عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-06-2009, 01:12 PM   #27
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

رحم الله المتنبي القائل:
وهبني قـلت هذا الصبح ليـل أيعمى العامون عن الضياء
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتـاج النهار إلى دليـل

فنحن بح صوتنا، وعيل صبرنا، وسفكت دمائنا، وملأ ت جثث شهدائنا أرض وانهار العراق قبل أن تملأ شاشات التلفزيون في العالم، ونحن نشكو الاحتلال الإيراني، ويناقشنا البعض بقد ويحتمل..الخ، وبأنه لا يجوز اعتبار إيران عدو، وإن هناك خطة لإبدال العدو، وإن إيران حليف استراتيجي أكثر مما هي عدو استراتيجي، وكأننا نحن اللذين نتدخل في إيران ونقتل أبناءها، ونحن الذين نسعى إلى تمزيقها بإشاعة الطائفية وندعو إلى الفيدرالية فيها، ونحن الذين تنص دساتيرنا** على نشر عقائدنا والتوسع في الإقليم على حساب الآخرين في الجوار، وهنا لا نريد أن يذكرنا احد بالاحتلال الأمريكي (ونحن نكتوي بناره)، وبالخطر الصهيوني (الذي حلمه ومناه أن يرى العراق ليس فيه حجر على حجر، والأمة طرائق قددا)، فملعون من يقلل من خطرهما، ولكن بربكم هل حين يوجد خطر مرض الايدز، ممنوع علينا الحديث عن خطر السرطان؟

نعم، الإيدز مرض مدمر وقاتل وليس له علاج فعال لحد الآن، ولكنه مرض خارجي يتسرب إليك إما بالخطأ أو بالخطيئة، ولكن السرطان مرض قاتل أيضاً، لكنه إضافة إلى ذلك مرض داخلي ينشأ من خلايا جسمك فيصعب عليك رؤيته والاتقاء منه، وهذا يفسر لماذا ذكر القرآن إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وليس الكفار، ويفسر لماذا ذُكر الكفار في بداية سورة البقرة بثلاث آيات والمنافقون بثلاثة عشر آية، فالكافر عدو مكشوف، والمنافق عدو بجلد أخ، تخلل الصفوف والخنادق، ونحن حين نتحدث عن الخطر الإيراني لا نتحدث بطراً ولا ترفاً فكرياً ولا تنظيراً، ولا لأننا ننساق للمحاولة الأمريكية لخلق عدو وهمي أو عدو بديل للعرب، بل نتحدث دفاعاً عن أنفسنا، وعن خطر يجتاحنا لا خطر نخشى منه ونتوقع أذاه، فهو يقدم الأدلة ميدانياً (وبوضوح لكل من يريد أن يرى)، فنحن نتحدث إذاً عمن يعادينا ويهاجمنا ويستهدف أرضنا ووجودنا، نتحدث عن بلد ومنذ عام 14 هـ، حين فتحت جيوش المسلمين بلاد فارس (ولا نتحدث عما قبل ذلك حتى لا يقال إنها لم تكن إسلامية قبل ذلك، وإلا فإن دورها المعادي معروف لمن يتصفح تاريخ تلك المرحلة، وما حنينهم لطاق كسرى لحد الآن عنا ببعيد، وهو يفسر أيضاً الهجمة الاستيطانية الإيرانية التي تتعرض لها المدائن "عاصمة الدولة الساسانية" جنوب بغداد)..

نقول منذ عام 14 هـ لم يهاجمها بلد عربي قط، وهو لم ينفك يتآمر ويهاجم طيلة قرون، وقبل اكتشاف أمريكا وقبل زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة وإيران عدو مستمر وازداد سعارها منذ قيام الدولة الصفوية (لكن للأسف نجد الكثيرين لا يكلفون نفسهم عناء قراءة التاريخ)، فأدوار إيران التخريبية والعدائية ملأت صفحات التاريخ، وتوزعت،مرة بالباطن:
• اغتيال عمر بن الخطاب (رض) عام 24 هـ.
• المساهمة بالفتن الأولى في الإسلام.
• مؤامرة أبو مسلم الخراساني في زمن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور137هـ.
• مؤامرة البرامكة في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد 187هـ.
• الاستيلاء على الحكم بظل قيادة صورية للخليفة العباسي (الدولة البويهية) 334-447 هـ.

ومرة أخرى بالغزو والاحتلال:
• دور نصير الدين الطوسي وابن العلقمي (الفارسيان) في إسقاط بغداد على يد هولاكو 656هـ.
• احتلال الشاه إسماعيل الصفوي لبغداد والقيام بمجازر طائفية 914 - 920 هـ.
• احتلال الشاه طهماسب الصفوي لبغداد والقيام بمجازر طائفية 936-940 هـ.
• احتلال الشاه عباس الصفوي لبغداد والقيام بمجازر طائفية 1033- 1048 هـ.
• احتلال نادر شاه لكركوك وأربيل والقيام بمجازر طائفية وحصاره الموصل عام 1743م.
• هجوم نادر شاه على البحرين عام 1736م.
• هجوم نادر شاه على عمان "مسقط" في 1737م و1738م واحتلالها في 1743م.
• احتلال عربستان في 1757م و 1765م.
• احتلال السليمانية عام 1840 م.
• احتلال الأحواز عام 1840 م.
• احتلال الشاه رضا بهلوي لعربستان عام 1925.
• إعلان إيران ضم البحرين باسم المحافظة 14 عام 1954!.
• احتلال الشاه محمد رضا بهلوي للجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971.
• إلغاء معاهدة 1937 (تاريخياً إيران دائماً هي من تلغي المعاهدات) عام 1969، والتدخل المستمر والمؤذي بالشؤون الداخلية العراقية.
• مؤامرة عبد الغني الراوي في العراق عام 1970، وبدعم من المخابرات الإيرانية (السافاك).
• التدخل بالشؤون الداخلية العراقية والتحريض على الإرهاب عام 1979 (تفجيرات المستنصرية وما تلتها) بعد ثورة الخميني، والاعتداءات الحدودية، ووصلت الأمور إلى الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات، وانتهت بتجرع الخميني السم "حسب تعبيره"، حين رضخ لوقف إطلاق النار (حتى لا تنطلي كذبة إن العراق هو من بدأ الحرب العراقية – الإيرانية، فالثورة صادرات إيرانية لا عراقية).
• المطالبة بالبحرين عام 1980.
• أحداث الشغب خلال مواسم الحج خلال فترة الثمانينات والتي وصلت ذروتها عام 1987 بمصادمات مع الأمن السعودي الذي راح ضحيته 402 قتيل.
• الدور الإيراني الفاضح بصفحة الغدر والخيانة في آذار 1991.
• الدور الإيراني في احتلال أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 وهذا ما تباهى به الرئيس الإيراني خاتمي ونائبه الابطحي.
• الدور الإيراني السباق بدعم العملية السياسية في العراق في ظل الاحتلال وفي ظل المحاصصة الطائفية، وتغلغلها في جميع المرافق وممارستها الجرائم التي باتت مفضوحة للجميع.
• دورها المستمر في التدخل السلبي في المنطقة إضافة لتدخلها في العراق (سوريا، لبنان، الخليج، اليمن، فلسطين، مصر، السودان، المغرب العربي)..

وقد يقول البعض ماذا عن الدور العثماني، وانتم تتحدثون عن التاريخ، نقول: إن الدور العثماني أصبح تاريخاً بعد أن نزعت تركيا الحديثة جلد ودين الدولة العثمانية، فلا مرجعية تركية في العراق ولا مرجعية دينية في تركيا تغذي أطماعاً في الإقليم، وقد تقولون إن الاحتلال الأمريكي هو السبب، نقول: صحيح، إن الاحتلال الأمريكي حقق ما كانت تتمناه إيران وبدون كلفة، ولنكون أكثر وضوحاً نعيدكم بالذاكرة إلى تقويم المأساة العراقية، انظروا إلى ما قبل شباط 1979 (تاريخ قيام الثورة الخمينية) والى ما بعد شباط 1979، لتعرفوا كيف سيق العراق من بلد يسارع الزمن بتنمية انفجارية، إلى بلد يواجه المؤامرات والحروب، ولتعرفوا بالتالي كيف وصل الأمريكان إلى بغداد، وأقول لمن لا يعتبر إيران عدواً، إن ما قتل منا على أيدي الإيرانيين يفوق ما قتله الإسرائيليون في كل حروبهم وبأضعاف مضاعفة ( وأكرر لا نقاش على أن إسرائيل عدو استراتيجي للأمة العربية والاسلامية).

إن عدم اكتشاف البعض خطورة إيران، هو اخطر ما في الأمر، فإن من يدافع عن إيران يراها من نفس نسيج وخلايا مجتمعاتنا الإسلامية، ولا ينتبه لنموها السرطاني، ولا إلى طموحها القومي الذي لازمها مع تغير كل أنظمة الحكم التي حكمتها على مدى التاريخ، وحين تنتزع إيران هذه الأطماع من سياستها، وتقبل التعامل المتوازن، وحين تكون القوى متكافئة، عندها وعندها فقط، سيكون من الضروري وسيكون من مصلحة الأمة العربية إقامة علاقات طبيعية مع إيران، ومد جسور التعاون والتحالف معها.

* ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم
عمر بن الخطاب (رض)..
**نص دستور الجمهورية (الإسلامية..!) في إيران، موجود على الرابط التالي:

http://www.albasrah.net/ar_articles_...ran_010307.htm

ملاحظة: لمن يرغب بتفاصيل أكثر وأعمق عن الموضوع أقترح قراءة الدراسة القيمة للأستاذ صلاح المختار الموسومة (أيهما أخطر على العرب: أمريكا وإسرائيل .. أم إيران؟)، وعلى الرابط الآتي:
http://www.albasrah.net/ar_articles_...kht_040307.htm
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس