عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-10-2007, 10:35 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع




احبتى فى الله
بحبكم لازم لازم لازم تحبوني


اليوم حاسيب موقعه بدر لانى ارى انكم مليتم منها وسف استكمل معكم وبفضل من الله توضيح وتفسير بعض ايات الصيام فى سوره البقره

اخر مره تكلمت عن قول الحق::
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)

وسوف استكمل الايه ::: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

قلنا فى اللقاء السابق ان النسق القرآني ليس نسقاً من صنع البشر، فنحن نجد أن نسق البشر يقسم الكتاب أبواباً وفصولاً ومواد كلها مع بعضها، ويفصل كل باب بفصوله ومواده، وبعد ذلك ينتقل لباب آخر، لكن الله لا يريد الدين أبواباً، وإنما يريد الدين وحدة متكاتفة في بناء ذلك الإنسان، فيأتي بعد قوله:
"ولتكبروا الله" بـ"ولعلكم تشكرون"
ومعنى ذلك أنكم سترون ما يجعلكم تنطقون بـ"الله اكبر"؛ لأن الله أسدى إليكم جميلاً، وساعة يوجد الصفاء بين "العابد" وهو الإنسان و"المعبود" وهو الرب، ويثق العابد بأن المعبود لم يكلفه إلا بما يعود عليه بالخير، هنا يحسن العبد ظنه بربه، فيلجأ إليه في كل شيء، ويسأله عن كل شيء.
ولذلك جاء هنا قول الحق:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)


ومادمت قد ذقت حلاوة ما أعطاك الحق من إشراقات صفائية في الصيام فأنت ستتجه إلى شكره سبحانه، وهذا يناسب أن يرد عليك الحق فيقول:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
ونلحظ أن "إذا" جاءت، ولم تأت "إن"
فالحق يؤكد لك أنك بعدما ترى هذه الحلاوة ستشكر الله؛ لأنه سبحانه يقول في الحديث القدسي: "ثلاثة لاترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".

فمادام سبحانه سيجب الدعوة، وأنت قد تكون من العامة لا إمامة لك، وكذلك لست مظلوماً، إذن تبقى دعوة الصائم. وعندما تقرأ في كتاب الله كلمة "سأل" ستجد أن مادة السؤال بالنسبة للقرآن وردت في جوابها "قل".

{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}
(من الآية 219 سورة البقرة)
وقوله:

{يسألونك ماذا ينفقون قل العفو}
(من الآية 219 سورة البقرة)
وقوله:

{يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ}
(من الآية 215 سورة البقرة
)

وكل" يسألونك" يأتي في جوابها "قل"
إلا آية واحدة جاءت فيها "فقل" بالفاء، وهي قول الحق:

{يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي}
(من الآية 105 سورة طه)

انظر إلى الدقة الأدائية: الأولى "قل"، وهذه "فقل"، فكأن "يسألونك عن الخمر والميسر" يؤكد أن السؤال قد وقع بالفعل، ولكن قوله: "يسألونك عن الجبال"، فالسؤال هذا ستتعرض له، فكأن الله أجاب عن أسئلة وقعت بالفعل فقال: "قل"، والسؤال الذي سيأتي من بعد ذلك جاء وجاءت إجابته بـ"فقل" أي أعطاه جواباً مسبقاً،
إذن ففيه فرق بين جواب عن سؤال حدث، وبين جواب عن سؤال سوف يحدث، ليدلك على أن أحداً لن يفاجئ الله بسؤال، "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً".

لكن نحن الآن أمام آية جاء فيها سؤال وكانت الإجابة مباشرة: "وإذا سألك عبادي عني". فلم يقل: فقل: إني قريب؛ لأن قوله: "قل" هو عملية تطيل القرب،
ويريد الله أن يجعل القرب في الجواب عن السؤال بدون وساطة "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب". لقد جعل الله الجواب منه لعباده مباشرة، وإن كان الذي سيبلغ الجواب هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه لها قصة:
لقد سألوا رسول الله: أقريب ربك فنناجيه أم بعيد فنناديه؟
لأن عادة البعيد أن ينادى، أما القريب فيناجى، ولكي يبين لهم القرب، حذف كلمة "قل"، فجاء قول الحق: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" وما فائدة ذلك القرب؟ إن الحق يقول: "أجيب دعوة الداع إذا دعان"
ولكن ما الشروط اللازمة لذلك؟
لقد قال الحق: "وإذا سألك عبادي" ونعرف أن فيه فرقا بين "عبيد" و"عباد"، صحيح أن مفرد كل منهما "عبد"، لكن هناك "عبيد" و"عباد"،
وكل من في الأرض عبيد الله، ولكن ليس كل من في الأرض عباداً لله، لماذا؟
لأن العبيد هم الذين يقهرون في الوجود كغيرهم بأشياء، وهناك من يختارون التمرد على الحق، لقد أخذوا اختيارهم تمرداً،
لكن العباد هم الذين اختاروا الانقياد لله في كل الأمور. إنهم منقادون مع الجميع في أن واحدا لا يتحكم متى يولد، ولا متى يموت، ولا كيف يوجد، لكن العباد يمتازون بأن الأمر الذي جعل الله لهم فيه اختياراً قالوا: صحيح يا رب أنت جعلت لنا الاختيار، وقد اخترنا منهجك، ولم نترك هوانا ليحكم فينا، أنت قلت سبحانك: "افعل كذا" و"لا تفعل كذا" ونحن قبلنا التكليف منك يا رب.
ولا يقول لك ربك: "افعل" إلا إذا كنت صالحاً للفعل ولعدم الفعل. ولا يقول لك: "لا تفعل" إلا إذا كنت صالحاً لهذه ولهذه.

إذن فكلمة "افعل" و"لا تفعل" تدخل في الأمور الاختيارية، والحق قد قال: "افعل" و"لا تفعل" تدخل في الأمور الاختيارية، والحق قد قال "أفعل" و"لا تفعل"، فتكون حراً في أن تفعلها أو لا تفعلها، اسمها "منطقة الاختيار المباح"،
فهناك اختيار قيد بالتكليف بافعل ولا تفعل، واختيار بقى لك أن تفعله أو لا تفعله ولا يترتب عليه ضرر؛ فالذي أخذ الاختيار وقال: يا رب أنت وهبتني الاختيار، ولكنني تركت لك يا واهب الاختيار أن توجه هذا الاختيار كما تحب، أنا سأتنازل عن اختياري، وما تقول لي: "افعل" سأفعله، والذي تقول لي: "لا تفعله" لن أفعله.

إذن فالعباد هم الذين أخذوا منطقة الاختيار، وسلموها لمن خلق فيهم الاختيار، وقالوا لله: وإن كنت مختاراً إلا أنني أمنتك على نفسي.
إن العباد هم الذين ردوا أمر الاختيار إلى من وهب الاختيار ويصفهم الحق بقوله:

{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "63" والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "64" }
(سورة الفرقان)


هؤلاء هم عباد الرحمن، ولذلك يقول الحق للشيطان في شأنهم:

{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}
(من الآية 42 سورة الحجر)

إذن فللشيطان سلطان على مطلق عبيدالله؛ لأنه يدخل عليهم من باب الاختيار ولم تأت كلمة "عبادي" لغير هؤلاء إلا حين تقوم الساعة، ويحاسب الحق الذين أضلوا العباد فيقول:

{أأنتم أضللتم عبادي}
(من الآية 17 سورة الفرقان)


ساعة تقوم الساعة لا يوجد الاختيار ويصير الكل عباداً؛ حتى الكفرة لم يعد لهم اختيار. وحين يقول الحق:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"
فالعباد الذين التزموا لله بالمنهج الإيماني لن يسألوا الله إلا بشيء لا يتنافى مع الإيمان وتكاليفه. والحق يقول: "فليستجيبوا لي"؛ لأن الدعاء يطلب جواباً، ومادمت تطلب إجابة الدعاء فتأدب مع ربك؛ فهو سبحانه قد دعاك إلى منهجه فاستجب له إن كنت تحب أن يستجيب الله لك "فليستجيبوا لي"، وبعد ذلك يتكلم الحق سبحانه وتعالى في كلمة "الداع" ولا يتركها مطلقة، فيقول: "إذا دعان" فكأن كلمة "دعا" تأتي ويدعو بها الإنسان، وربما اتجه بالدعوة إلى غير القادر على الإجابة، ومثال ذلك قول الحق:

{إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم}
(من الآية 194 سورة الأعراف)
وقوله الحق:

{إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم}
(من الآية 14 سورة فاطر)

فكأن الداعي قد يأخذ صفة يدعو بها غير مؤهل للإجابة، والحق هنا قال:.......
ده اللى حاكمله معاكم باكر ان شاء الله ولو فى العمر بقيه ..
انتظرونى..



__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس