عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-12-2007, 01:33 AM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكل عام وأنتم بخير ..

الأخت الفاضلة اليمامة

لقد أقريت بأن الكيان الصهيوني لديه من الخطط لمواصلة سيره الإستراتيجي، شأنه بذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية .. فهما يضعان سلسلة من الأهداف قد تصل الى مئة هدف تبدأ بإبقاء شرذمة الأمة على ما هي عليه وتنتهي بكسر إرادة التحرر والقبول بالخنوع لهما كقدر محتم .. فإن تم تنفيذ الهدف الأول فإنهما سينتقلان للهدف الثاني مستغلين نتائج جولتهما بالهدف الأول .. وهذا ما يستوجب على كل مثقف (عربي أو إسلامي) أن يحيي فكرة المقاومة والجهاد والتصدي في العراق وفلسطين ولبنان، لأنها تعيق الانتقال للهدف الذي يريد كسرة شوكة المقاومة (لا سمح الله) .. لا يحييها فقط بل يوظف كل جهوده لإبقاء فكرتها ماثلة، أو على الأقل لا يكون ضدها معاضدا للأعداء (بحسن نية) ..

إسقاط فكرة التقية على المقاومة، استدلالا من النسق الذي اتبعه الرسول صلوات الله عليه في مكة، غير موفق (في نظري) للأسباب التالية :
1ـ إن الدعوة قد تمت وانتشرت و لا بدايات جديدة لها، فإن كان هناك من يجب محاسبته، سيكون هم المسلمون الذين تراجعت قوة دولتهم، قبل أن تظهر أمريكا والكيان الصهيوني .. ولكننا لسنا في صدد محاكمة (ذات أثر رجعي) .. بل بصدد نهوض الأمة مما هي فيه ..

2ـ إننا لو أسقطنا تلك النصيحة على المقاومة العراقية أو حتى الفلسطينية بحجة أن لا تتعرض الأبنية للدمار، فإن ويلات ذلك ستحل ليس على تلك الأقطار فحسب بل ستشمل كل أقطارنا العربية .. وهنا يجدر بأهل الأقطار التي لم تتعرض لأذى الصهاينة والأمريكان أن يدعو الله لنصرة المقاومة في البلدان التي تقاوم، وذلك أضعف الإيمان. هذا ولم نطالبهم أن يحسنوا ضيافة المهجرين بشتى العوامل ..

3ـ لم تعتد أمتنا لا بأقطارها ولا بأبنائها لا على اليهود ولا على الغربيين .. فهم المعتدون وهم الطامعون وهم الحاقدون .. فلماذا سيل النصائح للتعقل لا يأتي إلا على أبناء أمتنا من شتى الفصائل؟

نحن في صدد مناقشة ظاهرة استعمارية جديدة وقوية وظفت فيها قوى الاستعمار كل طاقاتها وحشدت كل طوائفها من بروتستانت وكاثوليك وأرثوذكس وصهاينة وبوذيين وتفننت بحشدهم، ونحن لم نتقن فن مخاطبة أبناء ديننا وقوميتنا وحتى أبناء القطر الواحد ..

فالمسألة سياسية بحتة بعيدة عن الخلاف العقدي والطائفي والعرقي، بل تخص كل أبناء الأمة المتعايشين منذ آلاف السنين في هذه المنطقة، فهم أجدر بابتكار الطرق لتوظيف طاقاتهم الدفاعية عن تلك المنطقة ..

وفق الله الجميع لما فيه خير الجميع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس