عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-05-2009, 04:53 PM   #5
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي طَرِبتُ ، وعَادَتنى المَخيلة ُ والسُّكرُ

طَرِبتُ ، وعَادَتنى المَخيلة ُ والسُّكرُ *** وَأَصْبَحْتُ لاَ يُلْوِي بِشِيمَتِي الزَّجْرُ
كَأَنِّيَ مَخْمُورٌ سَرَتْ بِلِسَانِهِ *** مُعتَّقة ٌ مِمَّا يَضنُّ بِها التجرُ
صَرِيعُ هَوى ً، يُلْوي بِيَ الشَّوْقُ كُلَّمَا *** تَلأْلأَ بَرْقٌ، أَوْ سَرَتْ دِيَمٌ غُزْرُ
إِذَا مَال ميزَانُ النَّهارِ رَأَيْتُنِي *** على حَسراتٍ لا يُقاومها صَبرُ
يَقولُ أناسٌ إنَّهُ السِحرُ ضلَّة ً ***وَمَا هِيَ إلاَّ نَظْرَة ٌ دُونَهَا السِّحْرُ
فَكَيْفَ يَعِيبُ النَّاسُ أَمْرِي، وَلَيْسَ لِي *** وَلاَ لاِمْرِىء ٍ في الحُبِّ نَهْيٌ وَلاَ أَمْرُ؟
ولَو كانَ ممَّا يُستطاعُ دِفاعهُ لألوَت بهِ*** البيضُ المباتير والسُّمرُ
وَلَكِنَّهُ الْحُبُّ الَّذِي لَوْ تَعَلَّقَتْ *** شرارتهُ بِالجمرِ لاحتَرقَ الجمرُ
عَلَى أَنَّنِي كَاتَمْتُ صَدْرِيَ حُرْقَة ً *** مِنَ الْوجْدِ لاَ يَقْوَى عَلَى حَمْلِها صَدْرُ
وَكَفْكَفْتُ دَمْعاً، لَوْ أَسَلْتُ شُئُونَهُ *** عَلَى الأَرْضِ مَا شَكَّ امْرُؤٌ أَنَّهُ الْبَحْرُ
حياءً وكِبراً أن يقالَ ترجَّحت *** بهِ صَبوة ٌ ، أو فلَّ من غَربهِ الهَجرُ
وإنِّى امرؤٌ لولا العوائقُ أذعَنت *** لِسلطانهِ البدو المُغيرَة ُ والحَضرُ
مِنَ النَّفَرِ الْغُرِّ الَّذِين سُيُوفُهُمْ *** لَهَا في حَوَاشِي كُلِّ دَاجِيَة ٍ فَجْرُ
إِذَا اسْتَلَّ مِنْهُمْ سَيِّدٌ غَرْبَ سَيْفِهِ *** تفزَّعتِ الأفلاكُ ، والتفَتَ الدَهرُ
لَهُمْ عُمُدٌ مَرْفُوعة ٌ، وَمَعاقِلٌ *** وألوِية ٌ حُمرٌ ، وأفنيَة ٌ خُضرُ
وَنَارٌ لَهَا فِي كُلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ *** لِمُدَّرِعِ الظَّلْمَاءِ أَلْسِنَة ٌ حُمْرُ
تَمُدُّ يَداً نَحْوَ السَّمَاءِ خَضِيبَة ً*** تصافحها الشِعرَى ، ويلثِمُها الغَفرُ
وَخَيْلٌ يَعُمُّ الْخَافِقَيْنِ صَهِيلُهَا*** نزائعُ معقودٌ بِأعرافِها النَّصرُ
مُعَوَّدة ٌ قَطعَ الفيافى ، كأنَّها*** خُداريَّة ٌ فتخاءُ ، ليسَ لَها وكرُ
أقاموا زماناً ، ثمَّ بدَّدَ شملهُم *** ملولٌ منَ الأيَّامِ ، شيمتُهُ الغدرُ
فلم يبقَ منهُم غيرُ آثارِ نِعمَة ٍ*** تضوعُ بِريَّاها الأحاديثُ والذكرُ
وَقَدْ تَنْطِقُ الآثَارُ وَهْيَ صَوَامِتٌ *** ويُثنى بريَّاهُ على الوابلِ الزَّهرُ
لَعَمْرُكَ مَا حَيٌّ وَإِنْ طَالَ سَيْرُهُ*** يُعدُّ طليقاً والمنونُ لهُ أسرُ
وما هذهِ الأيامُ إلاَّ منازلٌ*** يَحُلُّ بِها سَفْرٌ، وَيَتْرُكُهَا سَفْرُ
فلا تَحسبنَّ المرءَ فيها بِخالدٍ*** وَلَكِنَّهُ يَسْعَى ، وَغَايَتُهُ الْعُمْرُ
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس