عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-05-2009, 10:30 PM   #298
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



اسم العمل : عناق الأصابع
اسم العضو : eid-123

(15)


اليوم يا قلمي... أحسست أن قلبي هو كُلِّي وأنني أريد حقاً أن أهبها الكون لأنها أصبحت كَوني.
اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلم…
اليوم يا وسادتي حين توسَّدَت يدُها يدي وتعانقت الأصابع عرفت ما معنى أن تكمل نشوة الحب حين يجد الإنسان سبباً آخر يعيش لأجله…
بماذا أحدثك يا دفتري وأيَّ كـلام مقدس تريدني أن أكتب؟.. أحقاً أريد أن أكتب فأضـع الدنيا في سـطور؟.. صدِّقني لن أسـتطيع أن أسـكب البحر في كأسك… لكن قطرة واحـدة أحياناً تكون أعمق لجَّةً من البحـر… لذا لا بأس من بِضْعِ قطراتٍ هي لحظاتٌ لن أضيِّعها أبداً ما دمتُ ودمتَ يا دفتري:
كنا نسير معاً… نضحك ونمرح… نسرد القصص… ويسترِقُ كل منا النظر إلى عيني الآخر… لم تكُ قد قالت لي كلمة حب واحدة بعد… رغم أني كنت قد قلت الكثير… وفجأةً وقفتُ وقلت لها بحزم:\" من أنا بالنسبة لك؟\"، واستغرق الجواب نصف دهر ولكنه خرج من ثغر يفيض ينابيع أنوثة ودلع… نعم لقد قالتها بشفاهها… حبيبي…
نعم… في الحقيقة نحن معشر الرجال أنانيون بطبعنا… كان الوقت مبكراً لتقولها… ولكن لإصراري ولئلا أحزن خرج ذلك الهمس المرتجف خجلاً ليعلن سرَّ حياتي القادمة:\" حبيبي\".
على الحافـة الصخريــة هناك في قمة الجبـل… وقفت وإياها وقدَّمتُ لها العالم بأسره… نعم… صدِّقني قد قلت لها ـ ولم أعرف إن ضحكـت علـيَّ في قرارة نفسها ـ حبيبتي أقـدم لك هذا القمر!..
وجلسَتْ على الحافة بعيدة عني أو هكذا أحسست لأنها لم تكن ملاصقة لي، ولكن على كلٍّ في هذه الأمور تكون المبادرة للرجال، ولم أخيِّب ظنَّك يا دفتري العزيز… فدون أن تلاحظ وكالبرق التصقت بها وقبل أن تعترض كان ذراعي يلفُّها كقيدٍ لا مفرَّ منه ولا أَحَبْ… هكذا هُنَّ النساء يتمنَّعنَ وهنَّ راغبات… وهذا أجمل ما فيهن…كانت تقول لي:\" أنزل يدك يا وقح فالوقت مبكر وأنت متعجل…\"، هذا ما قالته شفاهها ولكن لم أكن أستمع لشفاهها بل كنت أحس دقات قلبها… كانت تقول:\" نعم… شدني أكثر إلى قلبك يا حبيبي… فقد حان الوقت لنبدأ المشوار\"…
لم أر في أي ليلة في حياتي أضواء المدينة تتراقص بهذا الجمال مثل تلك الليلة، وكأنها كانت تعلن للعالم أنه على ما يبدو حين داعبت بيدي شعرها الحبيب وحين وضعت رأسها على كتفي… هناك بدأت حكاية حب أخرى.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 04:50 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس