عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-04-2009, 12:41 AM   #4
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

وجدت لنفس الكاتب مقالة اخرى بجريدة الاهرام لها علاقة بالمقالة المنقوله
لذا ايضا قمت بنقلها لتشاركوني قراءتها واتمنى تجدوا فيها فائدة

حول الكتابة

ما زلنا برفقة السيد الامريكي " ارنست همنجواي 1899 - 1961 " ونظريته التي اكدت أهمية ان يحذف الكاتب من قصته الكثير من الوقائع والمعلومات ، ما دام يعرف ما يحذفه معرفة جيدة .
وبنص كلماته : " إذا كان الجزء المحذوف قد حذفه الكاتب لانه لا يعرفه ، يكون عمله لا قيمة له ، انما الاشياء المهمة التي يعرف الكاتب عنها الكثير ويحذفها ، هي ما تمنح قصته قوة " ما دام ما يحذف سوف يظل موجوداً كاحساس وراء القليل الذي يكتب . ولكن ما معنى هذا الكلام ؟ واين تذهب هذه الاجزاء المحذوفة والتي لا تكتب ؟ وكيف لها ، هي الغائبة ان تمنح العمل غوره وغناه وقدرته على التأثير . الاجابة عن هذه الاسئلة تصبح ممكنة اكثر اذا عدنا الى اشارات همنجواي القديمة والمتكررة حول جبل الجليد العائم ، ذلك الوقور فى حركته ، والذي لا يكتسب هذا الوقار إلا لان ثمنه فقط فوق سطح الماء . وهو عندما قال ذلك ، قبل نصف قرن او يزيد فانه كان يتحدث عن احد اهم المبادئ التي عمل على هداها وظل مخلصا لها طيلة حياته ، والتي اقام عليها عمله القصصي كله ، وعند جبل الجليد هذا نتوقف قليلاً . لقد كانت اقاصيصه القصيرة هو الذي عالج ادق مشكلات التعبير وتمرس بها خادعة فالقصة التي نقرأ هي اشبه بهامة ذلك الجبل " هي الثمن " وما تم استبعاده من احداثها هو اشبه " بالسبعة اثمان المغمورة " تحت سطح الماء . وهذا المغمور حاضر بقوة برغم غيابه فالكثير الذي استبعدناه ولم نكتبه تحول الى احساس كتب به القليل الذي كتبناه . فالتجارب الحقيقية فى حياة الناس مراوغة وموجعة وعصية غالباً على التعبير ، ونادراً ما وجدت الكلمة او درجة اللون او النغمة التي يمكن ان تكافئها تماماً ، ولكن اذا لم نكن قادرين على الكتابة عن هذه الاوجاع فاننا قادرون دائما ان نكتب بها ، لقد تحولت الاوجاع الى طبقة صوت بوسعها ان تحكي عن اشياء غير موجعة فتوجعنا . والمثال القريب هنا اننا بدلاً من الكتابة عن العدل مثلا نتعلم كيف نكتب بعدل .

=====
وكنا وقفنا نودع صديقنا الشاعر وكنت اعرف ان لديه ما يقوله لصديقنا الواقف الى جواري ، إلا انه مد يده وصافحني على عجل وصافح صاحبنا قائلاً : طيب سلام . وبعد ما ابتعد سالني صاحبي وهو غاية فى القلق : تفتكر عرف ؟ قلت لا اظن قال : والله عرف ، انت لم تنتبه للطريقة التي قال بها : طيب سلام . إنها النبرة ، لقد تحولت الحكاية التي اراد الشاعر ان يحكيها " السبعة اثمان المغمورة " الى نبرة ، قال بها " طيب سلام " هكذا اصبحت الحكاية الغائبة هي الحالة والمشهد ، كولم تعد " طيب سلام " ذات قيمة إلا بوصفها تجسيداً لهذه النغمة ، وهذه هي الطبيعة اللحنية للقصة القصيرة ، حسب كونديرا ، وما قال .
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس