عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-06-2008, 08:58 PM   #13
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

احتكاك الشعوب ببعضها البعض كان له تأثير على فكرة الوحدة العربية، سواء بالسلب أو بالإيجاب ما تعليقك؟

ـ هناك شيء لا يلتفت إليه كثيرون، وهو ان كل المناطق العشوائية التي بنيت حول القاهرة، بنيت بفلوس النفط، فيقال مثلاً ان عشوائيات شبرا الخيمة أقيمت من فلوس العراق، أي من خلال عمل كثير من سكانها في العراق، ولذلك يتعاطفون معه، وتجدهم حزانى لضرب العراق، الاحتكاك والاختلاط والعشرة بين الاشقاء العرب مسائل ضرورية.



وجهت كلاما حادا ونظمت أشعارا ساخرة، ضد السادات واتفاقيات كامب ديفيد، ترى ماذا فعلت السياسة والسياسيون العرب لتجسيد فكرة الوحدة العربية والتضامن في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة؟

ـ كل واحد استغل الموقف لصالحه، أتذكر وأنا عند العماد مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري في دعوة على العشاء، ودعا على شرفي مجموعة من المثقفين، بينهم دريد لحام وبعد قليل بدأ دريد لحام يعمل عرض التريقة على السادات قلت له، إياك ان تسخر أو تشتم السادات، وتكهرب الجو، وجاءني طلاس يسألني، ما الحكاية يا أخي السادات خاين! قلت له: وإحنا قتلناه، خلاصة هذه الواقعة ان كل حاكم وظف المسألة لصالحه، ولم ينظر أحد لصالح القضية العربية، لم يهاجم أحد السادات لصالح القضية العربية، أو لان السادات خان القضية الفلسطينية، والسادات من وجهة نظري ليس أول الخونة ولكنه أشدهم حمقاً فقط، لانه أعلن ذلك وألبس الحدوتة لباساً وطنياً، بقوله ان سبب بحثه عن السلام هو الأزمة الاقتصادية طيب هل حل السلام الأزمة الاقتصادية؟! أم إنها زادت؟! الحقيقة ان الكذابين كثيرون.

 هل من الممكن الكلام مرة أخرى عن الوحدة العربية حالياً؟

ـ ليس عندي تصور جديد، وإنما أكيد ان هذه الوحدة هدف نبيل، ولكني اعتقد ان تحرير فلسطين هدف أقرب، تخيل معي تحرير فلسطين وسقوط الدولة العنصرية الموجودة فيها ماذا يمكن ان يحدث في المنطقة؟ اعتقد ان تحقيق الوحدة يظل أمراً صعباً مادام هذا الكيان مزروع في جسد الأمة، وطالما ان بعض الأنظمة العربية لا تفهم مصالح شعوبها، تصور هذه امريكا تقول جهاراً نهاراً ويسمعها الأطفال في المدارس أنها تضمن أمن اسرائيل وتضمن تفوقها العسكري المطلق على جميع الدول العربية، ومع ذلك نطلع نحن على الناس ونقول: امريكا هي الوسيط وراعي السلام أي سلام يقصدون!

 يعني ان الوحدة تظل حلماً؟

ـ تظل حلماً بل أجمل الأحلام، تخيل ان تكون لك حرية حركة وتنقل من المحيط الى الخليج، تخيل الهنا الذي نعيشه وقتها، ذات مرة قال لي القذافي: حاول تتخيل مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب دولة واحدة، تخيل شكلها ماذا سيكون!.



لو افترضنا ان سبب انهيار فكرة الوحدة - ضمن أسباب كثيرة - هو غياب قوة مركزية ممثلة في مصر ككل أو شخص عبد الناصر، لو إننا نريد إعادة أحياء الفكرة للحياة مرة أخرى أليس ضرورياً ان تعود مصر قوية من جديد؟
ـ لا يبدأ المشروع مرة أخرى إلا من مصر، ليست الوحدة فقط وإنما التغيير الاجتماعي في الوطن العربي كله، الثورة الثقافية لازم تبدأ من مصر، وهذا قدرنا وليس مجرد ادعاء سببه حب مصر، وإنما هو قدر ومسؤولية ويبدو ان عمنا جميعاً جمال حمدان كان عنده حق في مسألة عبقرية المكان، لا نعرف بالضبط ما هو سر مصر! لا نعرف لماذا كانت القاهرة في كل الحالات التي مرت بها سواء الصعود أو السقوط، هي الحاضنة الرءوم للثقافة العربية! ستقول لي مثلاً لان بها الأزهر وتعلق المسلمين به، أقول لك طيب وماذا عن الثقافة الحديثة التي ليس لها علاقة بالأزهر وربما متخاصمة معه؟ لماذا ولد اكبر حزب شيوعي عربي (وهو الحزب الشيوعي السوداني) في مصر؟



