عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2008, 05:18 PM   #4
الفجر الجديد
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 931
إفتراضي

و في ذات الكتاب عرض الكاتب نماذج من نساء لم يكتب لهن الزواج لكنهن سعيدات و أضع هذا المثال.

يقول الكاتب:


حروف صادقة وغاية نبيلة

أعرض رسالة تلقيتها من الأخت التي كنت نفسها ب "أم يمان "، وتحدثت فيها عن تجربتها الناجحة بتجاوز ما يمكن أن يسببه لها عدم زواجها من حزن أو إحباط.

تقول في بداية رسالتها: "شكر الله سعيكم، وجزاكم خيرا على اختيار هذا الموضوع الشائك الذي يهم فردا مهما هو: المرأة".

وتضيف: "أود أن أنقل إلى أخواتي في الله تجربتي المتواضعة التي خرجت منها أكثر سعادة، بعون الله وفضله ".

ثم تشرح حالها فتقول: "بلغت الأربعين من عمري ولم أتزوج، وأحمد الله على كل حال ارتضاه لي. في بداية أمري كنت أشعر بالحسرة والألم كلما خلوت بنفسي، وأندب حظي كلما تزوجت واحدة من صديقاتي. لم تكن لي شروط أو مواصفات محددة في الرجل الذي أرتضيه زوجا" فقد كنت مستعدة للقبول بأي رجل صالح. لكن السنين مرت دون أن يأتي هذا الرجل. صرت أعتزل الناس لأتحاشى نظرات الشفقة... ولم أنج منها تماما فقد كنت أراها في عيون والدي وإخوتي الذين كانوا يدعون لي كلما رأوني ". "وفي يوم من أواخر أيام شهر شعبان، ونحن نستعد لشهر رمضان المبارك، هداني الله إلى اقتناء مصحف خاص بي. صممت على ختمه. وجدت صعوبة كبيرة في قراءته بسبب انقطاعي عن القراءة طوال عشر سنين مضت ". "وجدت صعوبة كذلك في فهم بعض الآيات، فاشتريت كتاب تفسير، وصرت أقرأ فيه تفسير ما أتلوه من آيات الكتاب الحكيم. انتهى رمضان ولم ينته تعلقي بكتاب الله، فواصلت تلاواتي آيات الله وقراءة تفاسيرها ".

"وجاء اليوم الذي استوقفتني فيه آية في سورة الكهف{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}. تساءلت: ما معنى {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} وجدت في التفسير أنها كل عمل صالح ".

"عشقت الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وتسبيح و تحميد وتهليل وتكبير. وبدأت السعادة تملأ قلبي، والرضا يستقر في نفسي. حمدت الله حمدا كثيرا أن هداني إلى هذا الطريق وأرشدني إلى معالمه ".

تستدرك الأخت أم يمان فتقول:

"لكن هذه ليست دعوة للرهبانية، بل هي دعوة للرضا بقضاء الله وقدره ".

وتورد من ديوان الشافعي بيته الشهير:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء

وكذلك أبياته:
ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت وذاك أعنت وذا لم تعن

وتختم بقولها: "لقد أطلت عليكم كثيرا، ولكن يعلم الله أني أريد منفعة المسلمين ".
********
يتبع من الكتاب في فقرة أخرى
********

تنتظري في قلق !

هل تتملكك قناعة بأنه ما عاد هناك أمل بزواجك؟ بعبارة أخرى: هل أصبحت يائسة من أن تتزوجي، وترزقي بأطفال، تعيشين معهم حياة سعيدة بهيجة؟

هل تجاوزت العشرين من عمرك؟ أم لعلك تجاوزت الثلاثين؟ وقد تكونين تجاوزت الأربعين؟ ولا أمل إذن، بعد هذه السن، من الزواج!

لا. اسمحي لي أن أقول لك: لا يأس. لا يأس مهما مضى من عمرك. وأحسبك توافقينني على أن هناك الملايين تزوجن بعد سن العشرين، وملايين غيرهن تزوجن بعد الثلاثين، ومئات الآلاف تزوجن بعد الأربعين، وعشرات الآلاف تزوجن بعد الخمسين... وقد تكونين واحدة من هؤلاء.. فلا تيأسي.

ولكن، هل تمضين حياتك الحالية وأنت تنتظرين في قلق، وتوتر، وحزن؟! هل يقدم القلق ذاك التاريخ؟ هل يخفف التوتر من ضيق الانتظار؟ هل يغير الحزن من الواقع شيئا؟

كوني مؤمنة بأن المقدر كائن " فلماذا التضجر؟! ولماذا الشكوى؟! لماذا لا تسلمين أمرك إلى الله تعالى، وتريحين نفسك من مشاعر الكآبة، والتشاؤم، والسوداوية؟

ألا يريحك، ويطمئن نفسك، ويطيب خاطرك... أن الله تعالى عالم بحالك، مثيب لك على صبرك؟! عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم.

إذن؛ فأنت بصبرك على عدم زواجك، ورضاك بما قسم الله لك وكتب علينا، إنما تكسبين خيرا، وهذا الخير الذي تكسبينه قد لا تكسبه الزوجة (إذا كانت عاصية زوجها مثلا).

وفي الحديث المتفق عليه؛ عن أبي سعيد الخدري يقول صلى الله عليه وسلم: "... ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر".

لاحظي، أختي المؤمنة، قوله صلى الله عليه وسلم: "... ومن يتصبر يصبره الله " أي أنك عندما تعملين على أن تصبري، وتجاهدين نفسك من أجل ذلك الصبر، فإن الله تعالى سيعينك عليه، وييسره لك، فتكونين - بتوفيق الله وعونه- قادرة على الصبر.

وتأملي ثناءه صلى الله عليه وسلم على الصبر "وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" فهو، أي الصبر، خير تكسبينه، وسعة في النفس، وسعة في الحياة، قد لا تظفر بهما المتزوجة غير الصابرة.

هكذا، أختي الغالية، تتغلبين على مشاعر الإحباط التي قد تسيطر على نفوس كثيرات من العوانس الساخطات. هكذا، تنجحين، بعون الله وتوفيقه، في أن تكوني مؤمنة راضية بعدم زواجك حتى الآن.

الساخطة لن يفيدها سخطها شيئا، ولن يجلب لها زوجا، بينما الراضية تكسب رضا الله تعالى، وتعيش هانئة مطمئنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

املئي قلبك رضا، وسيرضيك الله تعالى إن شاء في الدنيا والآخرة، وسيسعدك، ويجزل لك الثواب والأجر.

وتذكري، دائما، قوله صلى الله عليه وسلم: "من رضي.. فله الرضا".



الفجر الجديد غير متصل   الرد مع إقتباس