[المصري]

لماذا لم تعد الفرخة تبيض علي الجدار .....؟

كان المصريون في أفراحهم لهم أهازيج وأغاني خاصة يستدعونها من التراث الشعبي ومن حكايات وقصص الأجداد ومنها أغنية خاصة يقولونها يوم الحنة (اليوم الذي يسبق الزفاف ) وهي أغنية الفرخة باضت علي الجدار
وكان هذا تقدير للفرخة التي كانت مصدر البيض والرزق خصوصاً مع انتشار تربيتها في الريف المصري وكذلك إحتفاءاً بالجدار الذي يحمي ويحيط بالمنزل ويعطي له الخصوصية والأمان ...
سألت نفسي اليوم لماذا اختفت هذه الأغنية الجميلة ولم يعد أحد يرددها فوجدت أن هناك أسباب منعت الفرخة من أن تبيض علي الجدار فبالتالي من الأمانة آلا نردد أغنية لحدث وفعل أصبح لا يحدث ...
فالفرخة أصبحت لم تبيض علي الجدار للأسباب التالية :

(1) الفرخة أصبحت لاتطيق سماع كلمة جدار بعدما تم إنشاء جدار فولاذي بين مصر وغزة
(2) الفرخة تحتج إجتجاج راقي علي إقامة الجدار الفولاذي فكيف تبيض علي جدار يمكن أن يكون له تأثير سلبي علي أهل غزة
(3) الفرخة تخشي سرقة البيض أو اللعب في البيض كسرطنته أو تهجينه ..
(4) الفرخة بلدي أصيلة وليست فرخة بيضاء...عندها حياء من أن تبيض علي الجدار وهناك جوعي خلف الجدار ينظرون لها فلا تريد أن تجرح مشارعهم خصوصاً وهي تعلم أن بيضها لن يكون لهم ...
(5) الفرخة فقدت الأمل في التغيير فتوقفت عن إنتاج أجيال جديدة من البيض
(6) الفرخة تحتاج لجو من الإستقرار لكي تبيض وهذا منعدم تماماً عند هذا الجدار
(7) الفرخة تخشي أن تصيبها لعنة الجدار
(8) الفرخة ترسل لنا رسالة بأنها وعلي الرغم من كونها فرخة إلا أنها إستطاعت أن تفعل شيء ولو رمزي ضد الجدار وهو الإمتناع أن تبيض علي أي جدار في مصر ...
وأخيراً هناك من يعتقد من علماء الدواجن أن الفرخة تحتاج لعلاج نفسي لإزالة التوتر والإكتئاب التي أصيبت به لتعاود إنتاج البيض مرة أخري علي الجدار وأنا أعتقد أن هذا رأي معتبر فالفرخة لن تبيض مرة أخري علي الجدارإلا بعد أن تتغير الأحوال ويتم إزالة الجدار الفولاذي الذي أساء لكل الجدران
يا سادة حتي الفرخة عايزة تغيير ومناخ صحي لكي تنتج وتبيض ...!

م : هيثم أبوخليل
مدير مركز ضحايا لحقوق الانسان