عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-11-2019, 10:56 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي نقد كتاب الصحابي و عدالته

نقد كتاب الصحابي و عدالته
الكتاب من تأليف مرتضى العسكري وموضوعه هو تعريف الصحابة وهل هو مقبول أم لا
الغريب ان العسكرى ذكر فى أول الكتاب حديثا لو كان يصدقه فمعظم ما كتبه الشيعة دفاعا عن أحاديث الطير والدار والثقلين وغيرهما يكون كذبا فهذا الحديث يعلن فيه النبى(ص) حسب الرواية أنه ى يعلم ما يحدثه الصحابة بعده وهو :
"قال رسول الله (ص) في حقّ شهداء أُحد:"هؤلاء أشهد عليهم" فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟! فقال رسول الله (ص):"بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي" الموطأ 2 : 462 ح32 كتاب الجهاد"
وبعد هذا يذكر العسكرى الخلافات بين الفرق وحلها فيقول:
"وبعد: تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرّق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر، وضعفنا عن الدفاع عن بلادنا، وسيطر الأعداء علينا، وقد قال سبحانه وتعالى: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال/46)
وينبغي لنا اليوم وفي كلّ يوم أن نرجع إلى الكتاب والسنّة في ما اختلفنا فيه ونوحّد كلمتنا حولهما، كما قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)(النساء/59) "

وبعد ذلك يدخلنا الرجل فى تعريف السنة والشيعة للصحابى فيقول:
"تعريف الصحابي لدى المدرستين:
1 ـ تعريف الصحابي في مدرسة الخلفاء:
قال ابن حجر في مقدمة الإصابة، الفصل الأوّل في تعريف الصحابي:
الصحابيّ من لقي النبي (ص) مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى
وذكر في "ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير" قال:إنّهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة وانّه لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجّة الوداع وانّه لم يبق في الأوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص) إلاّ دخل في الإسلام
وما مات النبي (ص) وأحد منهم يُظهِر الكفر"

وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق" يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث
2 ـ تعريف الصحابي بمدرسة أهل البيت
الصاحب وجمعه: صحب، وأصحاب، وصحاب، وصحابة والصاحب: المعاشر والملازم، ولا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته، وانّ المصاحبة تقتضي طول لبثه وبما أنّ الصحبة تكون بين اثنين، يتّضح لنا أنّه لابدّ أن يضاف لفظ "الصاحب" وجمعه "الصحب و" إلى اسم ما في الكلام،وكذلك ورد في القرآن في قوله تعالى: (يَا صَاحِبَي السِّجْنِ) و (أَصْحَابُ مُوسَى)، وكان يقال في عصر الرسول(ص) : "صاحب رسول الله" و"أصحاب رسول الله" مضافاً إلى رسول الله (ص) ، كما كان يقال: "أصحاب بيعة الشجرة" و "أصحاب الصفَّة" مضافاً إلى غيره، ولم يكن لفظ الصاحب والأصحاب يوم ذاك أسماء لأصحاب الرسول (ص) ، ولكن المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرجوا بعد ذلك على تسمية أصحاب رسول الله (ص) بالصحابي والأصحاب، وعلى هذا فإنّ التسمية من نوع تسمية المسلمين ومصطلح المتشرّعة كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي "

وتعليقا على هذا نقول أن المصطلح لم يستعمل فى القرآن واستعماله القرآنى ينافى كون الصحابة هو المسلم أو المؤمن فالصحبة قد تكون صحبة الكفار كما قال تعالى :
"قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
وقد تكون صحبة مسلمين كما فى قوله تعالى :
"إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"
ومن ثم فإطلاق كلمة الصحابة على المسلمين إطلاق خاطىء ولذا استعمل الله فى القرآن ألفاظ أخرى لا تدل على الشركة بين المسلم والكافر مثل المسلمين المؤمنين المتقين المحسنين ........
ثم تناول الرجل ما سماه ضابط معرفة الصحابى فقال:
"3 ـ ضابطتهم لمعرفة الصحابي ومناقشتها:
بالإضافة إلى ما ذكرنا عرّف مترجمو الصحابة بمدرسة الخلفاء ضابطة لمعرفة الصحابي كما نقلها ابن حجر في الإصابة وقال:
وممّا جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابياً وإن لم يرد التنصيص على ذلك، ما أورده ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق لا بأس به: أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة
والرواية التي جاءت من طريق لا بأس به بهذا الصدد، هي التي رواها الطبري وابن عساكر بسندهما عن سيف عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قال فيها:وكانت الرؤساء تكون من الصحابة حتى لا يجدوا من يحتمل ذلك وفي رواية أُخرى عند الطبري عن سيف قال:
إنّ الخليفة عمر كان لا يعدل أن يؤمّر الصحابة إذا وجد من يجزي عنه في حربه، فإن لم يجد ففي التابعين بإحسان، ولا يطمع مَن انبعث في الرواة في الرئاسة "

وقد ناقش العسكرى هذا الضابط عند أهل السنة فقال :
"4ـ مناقشة ضابطة معرفة الصحابي:
إنّ مصدر الروايتين هو سيف المتّهم بالوضع والزندقة
وسيف يروي الضابطة عن أبي عثمان، وأبو عثمان الذي يروي عن خالد وعبادة في روايات سيف، تخيّله سيف، يزيد بن أسيد الغساني، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة ومهما تكن حال الرواة الذين رووا هذه الروايات وكائناً من كان، فإنّ الواقع التاريخي يناقض ما ذكروا فقد روى صاحب الأغاني وقال:أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولاّه قبل أن يصلّي لله ركعة واحدة وتفصيل الخبر في رواية بعدها عن عوف بن خارجة المرّي قال:والله إنّي لعند عمر بن الخطاب في خلافته إذ أقبل رجل أفحج أجلح أمعر يتخطّى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر فحيّاه بتحية الخلافة فقال له عمر: فمن أنت؟ قال: أنا امرؤ نصراني، أنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي، فعرفه عمر، فقال له: فما تريد؟ قال: الإسلام فعرضه عليه عمر، فقبله ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشام من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه "ويخالفه ـ أيضاً ـ ما في قصة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده، وقصته كما في الأغاني والإصابة بترجمته ما يلي:أسلم علقمة على عهد رسول الله وأدرك صحبته ثمّ ارتدّ على عهد أبي بكر، فبعث أبو بكر إليه خالد ففرّ منه قالوا: ثمّ رجع فأسلم
وفي الإصابة:شرب الخمر على عهد عمر فحدّه فارتدّ ولحق بالروم فأكرمه ملك الروم، قال له: أنت ابن عمّ عامر بن الطفيل، فغضب وقال: لا أراني أُعرف إلاّ بعامر فرجع وأسلم وفي الأغاني والإصابة واللفظ للأول:
لمّا قدم علقمة بن علاثة المدينة وكان قد ارتدّ عن الإسلام، وكان لخالد بن الوليد صديقاً، فلقيه عمر بن الخطاب في المسجد في جوف الليل، وكان عمر يشبّه بخالد، فسلّم عليه وظنّ أنّه خالد فقال له: عزلك؟ قال: كان ذلك قال: والله ما هو إلاّ نفاسة عليك وحسداً لك فقال له عمر: فما عندك معونة على ذلك؟قال: معاذ الله، إنّ لعمر علينا سمعاً وطاعةً وما نخرج إلى خلافه فلمّا أصبح عمر أذن للناس فدخل خالد وعلقمة فجلس علقمة إلى جنب خالد، فالتفت عمر إلى علقمة، فقال له:
أيه يا علقمة أنت القائل لخالد ما قلت؟ فالتفت علقمة إلى خالد، فقال:
يا أبا سليمان أفعلتها؟ قال: ويحك! والله ما لقيتك قبل ما ترى، وإنّي أراك لقيت الرجل قال: أراه والله ثمّ التفت إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! ما سمعت إلاّ خيراً قال: أجل، فهل لك أن أُولّيك حوران
قال: نعم فولاّه إيّاها فمات بها، فقال الحطيئة يرثيه "

وزاد في الإصابة:فقال عمر: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا كان ما نقلناه هو الواقع التاريخي، غير أنّ علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول الله (ص) ، وأدخلوا في عداد الصحابة مختلقات سيف بن عمر المتّهم بالزندقة ممّا درسناه في كتابنا "خمسون ومائة صحابي مختلق"
العسكرى ينتقد ضابط أهل السنة بكون من روى الرواية زنديق وضاع للروايات وهو ما يقال عما استشهد به فى انتقاده للضابط بأنه يستشهد بكتاب الأغانى للأصفهانى وهو ليس كتاب حديث ولا سيرة ولا فقه وإنما كتاب جمع الروايات من العصور المختلفة ورواته متهمون فى الغالب بحيث أنه فى النهاية لا تسلم رواية فى الكتاب من وجود متهم مجروح أو أكثر فيها

ومن ثم فما انتقده على القوم وقع فيه هو
تبقى كلمة هى أن الضابط المذكور وهو رئاسة الصحابة لغيرهم تناقض كتاب الله فى كون الرئاسة فى المسلمين عقدها الله لكل من أنفق وجاهد قبل فتح مكة على من أسلموا بعدها وعلى من فتحت بلادهم ومن ثم فما يروى عن تولية الخلفاء أيا كان اسمهم هو كذب وافتراء عليهم فما يقدرون على مخالفة أمر الله فى قوله:
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"
فالدرجة وهى تولى المناصب كان مقصورا على المهاجرين من كل البلاد وعلى الأنصار فقط
ثم ناقش العسكرى عدالة الصحابة عند الفريقين فقال :



رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس