عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-04-2009, 08:55 AM   #1
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي القطار الأخير .. !

القطار الأخير .. !





قطار آخر يمرّ من أمام عينيه مسرعا ..

لم يتبق سوى القليل .. قطار واحد فقط ..

تبدو الدقائق عمرا بأكمله ..

ذكَره مشهد محطة القطار بحياته هو ..

أوقاتٌ يعلوها الضجيج .. وأخرى يغلفها سكون مخيف ..

وما بينهما .. لحظات

إهتزت الأرض من حوله وعلا الضباب هذا الافق الساجى ..

القطار الأخير .. يندفع إلى المحطة كاعصار مخيف ..

تأمله المسافر بنظرة بين إعجاب وخوف ..

كثور هائج ينفث دخان غضبه ، لكنه ما لبث ان استكان بين أحضان فتاة ..

وجوه تلتقى وتفترق فى ساعة من نهار ..

ملامح تترك إنطباعا يدوم فقط للحظات ..

عجيبة هى الحياة ..

أو ليس هذا المكان صورة منها ..

هذا الشعور .. حين تشعر أن أحدا ما يبتسم لك وأنت لا تراه ..

شعور جميل حدّ الخوف .. ومخيف حدّ الجمال ..

يلتفت .. ولكن من أين له هذه الزاوية تحديدا !

هناك .. خلف زجاج النافذة .. هناك يجلس هو ..

يبتسم لك .. وحدك .. من بين هذا الجمع الحاشد ..

أنا ؟! من داخلك تنطق بها فى صمت وذهول ..

لم تكن ثمة إجابة لهذا التساؤل ..

حين افاق الوحش النائم كأنما وخزه سكين ..

ليطلق صفيره المزعج ويرحل براكب القطار بعيدا ..

قدرٌ يجمعهما للحظات .. ويمضى ..

يبتسم المسافر لهذه الفكرة ..

مجنونة قد تكون ، لكن ما أحلى الجنون ..

يمسك حقيبته ويشير إلى أول حافلة مسرعة إلى المحطة التالية ..

لحظات .. لاحت فى الافق سحابة ضباب كثيف ..

هذه المرة ..

يغزل من خيوط الأمل إبتسامة عذبة ..

قلبه يخفق يخفق ..

وفى ثغره باقة من ورود ..

يقدمها لهذا الغريب ..

مغلفةَ بأحرف .. شـ ـكـ ـر ا

ورحلة إلى حيث يكون ..










الحياة لحظات نمضيها فى محطة قطار ..

لاتضيعها بين زحام المحطة وضجة المسافرين ..

نحتار دوما أى قطار نستقل وأى موعد نرحل فيه ..

قد تؤدى كل الطرق إلى روما ..

لكن قطارا بعينه قد يحمل لنا المفاجآت ..

فإن عثرت عليه .. لا تتردد

كن مغامرا كهذا المسافر ..

لا تهتم لهذا الزحام ..

ولا هذا الضجيج ..

ولا سرعة تسلل هذا القطار بعيدا عنك ..

إذا أعجبك مقعد ما فى آخر الزاوية ..

لا تتردد فى سؤال صاحبه بكل جرأة وحماسه إن كان بإمكانك الجلوس إلى جانبه ..

لا يهم رأى المسافرين عنك..

ففى آخر الرحلة يمضى كلّ إلى طريقه ..

لا يهم رأى صاحب المقعد الخالى فى جرأتك ..

قد يكون تردد هو فى سؤالك إن كان بإمكانك الجلوس إلى جانبه ..



__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس