[جمال الشرباتي]

قال تعالى

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ )

وقواعد البيت الحرام أساساته --وصياغة الآية تدلّ على أنّها كانت موجودة قبل إبراهيم عليه السلام --


قال البعض هي قواعد بناها آدم عليه السلام مع بنائه للبيت ثمّ تهدّم في طوفان نوح

قال آخرون هي قواعد بيت أنزله الله لآدم ليطوف به كما كان يطوف حول العرش في السماء ثم رفع البيت أيّام الطوفان وبقيت قواعده--

وقد وردت أخبار بذلك ----

والحقيقة أنّ الأخبار التي وردت بذلك لا نستطيع أن نعتمدها لأنّها ليست نصّا من الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم --

لذلك لن نذكرها--كما لم يذكرها ابن عاشور رحمه الله في تفسيره للآية --

إلّا أننا نقول بأنّها قواعد كانت موجودة قبل إبراهيم وهو رفعها--

بقي أن نذكر نقطة بلاغيّة نحويّة ذكرها المفسّر ابن عاشور وهي

(وللإشارة إلى التفاوت بين عمل إبراهيم وعمل إسماعيل أوقع العطف على الفاعل بعد ذكر المفعول والمتعلقات، وهذا من خصوصيات العربية في أسلوب العطف فيما ظهر لي ولا يحضرني الآن مثله في كلام العرب، وذلك أنك إذا أردت أن تدل على التفاوت بين الفاعلين في صدور الفعل تجعل عطف أحدهما بعد انتهاء ما يتعلق بالفاعل الأول، وإذا أردت أن تجعل المعطوف والمعطوف عليه سواء في صدور الفعل تجعل المعطوف موالياً للمعطوف عليه.)

ولتوضيحها نقول--

إذا قلت " رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد" فهما استويا في دورهما في المهمّة التي أنجزت --

وإذا قلت "رفع إبراهيم القواعد وإسماعيل " فالأهميّة تكون لدور إبراهيم في إنجاز العمل أكثر من إسماعيل