عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-12-2008, 04:22 PM   #28
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

أختي الفاضلة / المخملية

موضوعك بالفعل يتضمن إثراءا فكريا رائعا
وكثيرة هي الحوارات التي تتم مع من ( يعتقد ) أنه يعتنق فكرا معينا
سواء كان ذلك ليبراليا أو علمانيا أو غيرهما
وفي المجمل هي لا تصل إلى نتيجة بإقتناع هذا الطرف أو ذاك
لأن كل معتنق لفكرة لديه من الوسائل ما تجعله يدافع بإستماتة عن فكرته
ولعلي أخرج بالموضوع في منحى آخر ، لأصل من خلال ذلك إلى ما أريد
جاء في الحديث الذي روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال : ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا ‏‏رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )
في هذا الحديث تظهر جلية أركان هذا الدين ، فمن حافظ عليها كان مسلما حقا
ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، تلك قاعدة لا إجتهاد فيها ولا مناص عنها
ومصداق هذا القول هو ما جاء في صحيح الإمام مسلم أنه ( جاء ‏ ‏رجل ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أهل ‏ ‏نجد ‏ ‏ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر ‏ ‏الرجل ‏ ‏وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ :‏ أفلح إن صدق ‏ )
فذلك يعني أن كل من قام بتلك الأركان الثلاثة مع كونه مسلما ، والخامس يأتي مع القدرة فهو من المسلمين
ومن بعد ذلك تأتي ( الزيادات ) في العلم أو الطاعات

وهنا أقول

من الجميل أن يكون الحوار حول الموضوعات الدينية خارج الأركان الخمسة من باب ( العلم والمعرفة ) دون الجزم بصحة هذا التوجه أو ذاك فقد يكون معتنق هذا الفكر أو ذاك مغررا به ، أو أن له دوافع من ورائها
إلا إن بان الخلل في ما يخص العقيدة ، والتي تتمثل في ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
هنا يجب أن نقف لنعمل على تصحيح المعتقد عند الآخرين قبل أن نتحاور معهم في ما يرونه من ( محدثات ) الأمور

الليبراليين ومن سار في ركبهم لهم توجه لا صلة له بالدين من الأساس
فهم يحملون توجها سياسيا يتفق مع الدين في نقاط كالشورى التي يسمونها الديموقراطية ، ويختلف معه في أخرى
ومن هنا نجد أن الدين قد اتخذه أصحاب ذلك التوجه مطية يرتقون عليه لتحقيق شهرة أو أهداف ( سياسية ) بحتة
أو لتنفيذ أجندة معينة لتوجهات أخرى بعيدة عن الإسلام وأهله
ومن كل هذا أصل إلى أن ( المسلم ) في ذاته يبقى مسلما مادام ملتزما بأركان الإسلام ( كما جاء في الحديث ) حتى وإن تدثر برداء شهرة هنا أو تلحف ببريق مسمى هناك ، وعليه يجب أن يدور أي حوار حول ( نقاط الإختلاف ) فقط ، دون أن التجاوز إلى غيرها ، وللوصول إلى تلك الغاية يحتاج المتحاورون إيجاد النقاط المختلف عليها أولا حتى لا يكون الحكم عاما

تحياتي




__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس