عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-06-2013, 04:34 PM   #1
الانصار
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
المشاركات: 44
إفتراضي حتى لا ينفجر الفجور


بسم الله الرحمن الرحيم

حتى لا ينفجر الفجور



تكاثرت الأنباء في الأيام الأخيرة حول حوادث الاغتصاب وجرائم اختطاف النساء ولا تكاد تمر فترة قصيرة من الزمن حتى نسمع عن نبأ محاولة اختطاف بنت أو جريمة محاولة اغتصاب امرأة أو خروج امرأة مع رجل وذهابها معه وغيابها عن أهلها أو مضاربة ومناوشة سببها مغازلة رجل لامرأة أو محاولة منه للتعدي عليها وانتهاك شرفها وخدش عرضها.



كثرت مثل هذه الأنباء وراجت وانتشرت ومنها ما هو صحيح ومنها ما هو مبالغ فيه ولكن كثرة مثل هذه الحوادث هنا في هذه الفترات الأخيرة يدل على انفلات أسري كبير وتساهل في المجتمع عظيم من قبل الأهل وأولياء الأمور وأرباب البيوت.



هناك تساهل كبير موجود وهناك أسباب كثيرة موجودة في المجتمع تستدعي حصول مثل هذه القصص المروعة والحوادث المزعجة.



هناك آباء يعطون أبنائهم وبناتهم حرية مطلقة لا يسألونهم عما يفعلون ولا يحاسبونهم حين يتأخرون ولا يؤنبونهم حين يقع منهم الخطأ ولا يشدون عليهم عندما يرونهم مع أصدقاء السوء أو يرونهم يرتكبون الفحش والغلط ولا يوقفونهم عند حدهم عندما يرون منهم الاعوجاج والشطط.



وربما يسمع الأب أخباراً من هنا وهناك أن ابنه يفعل ويفعل فلا يعاتبه ولو مجرد عتاب ويراه يخرج من البيت في صورة مهاو ومغازل ويذهب إلى مواقع الفساد وأماكن اللعب فيغض الطرف عنه ويدافع عنه بدعوى التمشية والوله.



ويرى البنت تخرج من البيت بلباس غير لائق وشكل لا يدل على الحياء والاحترام وكل يوم تخرج بتلك الألبسة المغرية والأشكال الفاتنة المجذبة ومع ذلك كله فكأنه أعمى لا يبصر ولا يرى.



وهناك آباء يجلسون في البيت مع القات والتخزين وأولاده خارج البيت يمارسون الشر ويفعلون المنكر وهو في واد وهم في واد آخر.



هناك تساهل عظيم من بعض الآباء مع البنات بحجة التعليم واكتساب المهارات فهناك وللأسف الشديد آباء وهذه والله ظاهرة خطيرة وقاصمة الظهر آباء يسمحون لبناتهم بالخروج إلى خارج البلاد من أجل الدراسة ومواصلة التعليم يسافرن إلى هناك بلا محرم ويسكن في تلك الدول بلا رقيب ولا حسيب ويجلسن هناك لفترات طويلة بعيدات عن أهلهن وبلدهن.



ثقة عوجاء وتساهل غريب وكأننا نعيش في زمن الطهر والحياء والضبط لسنا ضد تعليم الفتاة ولسننا ننكر الحاجة إلى وجود النساء المتخصصات في بعض المجالات ولكن ما ننكره في هذا الموضوع هو ذهاب المرأة ووجودها هناك بلا محرم وتسكينها في سكنات في وسط دول تموج موج البحر بالانفلات والفساد والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ".



وأيهما يقدم دين المرأة وحياؤها وعفتها أم ثقافتها وتعليمها؟ وإذا كانت المرأة راغبة في مواصلة الدراسة ولا يوجد لها محرم دائم يقيم معها هناك فإن الأمر يسقط عنها ولتذهب النساء اللاتي معهن محارم فإن الحج ركن من أركان الإسلام فإذا وجدت الاستطاعة عند المرأة للحج ولا يوجد لديها المحرم سقط الحج عنها.



هذا في ركن من أركان الإسلام فكيف لا يسقط عنها التعليم إذا لم يتوفر المحرم وقد سقط عنها الحج عند عدم توفره ولكنه التساهل والتسيب والانفلات حينما ترى الأب المسكين يسلم ابنته لأحد المسافرين في المطار ويوصيه أن يعتني بها ويوصلها إلى المكان الفلاني أو يبعث إليها من هنا هدية ويسلمها لأحد الشباب ليوصلها ويعطيها ابنته هناك أو يسافر معها في البداية ثم يوصي عليها بعض الأساتذة والطلبة ليهتموا بها ويعتنوا بها وغيرها من الحماقات والجهالات وقلة الحياء وانعدام الغيرة.



بل وللأسف الشديد هناك نساء يسافرن - منهن بنات عازبات وغير متزوجات- يسافرن لحضور دورات والمشاركة في مؤتمرات خارج البلاد ويذهبن من هنا في الوفد المشارك الذي يضم رجالا ونساء يسافرون معاً ويسكنون معاً ويحضرون الدورات أو المؤتمرات معاً.



وهناك بنات يخرجن للتدريس في بعض المناطق النائية هنا ويُقمن هناك وكم حصلت من مآسي وقصص من جراء هذا التفريط والتساهل.



وأيضاً التساهل الكبير والثقة العمياء والسماح للبنات والأبناء بالدراسة المختلطة في بعض معاهد التقوية ومراكز تعليم الحاسوب والكمبيوتر وكأنه لا يوجد معاهد خاصة بالنساء فيدرسون معاً دورات طويلة تستغرق أوقاتاً طويلة ويأتي بعض الشباب وبعض الفتيات إلى الدراسة في هذه المعاهد بأشكال ملفتة وصور لا تدل على أنهم جاءوا للدراسة وإنما تدل على أنهم جاءوا لهدف آخر.



فإلى متى هذا التساهل وكيف يسمح الآباء للأولاد والبنات بهذا الانفلات وهل بعد ذلك نأتي لنشتكي من كثرة الفساد وانتشار الزنا وقلة الحياء وازدياد المغازلات والمعاكسات والجرائم.



وهذه الأسواق مليئة بساء فاتنات عليهن من مظاهر الفتنة وقلة الحياء ما عليهن وما هو ظاهر في لبسهن وحركاتهن ومشيتهن وليس الأمر للأسف الشديد مقتصراً على الأسواق وإنما ترى هذا الواقع الأليم حتى في الجامعات التي يفترض أن تكون منارات للعلم ومراكزاً للحضارة والمعرفة تجد هذه المظاهر ظاهرة ومنتشرة وكتابات الحب وعبارات العشق مدونة في الجدران والخلوة بين بعض الطلاب والطالبات قائمة أمام أعين الناس فهذا يجلس فترة طويلة يتحدث مع هذه وتلك تضاحك هذا وتمازحه.



وحتى المستشفيات والإدارات والمرافق لم تسلم من هذه المظاهر المشينة والمناظر الغريبة أما أماكن التنزه وحدائق التنفس التي جعلت متنفساً للناس يخرجون فيها ويتنزهون داخلها ويُنفسون فيها على أهلهم وأولادهم وينزلون بهم من ضيق الحر وروتين الحياة فإنها أيضاً لم تسلم من فساد المفسدين ولا يكاد يوجد مكاناً عاماً سالماً من مظاهر الفتنة والفساد ما بين قليل وكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله.



هذا مع وجود الفساد العام المنتشر في الإعلام وفي الانترنت والجوالات والفساد المقنن المدعوم والممول من الجهات الخارجية المشبوهة والقرارات الفاجرة التي تصدرها الدول الكافرة وتفرضها فرضاً على الدول المسلمة.



وقد فرضت منظمة العفو الدولية مؤخراً على الحكومة اليمنية وضغطت عليها لتبيح الشذوذ الجنسي وتلغي القوانين التي تحد من انتشار الحرية الجنسية وخاصة فاحشة اللواط وأثار هذا الأمر ضجة واستياء في الأوساط الشعبية وأهل البلاد الغيورين وأصدر العلماء بياناً في ذلك ودعا البعض إلى إغلاق مكتب المنظمة في اليمن وصرحت وزيرة حقوق الإنسان أن اليمن ملتزمة بتطبيق الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في إطار الشريعة الإسلامية.



وما جاء هذا القرار وما صدر عن منظمة العفو الدولية إلا لأسباب عديدة منها وللأسف الشديد تقارير بعض المنظمات النسوية اليمنية عن وضع المرأة اليمنية وحاجتها إلى النوع الاجتماعي أو ما يسمى بالجندر الذي يعني في النهاية إباحة الشذوذ الجنسي وصدق الله تبارك وتعالى إذ يقول: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27] ويقول جل وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].



الخطبة الثانية
عباد الله:

في طور الإعداد والتحضير لهذه الخطبة وقبل أن أكتب فيها شيئاً أردت أن أسمع إلى الغير وأجلس مع بعض المهتمين بهذا الشأن فجلست مع عدد من الغيورين والحريصين على تماسك المجتمع والمحافظة على قيمه وأخلاقه وممن يهمهم هذا الأمر بشكل مباشر سواء في قسم الآداب والجلوس مع بعض الدكاترة وبعض المثقفين والوجهاء والمدراء والمديرات والمدرسين والمدرسات وذكروا قصصاً غريبة وأرقاماً خطيرة وأحوالاً لا تكاد تصدق ولا أريد أن أروي شيئاً منها خوفاً من الاتهام بالمبالغة والتشكيك ولكن والله ما كنت أصدق أن يصل الحد في التساهل والإجرام والفساد إلى حد أن يأتي آباء بأبنائهم ويسلموهم إلى المجرمين وشياطين الإنس ليفعلوا بهم الفاحشة ويمارسوا معهم اللواط مقابل حزمة قات أو حبة مخدر أو مبلغاً من المال.



وما كنت أظن أن يصل الحد إلى أن تكون الأم قوادة على بناتها وتأتي بالمخنثين والخبيثين إلى وسط بيتها وقعر دارها ليمارسوا الزنا بهن في ظل غياب الزوج أو دياثته.



وما كنت أتوقع أن يأتي أزواج بزوجاتهم إلى أصدقائهم ليوقعوا فيما بينهم البين الليالي الحمراء والفواحش المتبادلة.



وما كنت أظن أن توجد أفلام جنسية محلية ومقاطع مصورة لشباب وشابات محليين وبأصوات محلية وصور معمشة لا تظهر فيها الوجوه.



وما كنت أظن أن يضبط في جيوب طلاب في الصف الخامس والسادس أكياساً تحتوي على مساحيق مخدرة وحبوب مهلوسة يتعاطونها ويشربونها ويوزعونها.



وما كنت أصدق أن يحمل أطفال صغار سكاكين حادة وآلات قتل مختلفة من أجل أن يهددوا الأولاد الذين يمتنعون عن ممارسة اللواط معهم.



وما كنت أتوقع أن يوجد مع بنات عازبات في حقائبهن وشنطهن ملابس نوم داخلية وأدوات تجميل.



بل ويأتين بنات غير متزوجات إلى الصيدليات يطلبن الواقي الذكري ويسألن عن حبوب منع الحمل وموانع الحمل.



لا أريد أن أزيد على هذا ولا أريد أن ألوث أسماعكم في بيت من بيوت الله بأنباء مثل هذه ولكنه الواقع المر ومن باب لفت الانتباه وأخذ الحيطة والحذر قبل أن يقع الخطر فالهوة سحيقة والفساد منتشر والخبث والشر متجذر.



فلنتقي الله في واقعنا ومجتمعنا وبلدنا ولننتبه لأنفسنا وأهلنا ولنحذر كل الحذر من أسباب الفساد ووسائله ولنحذر حذراً عظيماً من التساهل والتفلت.



وليكن الرجل حازماً مع أهله في عرضه وشرفه ولا يسمح لأبنائه وبناته بأي مظهر من مظاهر الشر والفساد خاصة في اللباس والمظهر وليقف معهم وقفة حزم وجد في هذا الباب.



ولا يكن إمعة أو خانعاً يرى فيهم الشر فلا يجرؤ على كلامهم ونهيهم ولا يستطيع كفهم ومحاسبتهم فوالله لئن يعيش الرجل في باطن الأرض خير له من أن يعيش في أعلاها إذا كان لا يجرؤ على محاسبة أهله ولا يستطيع إلزام أبنائه وبناته بالستر والحياء يقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الصحيح: " ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَبَدًا: الدَّيُّوثُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَّا مُدْمِنُ الْخَمْرِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الدَّيُّوثُ مِنَ الرِّجَالِ؟، قَالَ: "الَّذِي لَا يُبَالِي مَنْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ قُلْنَا: فَالرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاءِ؟، قَالَ: "الَّتِي تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ" [صحيح الجامع (3062)].



من بريدي



__________________
الانصار غير متصل   الرد مع إقتباس