[سعود القويعي]

جمعني قطار الحياة بانسان تحولت المعرفة به الى صداقه ... تطورت فيما بعد الى توافق واندماج في شتى نواحي الحياة .حيث بات كلّ منّا احيانا يعبر عما يريد قوله الآخر . اشارة او ايمائه حول موقف او معنى هي مفتاح ليفهم احدنا الثاني . ولكن من قال ان كل شيء الى ابديه . انك حين تملأ الكأس بالماء الى نهايته ثم تظل ترويه فأن الماء يفيض ويلامس ظهر الكأس ثم ينحدر الى الارض ويضيع هدرا .

وهذا ماحدث مع توالي الايام والسنون ؟! فقد بدا احدنا للآخر انه يعرف اكثر منه وهواعلم بالاجابة منه لأنه يرى انه الاصوب فلا يلتفت لرأي صاحبه فصرنا مثل مشلول يعزف لأصم . فلا هذا عزف ولا ذاك سمع !

وتزلزلت العلاقه وشيئا فشيئا بدأت تتساقط اوراقها .

لفّها عناد المكابرة والعناد وغيّرت الاحداث لونها من اخضر يانع الى اصفر باهت ....... ومع هبوب رياح الملل وهجير الايام اللافح لم يعد لتلك العلاقة اي معنى ؟! ولا لمذاقها طعم . بدأت الملاقاة تقل الى اكثر من الشهر واذا ماألتقينا كان لقاء باردا ليس فيه دفء الايام الخوالي .

اختلقنا الاعذار عن المجيء او الذهاب . كل شيء بدا واضحا لايحتاج الى تصريح !

ولماذا التصريح ، فكل شيء واضح وجليّ . هل يجب ان نتخاصم ليكون الفراق شائنا ؟ لا ... لم يكن هذا مبدأنا ولا اخلاقنا ان معرفتنا على طول مداها لم يحدث ان فقد احدنا احترامه للآخر . ولكن برود العلاقه ثم تحولها الى مايشبه القطيعه أو تكاد ، اعتقد انه يعود لسببين : الاول انشغالنا بأمور اطلّت برأسها مع الزمن ( مشاكل الحياه ) الثاني : تراجع بعض الاهتمامات وحلول اولويات فرضت نفسها تدريجيا بحكم السن وتبدل النظرة للامور والحكم على كل شيء في الحياة بشكل يختلف عن سابقه في الزمن المنصرم .

لقد كانت صداقتنا صافيه جميله ، ثم انحدرت من عليائها ولامست الارض ؟! فتوجست خيفة ان تحفر الأديـم وتصل الى ماأبتغي .

احترمت ما كان بيننا وصدعت لعجائب الدهر وتركت خيوط الوصل تتقطع تباعا حتى لم يعد فيها سوى خيطا او اثنان واهيان . صرفت نفسي لدنياي وآلامي ولسان حالي يقول ... هكذا افضل لتبقى ذكرى طيبه .

ولا اظن اني اخطأت ... ... ... ولـــــــــــن انـدم . ابو جمال ( حبيب العمر )