من تأمل العواقب سلم
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها , نال خيرها , ونجا من شرها .
ومن لم ير العواقب غلب عليه الحس , فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة . وبالنصب ما رجا منه الراحة .
وبيان هذا في المستقبل , يتبين بذكر الماضي , وهو انك لا تخلو , أن تكون قد عصيت الله في عمرك , أو أطعته .
فأين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟
هيهات رحل كل بما فيه ! فليت الذنوب إذا تخلت خلت!
وأزيدك من هذا بيانا : تمثل ساعة الموت و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط , ولا أقول : أين ذهبت حلاوة اللذات ,
لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا , فبقيت
مرارة الأسى بلا مقاوم .
أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟!!
فراقب العواقب تســــلم , ولا تمــل مع هوى الحس فتندم .
المصدر / صيد الخــــاطر
لابن القيم الجوزية
00 يتبع 00