عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-07-2008, 02:03 PM   #30
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أخي الفاضل

لم أكن أحب أن أجعلك تتحمل عناء الدخول باسم جديد ـ وعلى استعجال ـ دون أن تمحص ذلك الاسم إن كان يلاءم الرافعة التي تفكر بواسطتها، خصوصا أني عندما أتقاعس عن الرد أو أتردد في شأنه، يكون الدافع هو: خلو ما أضيف على الموضوع من مادة قابلة للنقاش.

فالموضوع سياسي وليس عقائدي، وكونك تريد أن تسحب من يناقشك لزوايا تعتقد أنك تتقنها دون غيرها، فهو أسلوب قد علمناه منذ عقود، وقد ينفع بعض الأحيان، لكن ليس دائما.

لم تكن الخلافات السياسية في تاريخ أمتنا العربية أو الإسلامية، ذات جذر عقائدي، حتى في صدر الخلافة الإسلامية، ولا أريد أن أذكرك، فافترض أنك تتذكر ما قاله كبار المهاجرين في سقيفة (بني ساعدة) عندما طالب أهل المدينة أن يكون الأمير منهم، وتراجعوا ليكون من المهاجرين أميرا ومن الأنصار أميرا، فكان رد المهاجرين (أن هذا الأمر لن يكون إلا لأهل هذا الحي من مكة [ وكانوا يقصدون قريش]. فقد تخطى الخلاف هناك المسألة العقائدية وحتى المسألة القومية ليحصرها في حي. ونحن أحفاد أولئك، لا يسعنا إلا أن نتقبل ما آل إليه الأمر دون غمز أو تجريح (فهم أجدادنا و مؤسسو هويتنا الإسلامية العربية).

ثم جاءت موقعة الجمل، فاختلف المبشرون بالجنة في اصطفافهم مع الفريقين، ثم جاءت الفتن في كل العصور، فأهدى هرون الرشيد إفريقيا لآل ابراهيم بن الأغلب ليقفوا في وجه الأمويين في الأندلس، واستعان المأمون بالفرس لقتل أخيه الأمين، وعزل المعتصم أبناء العنصر العربي من الإدارات الحكومية وأبقى الأتراك وحدهم، وتتالت الفتن والخلافات حتى وصلت خراسان والأندلس.

وبالمقابل، فقد أبلى هؤلاء الحكام بلاء حسن في شتى المجالات العلمية والأدبية والقتالية، فلا تغلب علينا ذكرى حبس ابن حنبل على يد المأمون، وننسى دوره في إنشاء دار الحكمة وحركة الترجمة، ولا يغلب علينا ذكرى إبعاد عرب مصر الى الجنوب والاستعانة بأحمد بن طولون، في نسيان إغاثة المعتصم لمن استصرخته في (عمورية) (وا معتصماه).

في العصر الراهن، لن يخدعنا طارق الهاشمي (أمين عام الحزب الإسلامي: الإخوان المسلمون في العراق) وهو يتقلد منصب نائب رئيس جمهورية حكومة الاحتلال، متناسيا قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين). ولن يخدعنا هرولة الأخوان المسلمين السوريين في بريطانيا عندما أعلن مسئولهم هناك، استعداده للتعاون مع عبد الحليم خدام وأي جهة كانت لإسقاط النظام في سوريا.

إن منظومة الثوابت التي اعتمدتها الحركات الإسلامية على مر التاريخ، دوافعها الباطنية (سياسية بحتة) .. فلم تختلف الفرق من شيعة و خوارج وغيرها عن المحور الأساسي في مولدات حركتها.

فلماذا لا نناقش الموضوع السياسي والذي يعني بتناقل السلطات بين الناس، طالما أن تاريخنا لم يشهد إلا في عهد الخلفاء الراشدين وعهد عمر بن عبد العزيز، أن يكون الحاكم هو أكثر المسلمين ورعا؟

تقبل احترامي أخي .. وبإمكانك العودة لمعرفك القديم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس