عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-11-2009, 11:00 PM   #510
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

هل أحتاج معكِ إلى أن أطلب منكِ ماتتطلع إليه مشاعري .. .. ؟

هل أحتاج إلى أن أدونمدى حاجتي لحنانكِ ..

حتى ترسلين مشاعركِ عبر ..موجه قصيره ..

لألتقطها في مكاني ..

فهل نحتاج معاً إلى جهاز إرسال ..

ليتم توجيه المشاعر ..على نفس الموجه .. .. ؟!

( .. .. ) !
؟
البدء بالأسلوب الاستفهامي المعبر عن الاستنكار جاء ليعبر عن أسئلة توحي بالقدر الذ ي يشعر به المحب بهذا الجفاء من محبوبته إلا أن الحب يؤثر في هذا الانفعال ليغير طريقة التعبير وتتخذ من مرادفات الحياة العادية وسيلة للتعبير عما بالدخائل . لذلك تغدو هذه المشاعر إحدى منتجات ثورة الاتصالات ، ويغدو القلب هو ذلك الجهاز الخاص بالإرسال ، والحب هو هذه الموجة المنشودة .


إن المشاعر .. لاتدون في قائمة .. فهناك فارق بين قائمة الطعام .. وقائمةالإحساس ..

فالأولى تحتاج إلى أقرب مركز تمويني ..

والأخرى لاتحتاجإلا لضبط مؤشر .. قلبكِ على موجة عواطفي .. ..

المرسله إليكِ وحدكِ
..!
ويستمر عزف المبدع على نفس الوتر إذ تبدو المحبوبة وكأنها غير مقتنعة أو أفعالها تدل على عدم الاقتناع بما يقوله ليفرق لها بين الشيئين وهو شيء منطقي لا يحتاج إلى توضيح لكن مشاعر الحب حينما تصاغ بأسلوب طريف فإن ذلك يعبر عن رحابة العلاقة الإنسانية بين الطرفين والتي تجعل المبدع يستخدم –ممزاحة وتساهلاً – لغة هذه الحياة الدارجة ، ليس فقط من باب إثبات توغلها في الحياة العامة وإنما لأن التدليل يقتضي إفراد المرأة ببعض ما تختص به من خبرات ومعارف ولعل الحكمة أتت تجعل الطريق إلى قلب المرأة بادئًا من مطبخها . وليس أدل على هذا الحب من استخدامه علامات التعجب ، والعلاقة بين الموجة والمؤشر والقلب والعواطف يبدو فيها هذا القدر الكبير من إتقان تكامل البيئة التشبيهية ومراعاة النظير .



..
تعبت من الإنتظار .. رغم وجودكِ في حياتي طيلة الوقت .. .. ..
ومع هذه البساطة نجد أن فكرة ألم الانتظار حاضرة بقوة من خلال إثبات هذا الوجود للمحبوبة،فهي
موجودة طيلة الوقت في حياته لكنها ليست بين يديه وهذا هو الذي يجعل للانتظار دلالة غير تقليدية إذ هو ليس انتظارًا لإثبات وجودها وإنما لإثبات اتحادها به وقربها بالشكل الذي يشبع لواعج الشوق في داخله ، ذلك الوجود الشكلي الذي يفتقد إلى جوهره.

*
ومضه :

لإن كلام القواميس مات ..

لإن كلام المكاتيب مات ..

لإن كلام الرويات مات ..

أريد أن أكتشف طريقه أحبك فيها بلا .. كلمات .. !!؟
كانت الخاتمة ذكية للغاية بها مسحات نزارية وفيها تأتي الكلمات مشتقة من بيئة الأوراق (القواميس- المكاتيب- الروايات) ليعبر بها المبدع عن هذه المشاعر التي ربما يجدها تجيدها على الأوراق ولكنها على أرض الواقع ليست كذلك .
رغم بساطة الموقف واعتيادته (حب ، ورسائل) إلا أن المبدع استطاع أن يجعل من هذه البيئة الحداثية أداة لإيصال فكرته غير أنه مع ذلك عاد ليتمرد عليها ليصبح للحب طريقة بلا كلمات ، إنها العيون والمشاعر التي لا تستطيع أن تخفيها . في النص تبدو بعض الومضات والتي تعبر عن جوانب لفظية معينة مثل (ومضة) فكأنه يخاطبها ويخفض صوته عند هذه الكلمة ليلفت انتباهها إلى أهمية ما سوف يحدثها عنه ، وكأن ثمة نفورًا يشعر به جعله يؤكد لها في النهاية على هذه الطريقة التي لا تحتاج إلى كلمات ، إنها العين وكفى بها دليلاً .
عمل جيد أحييك عليه أخي العزيز دمت مبدعًا وفقك الله .
تمت بحمد الله 100 خاطرة ، وكل عام أنتم بخير




__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-12-2009 الساعة 02:39 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس