عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-03-2019, 02:01 PM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

والسبب بالطبع هو أنه لم يكن تحديا مطلوبا من الكفار وهو وهم منه فالمعجزات هى تخويف كما قال الله وليست تحديا
وناقش الرجل مسألة كون المعجزات خرق لقانون الطبيعة أم لا فقال :
"وعلى أية حال فالمعجزة لا تعد خرقا للقانون الحتمى حتى يكون مثارا للإشكال"ص28
واستشهد الرجل على صحة وجهة نظره بنقل كلام الطباطبائى فقال :
"وفى ذلك يقول السيد الطباطبائى"فقد تبين من الفصول السابقة من البحث أن المعجزة كسائر الأمور الخارقة للعادة لا تفارق الأسباب العادية فى الاحتياج إلى سبب طبيعى وأن مع الجميع أسبابا باطنية والمعجزات مستندة إلى سبب طبيعى حقيقة بإذن الله وأمره"ص32
الرجل يظن أن المعجزة ليس خرق للقانون الحتمى وإنما هى استعمال لقانون غير معروف للبشر وهى وجهة نظر فيما يبدو أنها صحيحة فاليد المنيرة مثلا يشبهها ما يسمى بالكائنات المضيئة فالله حول بعض الخلايا فى اليد إلى مثل الخلايا فى الكائنات المضيئة ومعجزة إيقاف عمل النار مثلا يشبهها تحويل النار إلى نور وقد كرر كرمه فقال :
وتقرير هذه النظرية أن المعجزة إما أن تكون منصوبة من الله تعالى أو منسوبة إليه فما كانت منصوبة من الله فهى الخارقة لناموس الطبيعة وجميع ألأفراد البشر لا يستطيعون الإتيان بمثلها من هذه الجهة أى جهة كونها لا تتوافق مع القوانين الطبيعية ولكن المنسوبة إلى الله تعالى لا يفترض كونها خرقة لقانون طبيعى وعجز البشر عن الإتيان بمثلها إنما هو لكونها منسوبة إلى الله تعالى "ص125
وناقش الرجل مسألة كون المعجزة شىء ملازم لكل نبى(ص) أم لا وانتهى إلى أن القرآن لا يبين ذلك فقال :
"والحقيقة أنه لا يمكن الخروج بنتيجة قطعية من خلال التنقيب فى الآيات القرآنية فالقرآن لا يؤيد بصراحة أحد هذين الوجهين لزوم المعجزة وعدم لزومها" ص37
وهو جهل منه بالقرآن فالمعجزات وهى الآيات لازمة إلا فى حالة النبى الأخير (ص) كما قال تعالى :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وأتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا"
فكل الرسل عدا محمد(ص) كانت لهم معجزات
كما أن هناك دليل أى معجزة كان موجودا قبل محمد(ص) وهو وجود قربان تأكله النار يقدمه الرسول أمام الناس كدليل على أنه رسول وهو قوله تعالى :
"الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين"
ومن ثم كانت المعجزات لازمة
وبين الرجل أن الشرائع هى معجزات لبعض الرسل دون بعض فقال :
"ومما يؤيد هذا القول بالتفصيل هو أن أصحاب الشرائع الثلاثة موسى وعيسى ومحمد تحركوا فى دعوتهم من موقع التأكيد على المعجزة والاستدلال بها لإثبات حقانيتهم وصدق دعواهم فى كونهم مرسلين من قبل الله تعالى بهذه الشرائع إلى الناس بخلاف غيرهم من الأنبياء كلوط وهود ويونس وزكريا ويحيى وأمثالهم"ص 41
وهو كلام خاطىء فالوحى نزل على كل الرسل (ص) ومن ثم فلا يوجد نبى(ص) بلا شريعة حتى لو كانت هى نفسها شريعة والده كإسماعيل(ص) وإسحاق(ص) بالنسبة لوالدهم إبراهيم (ص) أو شريعة أخيه كما فى حالة موسى(ص) وأخيه هارون(ص) والوحى كله معجز لا فرق بين رسول أو أخر لأن الوحى وهو الحكم واحد كما قال تعالى :
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس"
وما نزل على النبى(ص) الأخير هو ما نزل على الرسل(ص) قبله كما قال تعالى :
"ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك"
فالأحكام هى هى منذ بداية البشرية لم تتغير إلا فى حالات نادرة جدا بسبب ظروف الخلق مثل زواج الإخوة والأخوات فى بداية البشرية ثم تبديله بالتحريم فيما بعد ومثل حكم السرقة ومثل حكم تحريم بعض الأطعمة ثم تحليله بسبب بغى القوم فهى أحكام تعد على أصابع اليدين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس