الأخ علي ...
هذه الكلمات تجعلنا نتأكد من استحالة الإلمام بالحقيقة رغم سعينا الدؤوب نحوها ...
و للموضوع شق فلسفي لا أستطيع سبر أغواره ... لكني سأشير لما يلي ...
في عالمنا مجموعة من المفاهيم و البديهيات التي جاءتنا من خلفية اجتماعية أو ثقافية أو دينية ... و يحلو
للبعض تقمص دور المدافع عنها لأن منافحتها تعتبر في حكم الهلوسة و الهرطقة ...
لكن المدرك لناحية هامة تسهم في تطور المجتمعات الراقية و هي البحث عما ينقض الفكرة المتفق
عليها .. يجعلنا في القرن الجديد بحاجة ماسة للصوت المعارض من أجل تحصيننا و زبادة مناعتنا لأننا
ضعاف أمام أمواج العصر و العصرنة و التقدم ..
و منه أعتقد أن لبس لبوس الدين أو المفاهيم غير القابلة للنقاش يعبر عن ضيق الأفق و قصر البصيرة ..
فمن السهل الوقوف مع الأفكار التي لا تحتاج أصلا للوقوف معها ... لأنها حقائق لا تحتاجنا لإثباتها ... و في
المقابل فإن الواقف في الجهة المعاكسة غير مسلح بالخلفيات الجمعية و الآراء المتعارف عليها محاولا
تأسيس فكرة نقيضة هو من يتعرض لكل أشكال الإزدراء و النكاية من العقل الجمعي ... فما أحوجنا لمن
يحيي فينا روح نقد ما لم ينزل الله به من سلطان ...
فلنتفق على فهم واع لأهداف الدين و مبتغياته و على استيعاب احترام عقيدتنا ... و لنحمل معاول الهدم
لباقي مظاهر الجهل المطنب المستشري في رؤوسنا ...
|