عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-08-2010, 02:03 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي ملاءة قمرية -عملت قصصي علقت عليه في موقع آخر

لم الغيبه؟؟!!!

تساءلت بشجن وأنا أفكر فى نصفى الغائب...
كيانى الذى لم يظهر بعد ولم يسأل عن أحوالى المبعثرة...المنتظرة وصوله حتى يلملمها ويجمع شتاتها...

اتخذت الأرض مهداً لى و توسدت ذراعاى وأنا أرمق الأفق بعينين ذاهلتين...حالمتين فى وطن لا يراه سواى ولا يعلم بوجوده إلا هو.
وعدنى أن يأتى قريبا...
أن لا يطول اختفاؤه أكثر من قدرتى على الإحتمال...
أن يدثرنى حين يعود بملاءة قمرية منقوشة بنجوم ذاتية الإضاءة...
تكون لى مِلكاً خالصاً...
تهيم معى أنا وحدى...
تذكرنى به حين يغيب وتضىء دربى حتى يعود.
أخبرته أن القمر يرحل يومياً ليبحث عنه ثم يعود لى دامعاً كل ليلة بخفى حنين..
همست له أن النجوم قد توارت منذ زمن...
استترت حياءاً من وجودى الضائع بعد أن ظلت تعدنى بالكثير الكثير من الخيوط الفضية التى ستمدك إياها لتستخدمها كزينة...
ثم لم تصل أنت ولم تُحك لى الملاءة.
و ظللت أنا باردة الأوصال أترقبك لتبعث الدفء فى أشلائى المرتجفة...

- - - - - - - -

عزمت على عدم انتظارك أكثر من هذا.
فقد ساد الصقيع نفسى و تثلجت أنفاسى..
وتاقت نفسى لحِرامٍ دافىء...
لقمر لا يذهب عنى ليالٍ كثيرة..
لنجوم لا تختبىء خلف سحابات رمادية خجلاً من نفسى الموحشة.

عقدت العزم أن أجعل أول من يدق الباب فارساً
وإن لم يكن بفارس.
سأعطيه السيف والخوذة من حوذتى...
سأشكل له الدرع بكفاى...
سأنتزع لجام فرسى وأعطيه قياده بيدى.
سأنسج الأساطير عن بطولاته الشبحية وعزيمته القاهرة بخيوط من شرايينى وأقمشة من كيانى.
سأجعله يحيك لى ملاءة قمرية
سأزوده بالنجوم والخيوط الفضية ليزينها بها...
ثم يهدينى إياها بعد ذلك....
سأفعل هذا وأكثر...
لأول من يدق الباب.

- - - - - - - -

يدق الباب
أهرع مهرولة..
أتساءل من؟؟؟
أجاب أنا من سيصبح فارسك...
أنا من سأجعل أيامك قصة خرافية لن ترضى عنها بديلاً...
أنا من سأبعث للياليكى القمرية الباردة شمساً أبدية ودفئاً لا يزول.
أتردد لوهلة قبل أن أفسح له مجالاً للدخول.

- - - - - - - -

أعطيته الكثير من الخيوط الفضية
أريته النجوم التى أحب وقمرى الذى أهوى
لم يرض إلا بدموعى ليزين بها الملاءة
اقتص من فؤادى أجزاءاً لينقش منها حروف اسمه على ما تبقى من جسدى الواهن ...

- - - - - - - - -

ناديت قمرى فأشاح عنى غاضباً
ناجيت النجوم فولت منى هاربة ولم تجب ندائى...
لم أجد إلا كوكباً صغيراً رمانى بنظره ثم هم بالمُضى قََصياً...
صحت به أن انتظر
ماذا حل بى ؟؟
لِمَ غضب منى القمر وتحاشتنى النجوم؟؟؟
أين فارسى؟؟؟
وأين الملاءة؟؟؟
توارت نظراته الآسفة خلف غيامات من شجون ملتهبة...
حاول التحدث لكنه غص بالعبرات...
أشار لجسدى الملقى أرضاً وبكى
أين أنتِ؟؟؟
ماذا حدث للورود فى عينيك والبلابل حول رأسك؟؟
أين ذهبت بسمتكِ الزاهية؟؟
وماهذا الذى يحيط بكِ؟؟
أبصرت ما أراد لفت انتباهى إليه...
كان السائل الأرجوانى يتزايد من حولى.
حاولت النهوض فلم أستطع...
رمقت حياتى تسيل قطرات ورائحة عطر غامض تزكم أنفاسى الزاهقة...
ألتفت بما تبقى لى من قوة لأرى فارسى يسترجع سيفى و ابتسامة آسفة على وجهه الوسيم...
همس أن الأمر ليس بيده ...

ثم أغمضت عيناى.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس