الأستاذ الفاضل أحمد السلاموني
كنت لا أود التعليق على تعقيبكم بأكثر من كلمات الشكر المستندة لأصول المجاملة، لا لشيء إلا لأن الباب التالي لمؤلف الكتاب الأصلي، يناقش مثل تلك الاعتراضات أو الانتقادات التي تفضلتم بها.
لم يُصنف الكتاب، أصلا، من الكتب التي توجه لمن هم في خارج الولايات المتحدة، ولم يكن المؤلف قد خبر الروح الإمبريالية الحديثة التي سادت في الثلث الأخير من القرن العشرين، كما أن المؤلف (الفيلسوف) يتبنى فكرة معاداة مذهب الفردية التي تقوم عليه فلسفة الليبرالية التي لا يستسيغها الكثير من أبناء أمتنا، كما أن الكاتب أنجز كتابه في العقد الأول من القرن العشرين أي قبل فك الولايات المتحدة عزلتها (بعد الحرب العالمية الأولى)
إضافة، الى اقتران اسم الفيلسوف والمفكر العربي (حسن حنفي) بمراجعة الكتاب، وهو أحد المفكرين الذين نذروا حياتهم لإنجاز مشروع فكري يتعرض للكثير من القضايا التي تقف وراء ترهل تقدمنا، ومن بينها تمزق خاصية الولاء وتشتتها بين اهتمامات غير منظمة.
ولو أخذنا الفردية كظاهرة مقيتة تحول دون الولاء والتجمع في تحفيز الأداء الجمعي لرأيناها واضحة في الحياة اليومية بين سكان العمارة الذين لا يقيمون وزنا كبيرا لفكرة التجمع، ولرأيناها في تدني مستوى رد الفعل الفردي إزاء قضايانا، والتي اقتصرت في النهاية على (مجرد تحسر) وفهرست ما تمر به الأمة من رداءة أوضاع دون الانتقال لمستوى أفضل من التعبير.
أشكركم مرة أخرى وتقبل احترامي
__________________
ابن حوران
|