[على رسلك]

نصفي الأول ..

نصفيَ الأول جسد و النصف الآخر بي معانـي
و انت ما بين المعاني و الجسد شخـصٍ غريـب

شخصٍ أصدق ماللقا لا جفف أسراب الأمانـي
أبعد من أحلام عاشق يحضن أنفـاس الحبيـب

أقرب من العين تغمض تلمس أهـداب الجفـانِ
أعجب منللي تشوفه في مدى الكون العجيـب

واقع و شئٍ محـال و تهمـةٍ و أبعـاض جانـي
عاطفي حسّه و قلبه صلب و شعـوره عطيـب

لا بكا سحّت دموعه و أغرق الدمـع المكانـي
و إن بسم ما كن قلبـه كـدره يـومٍ سبيـب

أعذب من ألفين قصّة في الغرام و فـي الحنـانِ
و أصلب من ألفين صخرة ما يفطّرها صبيـب

اجتمع في الشعر ضدّ مـن القوافـي و البيانـي
و اجتمع فيه النقيض و ضدٍّ و لبـسٍ مريـب

ما تقل إلا عجيبـة مـن عجايـب هالزمانـي
صادق و كاذب و أصدق من كذب قوله يصيب

يسبقه خطو الهموم و يسبـق أجـزاء الثوانـي
فارس يروّضه خيله ، لا لجمـه أبطـا يجيـب

تحرق أعصابه ظنون و تطفـي غضابـه أمانـي
أبرد من الثلج كنـه جمّـرةٍ وسـط اللهيـب

عنجهيٍـن و متواضـع ميزّتـه طبعـه أنانـي
سهل تكسب ود قلبه صعب تصبح له حبيـب

لا التقت فيه الحروف تتوه مـن طبعـه معانـي
مـا يجمّـع شـئ إلا فرّقـه مـدٍّ رحـيـب

يا هبك عمره و عمره من وهبك يصيـر فانـي
كل جرحٍ من يده هو علتـه و أهـوَ الطبيـب

حاضرٍ في القلب كنّـه مـا يفـارق هالمكانـي
هاجرٍ لعيون خلّـه ميـر مـا عمـره يغيـب

سمح في أخذه و ردّه ، أقشر طويـل اللسـانِ
ريح في جوده و مده ، و إن عطا شحّه يجيـب

إن غفا فاق الجمال و فـزّ متعـدي الحسـانِ
و إن صحا غنّت طيوره ، داويٍ كونـه نحيـب

ما يكفيك بحضوره و إن حضر بعضـه كفانـي
عاجزٍ لأوصف جميعه له مـن الكـل النصيـب

له من أضدادٍ تلاقت بـه و حسّـت بالأمـانِ
له من أشباهٍ تعلّت في هـوى شخـصٍ غريـب

له عيونٍ تسحر اللّـي قـاري السبـع المثانـي
له حديثٍ كن عطره مسكٍ، أنفاسـه و طيـب

يا جميع الناس هو مستثنـيٍ عـن كـل فـانِ
لا الوصوف تمل حسنه و الحسن منّـه عطيـب

هرجته لا من حكاهـا سلسبيـلٍ مـن معانـي
جايز تعـاف بكلامـه منطـق مفـوّه أديـب

كل من شافـه يحبـه، حبـه يجيـب الجنـانِ
ساكنٍ كل القلوب و لا سكـن قلبـه حبيـب

ياااه يا كل الوجـود و منبـعٍ للجـود ثانـي
فدوةٍ كلي لروحك لو من جروحـك تطيـب












دمتم بجمالٍ

منال العبد الرحمن ( نوفة )

منقول ...