الموضوع: آخر زمن ....
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-11-2010, 10:36 AM   #4
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة
خرجه الألباني في الصحيحة.

وفي حديث آخر : معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
***
حقيقة أخي العزيز مشكور على هذا الموضوع الهامّ ، ففي خضم تسارع إيقاع الزمن وجنونية العديد من السلوكيات تطفو على السطح هذه الأسئلة التي تلح على كل ذهن إنسان .
الأسئلة التي أوردتها هي في الحقيقة ترجمة لمجموعة ظواهر أبرزها انقلاب الفطرة ، تحكيم غير شرع الله ،الاستغناء عن الله بنِعَم الله .
موضوع يطول الحديث فيه ويلزمه علماء الاجتماع والتربية والكثير من العلماء ، ولكن في ضوء محدودية ما آتاني الله من علم أحاول الوقوف على بعض جوانب الحقيقة .
في حالات التتابع الزمني ينتقل البشر من أطوار إلى أخرى ، وهذا الانتقال يستلزم معه عملية إحلال وتجديد بعض المكتسبات بحلوها ومرها واختفاء لمكتسبات أخرى بحلوها ومرها أيضًا .
في عصر الخلافة الراشدة انتقل المسلمون من عهد التقشف الذي كان قد فرضه الفاروق عمر رضي الله عنه إلى عهد الغنى والرفاهية المصاحب للفتوحات الحادثة في عهد عثمان رضي الله عنه ومهد هذا الوضع إلى تغير في طبائع الناس بعد ذلك ، حتى أتى عهد الأمويين ،وكان هذا التغير والالتحام بغير العرب باعثًا على دخول العجمة وبعض عادات الفرس والروم . ثم كان باعثًا على الشعور بالاستعلائية للجنس العربي والشعوبية ،و في مثل هذه التغيرات ضاعت مبادئ المؤاخاة في الدين ،والتي أرسى النبي صلى الله عليه وسلم قواعدها بين المهاجرين والأنصار وسادت بعد ذلك قيم الترف والفساد واجتماع أبرز المغنيين في عهد الدولة الأموي مثل طويس ، حبابة ،سلامة ،ابن عائشة ، ابن معبد،سائب خائر،ابن سريج ،ابن مسجع ،ابن محرز .. بل ونصدم بهذا الخبر :
"وكانت مواسم الحج بمثابة الفرص الناذرة لأهل الموسيقى والطرب لاظهار مواهبهم لوفود الحجاج"
ثم كان عهد الدولة العباسية وكانت النقلة الحضارية مشوبة أيضًا بتغير في فهم العقيدة والدين وظهور الزندقة وانتشار الجواري ،بل وظهور الشذوذ في قصر الخلافة من شدة الإشباع مع الجواري ...إلخ

ومع دخول الحضارة منعطفًا أكثر حداثة في الدولة الأندلسية انتقل العرب إلى عهد صار التعامل فيه بين الذكر والأنثى كالذي يحدث الآن حتى إن شاعرًا كابن زيدون وولادة كانا ينعت كل منهما الآخر بالزنا أو الشذوذ ، بل امتد إلى أن تكون ولادة بنت المستتكفي سافرة تخلع الحجاب وظهر قوم منهم تقوم المرأة عندهم بطلب الرجل للزواج منها !!

وبين هذا وذاك -وحتى الآن- كم ظهر مدع للنبوة؟، وكم ظهر من أدعياء الألوهية في عصور ما بعد هذه الدولة بل وفي صدر الإسلام نفسه ..
هذا على صعيد هذا العصر ، وفي عصرنا الآن شهد هذا الانتقال سيادة لقيم المجتمع المنتصر وفكره وهو المجتمع الغربي ، وما يحدث هو بلورة للعديد من أفكار العولمة التي تحاول تصدير
خصائص معينة بكيفية معينة إلى دول العالم الثالث وإبقاء الخصائص الأخرى في قبضتها .

ولعجز العديد من جوانب الحياة عن تحقيق منجزات في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية ونتيجة العديد من الضغوط الملتفة على رقاب المجتمع ، تحدث هذه التحولات التي تشبه بالضبط الشخص الذي يرى كابوسًا ويحاول أن يرده فلا يجد إلا الهذيان ، ولا تكون كلماته التخريفية إلا محاولة يائسة للخروج من هذه المشاهد المؤلمة .
كذلك المجتمعات في حالة عجزها عن تحقيق تحولات إيجابية فإنها تحاول (ابتكار) أداة للخروج عن دائرة المألوف بغض النظر عن نوع هذا المألوف ونوع هذا (الابتكار)كالطفل الذي يصدر حركات مضحكة للفت انتباه المحيطين به.
ويشبه هذا الجنون في الغرب جنون آخر مرده إلى الميتافيزيقا والإغراق فيما وراء الطبيعة والتساؤلات عن أشياء لا يدركها العقل . في الغرب كم مرة -بالله عليك- سمعنا أن القيامة وشيكة الحدوث ؟ وكم ظهرت من جماعات تبشر بذلك ؟
كم جماعة فكرت في (إحياء الموتى) ، أولم تظهر في سبعينيات هذا القرن أفكار تتعلق بتحضير الأرواح ؟
إنها الأرض يا عزيزي محيي الدين تدور ، وفي غمرة دورانها نرى سوءاتها وعوراتها المكشوفة وهذا واقع تمر به المجتمعات من وضع لآخر كما حدث عند الانتقال إلى عهد الثورة الصناعية وما صاحبها من تطورات في شتى مناحي الحياة .


حديث له شجون ، لا تكفي هذه الأسطر الضعيفة للإجابة عنه ..
أخى المشرقى لا أنكر ان ردك يحتاج لقراءته أكثر من مرة
لكن..
مما لا شك فيه انه مشاركة واعية مفيدة
شكرا لتفضلك بالرد
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس