عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-07-2008, 04:10 PM   #13
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

مسألة وحدة الوجود .
الله هو الخالق فلابد من وجود الخلق وهم مظاهر قدرته .
فالله تعالي أثبت لنفسه جل في علاه أنه الظاهر والباطن .
فنحن نري الخلق خلقا بأفعالهم وطباعهم وصفاتهم ونري الخالق خالقا بصفاته وأفعاله وأحكامه .
ولاخلط في هذا بين الخلق والحق .
فالله في الكتاب المنزل علي قلب النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه أسند فعلا للعبد وفي الحديث ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل فسيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أسند فعل القرب للعبد المتقرب .
وأبواب القرب متعددة وكثيرة منها قراءة القرآن بتدبر وتفهم ويسبقه الورع والخوف والتقوي .
ومنها الذكر ونحن مأمورون به فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون .
ومنها الصيام والصدقة والزكاة والحج والعمرة والطواف والسعي .
والمرأة عندنا امرأة والرجل رجل لابد من الإلتزام بحدود ماشرع الله تعالي ولايطلق الخاص علي العام فأمرنا الله تعالي بغض البصر وحفظ الفرج وعدم اتباع الهوي وخطوات الشيطان فعلي العبد أن يلتزم ويطيع .
والخلق مظاهر تجليات الحق جل في علاه فنري أناسا تبدو عليهم علامات الخشية والقرب من الله تعالي أيا كان مشربهم ومذهبهم فالنور الإلهي لايخفي علي أحد حتي علي غير المسلمين حينما رأي الكفار الملائكة النورانية في غزوة بدر .
ولما قال مولانا جل في علاه . وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولارطب ولايابس إلا في كتاب مبين .
القدر الإلهي عظيم وكبير ولايدركه سابق منا ولا لاحق فالله يقول في سورة الزمر . وماقدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالي عما يشركون . وأريد أن أقول إذا كانت الأرض والسموات بحجمها الكبير والعظيم غابت في يمين الله تبارك وتعالي فهل يعقل أن الله العظيم يحل في أحد أو أن يحل فيه أحد تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا
ولكنها مظاهر تجليه جل في علاه علي العبد بدليل .
ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا . هنا حدوث التجلي للجبل وهو مظهر من مظاهرتجليات الحق تدكدك الجبل من التجلي الربوبي حيث قال مولانا فلما تحلي ربه . وخر العبد الموسوي من آثار التجليات الربوبية صعقا .
فليس معني التجلي لنبي الله موسي أنه صار هو أي الله ولكن الله يثبت لسيدنا موسي الأفعال الآتية . جاء . قال . أرني . انظر . خرّ . أفاق . تبت . أما ربنا تبارك وتعالي فقال . وكلمه . قال . تجلي . جعله . ......... ومن هنا نتبين أن الربّ ربّ والعبد عبد .
والله يقول في آية الكرسي . الله لاإله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم . إلا أن قال جل جلاله . وسع كرسيه السموات والأرض . وقال الشيخ ابن عباس رضي الله عنه أن السموات والأرض بالنسبة للكرسي مثل الحلقة في الفلاة فغابت السموات والأرض في ملكوت الحق .
ليس عندنا أمر معتقدي في وحدة الوجود ولا الحلول والإتحاد .
إذا قسا علينا الخلق فنحن نعتبر هذا بلاءا من الحق . ولوشاء لسلطهم عليكم ليبتليكم . وإذا انبسط الناس لنا فربما هي علامة التيسير من الحق جلّ جلاله .
قضية شغفي بهند كم يزيد صبابتي وبغير حب لن يكون وصولا .
كل الخلق حجاب عن الحق ولايشغل العبد في قربه ووصوله للحق سبحانه وتعالي لا هند ولا زينب
ولكن عندنا في اللغة التورية والمجاز كعادة الشعراء العرب القدامي مثل كعب بن زهير لما قال . بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .
وغيره من الشعراء العرب القدامي ولكن حينما نري الخلق فإنهم دلائل الحق ومظاهر قدرته وإبداعه جل جلاله .
فالشعر الذي نكتبه ليس فيه شئ مما قالته الأخت الحقيقة من حلول أو أتحاد أو وحدة للوجود .
ونحن لن نريد أن نفتح ملفات الخوض والجدل بالنسبة لمشايخ الصوفية واختلاف أهل السلف معهم قديما وحديثا لأن كل واحد سيتحيز ويتحزب لما يحب ويؤمن ويعتقد .
ولكن بيننا جميعا كأمة واحدة قواسم مشتركة فإلهنا واحد ونبينا واحد ونحن نجل ونحترم مشايخ أهل السلف القدامي والمحدثين مثل الشيخ ابن تيمية رحمه الله وأحسن الله إليه وكذلك الشيخ ابن القيم رحمه الله وأحسن الله إليه الذي قام بشرح منازل السائرين للشيخ المتصوف اسماعيل الهروي بفهم ورؤية واضحة وسعة في الأفق والمشايخ المحدثين الذي يدافعون عن ثغور الدين والشريعة مثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وأحسن الله إليه .
والمشايخ الآخرين من أهل السلف جزاهم الله خيرا فهم يقفون علي ثغر من ثغور الإسلام وكذلك هناك مشايخ صوفية فقهاء ومعتدلون في فكرهم ومعتقدهم جزاهم الله خيرا عنا وعن الإسلام والمسلمين .
ودعونا من الخلاف فإنة شقة توغل الصدور والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين .
وشكرا لحضراتكم أن اتسع صدركم لهذه الإطروحة .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس