُضيَّعا

وضممتُها بين الضلوعِ ... صبابةً
ورجوتُها ... فـي أَنْ تَضُمَّ الأضلعا

وشربتُ دمعَ العشقِ ،كأسَ تَضلُّعٍ
الدمعُ يُشـربُ ،إن عشقتَ ، تَضَلُّعا





كم طفتُ حولَ ربوِعها ... مستعبراً
وبقربها ...هذا فؤاديَ كم ... سعى

ووقفتُ عندَ البابِ علَّ . . . عسى
فالحبُّ ...كان تصبُّراً ... وتَوَقُّعـا

البابُ... هذا البابُ...كم طَرقَتْ يديْ
ووقفتُ أنتظرُ الجوابَ ... مُـد مِّعا

أطرقتُ ... بعد الطَرْقِ ، أدعو باسمها
الله َ. . . ماوهنتْ يدايَ على الدعا

فسمعـتُ في عمقِ السكونِ إشارةً
فازدادَ قلبـي غبطـةً . . وتسرَّعا

ولربما ، أعطـى الحبيبُ علامـةً
أحيا بهـا أرضَ المحـبِّ ، وأَمرَعا





كان اللقـاءُ على العِشاءِ ، فجئتُهـا
فإذا بريحِ المسكِ . . . كـانَ تضوَّعا

وإذا المؤذِّنُ للصلاةِ ...... مُكبّـراً
وإذا بحشدِ النـاسِ ،كـانَ تجمَّعـا

فوقفتُ مرتبكاً ... وكلّي ... أعينٌ
فرأيتُ نوراً خالصاًِ . . . قد شَعشَعا

فصُعِقْـتُ ثمّ صحوتُ ، بعد سُويعةٍ
وكأنَّ قلبي عنـد صعقَِتهِ ... وعى

ورأى بمحضِ الصدقِ أسرارَ الهـوى
ما أجمـلَ الأسرارَ بـلْ مـا أروعا

قـد يصبحُ القلبُ المحـبُّ منـازلاً
للمشرقاتِ ، وكـان قبل ، البَلْقَعا





أحببُتها ، وأحبَّ تربتَها . . . أبـي
وكذاكَ جَـدّي ، حَجَّهـا ، وتمتَّعا

ورأيتُهم ، صَلُّوا إليها . . . قِبـلةً
وتعهـدّوا أنْ لا أكـونَ . . . مضيِّعا

وتضرّعوا بالليلِ . . . نحو ربوعها
فسمعتُـه ... قد كـادَ أنْ يتضرعا

ورأيتُ جَدّي ، قبل " حجٍ " بـاكيا
ورأيتُ – أقسمُ – منه دمعـاً هُمَّعا

مَلكتْ علنيا اللبَّ ، سبحان الذي
خلقَ المهابةَ والجمالَ . . . وأبـدعا

فترى الجموعَ أمام هيبتهـا ، انحنَوْا
للهِ . . . خرّوا سجَّداً . . . أو رُكّعا





هـي كعبةُ الأسرارِ ، هـذي مكةٌ
دامتْ علـى مرِّ العصـورِ ، الأرفعا

أُرضِعتُ حبكِ ، مكةٌ ، منذ الصِّبا
أو قبـل حتى أَنْ أكونَ ... وأُرضَعا

وَنَزَلتُ بابَكِ ، صادقاً . . . مُتبتِّلاً
ورجوتُ أنْ تضعي لأجلي ... البرقعا
[/center]
الفاتح العربي غير متصل   الرد مع إقتباس