ولكن هل تنفع الوحدة العربية في ظل وجود فجوات اجتماعية وثقافية بين بعض البلدان؟
ـ هذا كان نقطة الخلاف بين عبد الناصر والشيوعيين، كانوا يريدون عدم التعجل وردم الفجوات أولاً، أما عبد الناصر فكان يريد خبطة نفسية في مواجهة الحرب النفسية المعلنة ضده، فتسرع وتعامل مع الشيوعيين باعتبارهم أعداءه، رغم انهم كانوا حليفه الأول، أتذكر كلمة للمرحوم فيليب جلاب (الذي رأس تحرير صحيفة الأهالي اليسارية المصرية فترة من الوقت) كنا تحت التعذيب والضرب بالشوم والكرابيج وساعة ان نعلم بسفر عبد الناصر كانت قلوبنا تعزف لحن حبه، تحرسه لكي يعود بالسلامة،

 من من البلاد العربية التي زرتها أعجبتك إبداعات المرأة؟

ـ في سوريا ولبنان مبدعات كثيرات والمرأة هناك مثلها في مصر ليست ممتهنة، المرأة في المغرب لديها ثقافة واطلاع، هناك وجدت البرافدا والتايم وكتبي وكتب الشيخ الشعراوي كلها جنبا الى جنب، وهذه معركة القذافي في ليبيا، حيث المجتمع قبلي، يقاتل دفاعاً عن حرية المرأة وأنا اشهد له بذلك، وقد نجح الى حد بعيد في تحرير المرأة، كانت لديه وزيرة ثقافة فوزية شلابي، وحرسه سيدات، وأذكر انه أقام مدرسة ثانوية عسكرية للبنات، فذهب إليه شيوخ القبائل واعترضوا وقالوا له ان ذلك لن يحصل، واذا قلت هذا الكلام مرة أخرى سنذبحك. فخرج الى التليفزيون واعلن انه لا يستطيع ان يحضر البنات من بيوتهن، إنما يستطيع ان يحمي أي بنت تأتي الى المدرسة، وكان العدد المطلوب للمدرسة 500 طالبة، فجاءت 3 آلاف فتاة، وهذه معركة حقيقية يقودها القذافي ببسالة شديدة، ولكن إعلامه لا يلتفت الى ذلك، وربما ان شعبه كله في واد والقذافي في واد آخر.

 لم تحدثنا عن السودانيين، هل لأنك لم تزر السودان؟

ـ لم أزر السودان حقيقة، ولكني عاشرت السودانيين، وهم شيء راق جداً، شعب طيب ومتحضر، يتنفس الديموقراطية، يحبون مصر موت، أنجب أفذاذا، عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ والطيب صالح، السودان شعب صادق لا يكذب يحب مصر جداً وما يبهرني في السودانيين، الديموقراطية لأنني رأيت كيف يراقص سائق في السفارة السودانية، زوجة السفير، وزوجة السائق تراقص ابن السفير، كل السودانيين ليس بينهم فروق مصطنعة.

 لماذا يتحسس بعض السياسيين والمثقفين المصريين من الانتقادات العربية لمصر، وتفسرونها وكأنها ضد فكرة الوحدة او ضد فكرة الريادة بشكل عام؟

ـ بالتأكيد، ضد فكرة الوحدة، وضد ريادة مصر، التي أصبحت عقدة عند،البعض ان تسود الفنون المصرية، ان يتطور الإنسان المصري وتتسع الثقافة المصرية، مسائل تقلق هذا البعض، حسدا لمصر ودورها الريادي باعتبارها مصدر الإشعاع وبوتقة التحضر والتطور.

أتذكر عندما ذهبت الى قطر منذ فترة طويلة، وجدت بعض الصحفيين الذين كانوا يدعون الناصرية قد تحولوا الى أصحاب ملايين وحاصروني هناك، يرسلون ناسا يشتمونني ويحرجونني وفي ندوة من الندوات طلع صحفي قطري وقال: عرفنا رأيك في عبد الناصر والسادات، طيب قل لنا رأيك في حسني مبارك؟ وكان يقصد إحراجي، قلت له: تعال إلي في القاهرة وأنا أقول لك رأيي في حسني مبارك بصوت عال، ولكن قل لي أنت ما رأيك في رئيس بلدك، فهرب وضحك الحاضرون عليه وصفقوا لي.

اعلى الصفحة
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس