عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-10-2010, 09:38 PM   #705
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقاومة العراقية وأكذوبة الحرب على الإرهاب الإسلامي
ولاء السامرائي


2010-10-19






في الثالثة وخمس دقائق من عصر الثلاثاء الحادي عشر من أيلول/سبتمبر من عام 2001 بتوقيت باريس، وقعت عملية برجي التجارة العالمية في نيويورك التي قتل فيها 3000 أمريكي، لتبدأ الإدارة الأمريكية بتنفيذ الخطة الإجرامية للمحرقة الكبرى التي ستطال أفغانستان، والعراق على وجه الخصوص من اجل اقامة الشرق الأوسط الكبير بتحريض من مجرمي الحرب الصهاينة المهيمنين على مفاصل أساسية من القرار الأمريكي ضد العالم العربي والإسلامي تحت مسمية الحرب على الإرهاب الإسلامي.
ان ما حدث في نيويورك منذ عشر سنوات هو في صلب عملية غزو العراق وصناعة مفهوم الإرهاب الإسلامي، لأن بوش وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة - وبدفع من مجموعة طابور المحافظين الجدد المكلفين على الدوام بحل الأزمات الإسرائيلية، وخاصة بعد ان أعيت الانتفاضة الفلسطينية أمن الكيان الصهيوني وهجرت الافا من مستوطنيهم في هجرة عكسية لا سابق لها - بدأ يخطب ويخلط كما هو مخطط له اسم العراق وصدام حسين والقاعدة وبن لادن، حتى أن استطلاعا أجري في وقتها أشار الى ان 80' من الشعب الأمريكي يعتقد بأن صدام حسين كان وراء هجوم نيويورك.
وبما أن هذه الرواية الرسمية الأمريكية بدأت تتراجع بشكل أرعب الجناة أمام الحركة الأمريكية من أجل الحقيقة في 11/9 وبأن الرئيس أوباما يعين بنفسه أشخاصا مقربين من المحافظين الجدد، لإيجاد الحلول التي تحد من هذه الظاهرة التي يمكنها ان تقض مضجع المجرمين المتخفين وراء الصور الكاذبة للمتهمين العرب من المسلمين، بعد ان تم هذا الصيف كشف وثائق سرية من قبل المنظمة الأمريكية للحريات المدنية، هي رسائل من البيت الأبيض الى لجنة التحقيق في حادثة ايلول/سبتمبر عن أن ادارة بوش منعت الاستمرار بالتحقيق في الحادثة، ومنعت تجاوز خطوط اعتبرتها حمراء في الأسئلة المطروحة من قبل لجنة تحقيق أيلول/سبتمبر على المسؤولين في ادارة بوش.
فالأولى بنا كعرب وبقضية العراق كشف كل أكاذيب هذه الإدارة ومعها صهاينة المحافظين الجدد، وكذلك دعم الحركة الأمريكية من اجل الحقيقة والدعوة لفتح ملف الحادثة من جديد بضمنه دعوة الأمم المتحدة نفسها لمسك هذا الملف، لأن هذه الحادثة هي حجة بوش وأعوانه في غزو وتدمير العراق وتهجير شعبه والتحريض ضد العرب، وذلك لمطالبتهم بتحمل نتائج هذه الأكاذيب.
لعل الاشارة التي تستحق التمعن بهذه المناسبة هو نشر الصحافة الأمريكية لتقرير مهم لمجموعة Think-tank يوم 29.08.2010 يحذر من التأثيرات الخطيرة لنظرية المؤامرة على المجتمع، ويقترح على الحكومة استراتيجيات للحد من تأثيراتها، ومن أهم وأبرز الاقتراحات هو اختراق هذه الحركات والمواقع على النت. يسمى هذا التقرير سلطة اللا عقل: نظريات المؤامرة والتطرف والحرب ضد الإرهاب. ويورد التقرير ما يلي: ان المنظمة المسماة الحركة من أجل الحقيقة حول احداث أيلول/سبتمبر 9/11 قد تمكنت من زعزعة الرواية الرسمية حول الحادي عشر من أيلول وقد أصبحت قوة سياسية مهمة أكثر وأكثر. ورغم ان هذه الحركة هي حركة سلمية لكنها لا تفرق بين الأسئلة المشروعة (؟) حول الرواية الرسمية وبين نظرية المؤامرة التي غالبا ما تكون عنصرية (اتهام مبطن بمعاداة السامية) وليس لها علاقة بـ 9/.11 أليس المحافظون الجدد هم من خطط باعترافهم لاحتلال العراق، وهو ما مكتوب في مواقعهم الرسمية الأمريكية ليومنا هذا، ألم يردد عملاء الموساد الموجودون في المدينة انذاك وأمام مواطنين أمريكيين ان الفلسطينيين هم أعداؤكم ونسوا أنهم كانوا يرقصون وهم يرون الطائرات تضرب البرجين معتمرين كوفيات فلسطينية وكانوا في الطريق لتنفيذ عملية إرهابية ضد جسر في نيويورك، وذلك بحسب الصحافة الأمريكية وليس الصحافة العربية ولا الألمانية. والتقرير الذي لا يرغب ان يكون كاتبه مضحكا يعترف نفسه بأن بعض نظريات المؤامرة كانت صحيحة لأن مؤسساتنا وحكوماتنا كذبت على شعوبنا لمصالح مجهولة خفية وغير معلنة. ويقدم مثالا لذلك وهي عملية 'نورث ووردز' الكاذبة التي خطط لها رئيس هيئة الأركان الأمريكي عام 1963 على أنها هجوم كوبي، كما ذكر مثالا آخر وهو تورط السي أي أي في انقلاب تشيلي عام 1973 الذي حصد مئات آلاف الشباب الشيليين المؤيد لأليندي على يد مرتزقة الشركات الأمنية الذين حصدوا أرواح الجزائريين في التسعينات واليوغوسلافيين والكولومبيين وأخيرا العراقيين بين 2003 الى يومنا هذا.
ان كاتب التقرير قلق في الدرجة الأولى من تصاعد تأثيرات حركة الحقيقة من اجل 9/11 على المجتمع الأمريكي، لكي لا يطالب بفتح تحقيق جديد حول الجناة الحقيقيين ولا يتطرق في أي مكان لمسألة العدالة او اظهار الحقيقة التاريخية.
ويطلب هذا التقرير من المؤسسات محاربة هذا التأثير المسمى بنظرية المؤامرة ويذكر التقرير دراسة كاس سان شتاين، الذي عينه أوباما لهذه المهمة والذي يدعو الى اختراق مجموعات حركة 9/11. وبدوره يطالب التقرير الحكومة اختراق الحركة وفروعها ومواقعها وغرف الدردشة الخاصة بها بطرق، مثل اقتراح معلومات بديلة لزرع بذور الشك لدى من يشكك بالرواية الرسمية الكاذبة لإدارة بوش وأصدقائه من الصهاينة المحافظين الجدد. فما هو مثال المعلومات البديلة؟
نورد هنا ما حدث في باريس بمناسبة الذكرى التاسعة لحادث نيويورك، فقد أقام فرع الحركة من اجل الحقيقة المخترق في باريس عرضا لفيلم 'صفر' يشتمل على كل أدلة فيلم Loos Chang الشهير الذي يفند رواية ادارة بوش والمحافظين الجدد بالتفصيل وبالتوثيق وبحضور احد المساهمين بإنتاج هذا الفيلم، وفي نهاية الفيلم يبدأ الحوار ويطرح سؤال من هو ممول هذه العملية؟ ليقول المحاضر بأنه ذهب الى الولايات المتحدة، هذا البلد الديمقراطي الذي سمح لنا بكل ما نريد ان ننجزه حول 9/11 ولم يمنعنا أحد وأجرينا اتصالات جرتنا الى احياء غريبة؟ اتصلنا بشخص استقبلنا في موتيل في الصحراء، بعدها ولثقته بنا دعانا الى بيته ولدهشتنا فقد دخلنا بيتا ضخما في صالته صورة عملاقة لهتلر وأخرى لبن لادن؟ وكان هذا الأحد يتكلم بنبرة جدية لا يعتريها الضحك ولا يأبه بضحك البعض في الصالة على هذه القصة البهلوانية.
ان الرقابة على كل ما يقال حول عملية نيويورك في الولايات المتحدة، وخصوصا في فضاء الاتحاد الأوروبي الذي يضيف على كشف الحقائق أكثر وأكثر منذ انضمام فرنسا الى حلف شمال الأطلسي ومجيء المستشارة الألمانية التي كرمت أخيرا بمناسبة حادثة نيويورك رسام الكاريكاتير المتهجم على الرسول (ص) والإسلام وأصبحت سياستها موازية لسياسة بوش وشيطنة من يشكك في الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية المليئة بالمغالطات بشهادة شهود من أهلها، فلماذا لا نتمعن نحن العرب بهذه الشهادات او ان مجرد التمعن بما يقوله الأمريكيون الرافضون لحرب المحافظين الجدد هو ممنوع ايضا علينا، مثل كل ما هو ممنوع علينا في دولنا وفي الغرب كجاليات متهمة حتى تثبت بنفسها براءتها:
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس