عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-02-2023, 08:14 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,007
إفتراضي

وأديان اليهود والنصارى ليس فيها تلك المجالس حتى يكون هناك تشبه بهم فتلك المجالس كفر أساسا باليهودية والنصرانية لعدم ذكرهم فيها
وكرر أمر التشريع المخالف لله مرة أخرى وقد كررها عدة مرات فقال:
"- أحداثهم في الدين ما ليس منه وادعائهم أن الدين دل عليه قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دنكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فالله قد رضي لنا الإسلام ولم يرض لنا الديمقراطية وما لم يكن يوم أن نزلت الآية من الإسلام لن يكون اليوم من الإسلام وقال (ص)(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه

فهو رد) [متفق عليه] وقال أيضا (ومن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه]
هذا غيض من فيض والطوام كثيرة في هذه المجالس يعلمها العلماء والعوام ومن أراد زيادة فائدة فليرجع إلى مظان كتب العقيدة والتوحيد "

وتحدث عن وجوب أن يهجر المسلمون أولئك النواب وعدم إتيانهم فقال "ثانيا هجر النواب وعدم المجيء لهم في خيامهم ومجالسهم:
أن قضية الولاء والبراء من أعظم قضايا الإيمان وأجلها وأنه (ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) [انظر "النجاة والفكاك" ص14 حمد بن عتيق] لذا لن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك لأنها في متناول كل مسلم قرأ الكتاب أو تصفح السنة ولكننا سنعرج إلى مسألة قد أتفق عليها السلف قديما وحديثا ألا وهي هجر أهل البدع والضلال ومجانبتهم وعدم السلام عليهم أو مخالطتهم وأصل هذه المسألة قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك فقد أمر النبي (ص) بهجرهم ونهى أصحابه عن مجالستهم والكلام معهم حتى أنزل الله توبتهم [متفق عليه] والحديث المشهور في القدرية (إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) [رواه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم وله طرق يتقوى بها] وكل ما سنورده بحول الله وقوته في هذا المحور يتنزل على البرلمانيين من باب أولى فإليك ذلك
لما أظهر صبيغ بدعته ضربه عمر بن الخطاب بعراجين النخل ونهى الناس عن مجالسته حتى أعلن توبته فأذن في مجالسته [سنن الدارمي 1/ 55] فعمر الفاروق الذي ضرب صبيغ هذا بعراجين النخل لن يتورع عن أن يضرب هؤلاء البرلمانيون بصفائح السيوف كيف لا؟! وقد ذكر الواحدي في - كتاب أسباب النزول ص 119 - سبب نزول آية (60) من سورة النساء أن رجلين اختصما فقال أحدهما نترافع إلى النبي (ص) وقال الآخر إلى كعب بن الأشرف ثم ترافعا إلى عمر فذكر له أحدهما القصة فقال للذي لم يرض برسول الله (ص)أكذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف فقتله أهـ فكيف به لو رأى من يتحاكم إلى الدساتير الوضعية والقوانين الأرضية ولا يرضون بما جاء به رسول الله (ص) حكما وحاكما؟!

والمصيبة الكبرى والبلية العظمى أن أناسا ينكرون على شباب التوحيد هجرهم لأرباب الديمقراطية والشرك والتنديد!
ولما ظهرت بدعة القدر وأخبر عبد الله بن عمر قال (أخبرهم أني بريء منهم وأنهم برءاء مني) [رواه مسلم] ونحن نقتدي بأكثر الصحابة اقتداء بالرسول (ص) - ابن عمر - فنقول لكل من يقرأ هذه الرسالة أخبر البرلمانيين أننا برءاء منهم وأنهم برءاء منا
وجاء إنسان إلى ابن عمر فقال إن فلانا يقرأ عليك السلام فقال ابن عمر (إنه بلغني أنه أحدث حدثا فإن كان كذلك فلا تقرأ عليه مني السلام) [رواه الترمذي وغيره] فكيف لو بلغه حدث النواب في البرلمانات ماذا كان جوابه؟!
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال والله لا كلمتك بعدها أبدا أهـ هذا في مسألة الخذف قاطع ابن أخيه! فكيف به في مسألة التشريع من دون الله والقسم على احترام غير شريعة الله؟!
وقال إبراهيم بن ميسرة التابعي الثقة (من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139 وقال الألباني في تعليقه على المشكاة 1/ 66 روي موصولا ومرفوعا من طرق كثيرة قد يرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحسن] فكيف بمن وقر صاحب بدعة مكفرة كبعدة الديمقراطية والمجالس التشريعية؟!
ورحم الله سفيان إذ يقول (إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم؟؟) أهـ[من تذكرة الموضوعات ص 25] أي والله فكيف بمن أكل - بوفيههم - ووطئ - رخامهم -؟!
وقال الفضيل بن عياض (المؤمن يقف عند الشبهة ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 140]
وقال أيضا (لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 137] وإني لأعجب والله كل العجب كيف يجلس من يدعي الصلاح في مخيمات هؤلاء ومجالسهم؟ ألا يخافون أن تنزل عليهم اللعنة؟!

وقال عبد الله بن عمر السرخسي (أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال لا كلمته ثلاثين يوما) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] قاله في حق من أكل عند صاحب بدعة فكيف بصاحب البدعة نفسه؟ بل فكيف بمن جلس عند نائب في البرلمان؟ بل فكيف بصاحب البرلمان نفسه؟!
وقال ابن المبارك (اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبه قلبي) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] ونحن جميعا نقول اللهم لا تجعل لنائب في البرلمان عندنا يدا فتحبه قلوبنا
وقال الإمام مالك (بئس القوم أهل الأهواء لا نسلم عليهم) [شرح السنة للبغوي 1/ 229]
وقال الإمام أبو داود صاحب السنن للإمام أحمد أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه؟ قال (لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به قال ابن مسعود المرء بخدنه) [طبقات الحنابلة 1/ 160]
وقال الإمام أحمد (إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه؛ قال النبي (ص)ألا أدلكم على ما إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) [الآداب الشرعية 1/ 233] ما أجمل هذه الآداب التي افتقدها كثير من المسلمين لا أقول عوامهم بل وحتى خواصهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقال الإمام البغوي تعليقا على حديث كعب المتقدم (وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم) [شرح السنة 1/ 266] فإياك ثم إياك أن تخالف إجماع الصحابة والتابعين لا أقول في هجران أهل البدع بل في هجران أهل التشريع من دون الله
وقال أيضا (فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) [شرح السنة 1/ 224] وهجر هؤلاء المشرعين دائمة إلى أن يتوبوا ويهجروا مجالس الشرك والتشريع ويتبرءوا من أصحابها

وقد عقد ابن مفلح في الآداب الشرعية فصلا في حكم هجر أهل المعاصي ذكر فيه آثارا عن الصحابة وغيرهم في هجرة أهل البدع والأهواء نقلها عن القاضي أبي يعلى منها
وقال ابن عباس في القدرية (لا تكلمهم ولا تجالسهم)
وقال سعيد بن جبير لأيوب (لا تجالس طلق بن حبيب فإنه مرجئ) (1)
وسرد آثارا أخرى ثم قال (قال القاضي هو إجماع الصحابة والتابعين)
وقال (وأما المرتدون فإن الصحابة رضي الله عنهم باينتهم بالحروب والقتال وأي هجر أعظم من هذا)؟
ونقل عن ابن قدامة قوله كان أصحاب النبي (ص) ومن اتبع سنتهم في جميع الأمصار والأعصار متفقين على وجوب إتباع الكتاب والسنة وترك علم الكلام وتبديع أهله وهجرانهم والخبر بزندقتهم وبدعتهم)

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس