عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-01-2019, 11:20 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,947
إفتراضي

"فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "المعنى فإذا ركبت أنت ومن معك فى السفينة فقل الطاعة لله الذى أنقذنا من الشعب الكافرين وقل إلهى اسكنى سكنا مقدسا وأنت أفضل المسكنين ،يبين الله للنبى(ص) أنه قال لنوح (ص)فى الوحى فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك والمراد فإذا ركبت أنت ومن معك فى السفينة فقل الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين والمراد فقل الطاعة لحكم الرب الذى أنقذنا من الناس الكافرين وهذا يعنى أنه طلب منه ومن المسلمين أن يحمدوه بسبب إنقاذه لهم وطلب منه أن يقول رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين والمراد اسكنى سكنا مقدسا وأنت أحسن المسكنين وهذا يعنى أن الله طلب منه أن يدعوه طالبا أن يسكنه فى مكان مقدس وهذا يعنى أن المكان الذى رست فيه سفينة نوح(ص)هو مكان مبارك وهو مكة وهذا يعنى أنه عاش فى مكة بعد الطوفان .
"إن فى ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ثم أنشأنا من بعدهم قرناء أخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون "المعنى إن فى ذلك لعبر وإن كنا لمختبرين ثم خلقنا من بعدهم أفرادا أخرين فبعثنا فيهم مبعوثا منهم أن أطيعوا الله ما لكم من رب سواه أفلا تطيعون ؟يبين الله للنبى(ص) أن فى ذلك وهو قصة نوح(ص)مع قومه آيات أى عظات أى عبر للناس ويبين له أنه كان مبتلى أى مختبر الناس بشتى أنواع الاختبارات ليعلم مسلمهم من كافرهم ويبين له أنه أنشأ من بعدهم قرناء أى ناسا أخرين من بعد هلاكهم فأرسلنا فيهم رسولا منهم والمراد فبعثنا لهم مبعوثا منهم فقال لهم اعبدوا أى اتبعوا حكم الله ما لكم من رب غيره والمراد أطيعوا حكم الرب ليس لكم من خالق سواه أفلا تتقون أى "أفلا تعقلون"كما قال بسورة يس وهذا يعنى أنه طلب منهم نفس ما طلب نوح(ص)من قومه وهو عبادة الله وحده وترك عبادة غيره .
"وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الأخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون "المعنى وقال السادة من شعبه الذين كذبوا أى كفروا بجزاء القيامة ومتعناهم فى المعيشة الأولى ما هذا إلا إنسان شبهكم يطعم مما تطعمون منه ويرتوى مما ترتوون منه ولئن اتبعتم إنسانا شبهكم إنكم إذا لمعذبون ،يبين الله للنبى(ص) أن الملأ وهم السادة من قوم أى شعب الرسول (ص)الذين كفروا أى كذبوا حكم الله وهم الذين كذبوا بلقاء الآخرة أى الذين كفروا بجزاء القيامة وأترفهم فى الحياة الدنيا والمراد ومتعهم الله فى المعيشة الأولى مصداق لقوله بسورة القصص "متعناه متاع الحياة الدنيا "قالوا ما هذا إلا بشر مثلكم أى ما هذا إلا إنسان شبهكم يأكل مما تأكلون أى يطعم من الذى تطعمون منه ويشرب مما تشربون أى ويرتوى من الذى ترتوون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون والمراد ولئن اتبعتم حكم إنسان شبهكم إنكم إذا لمعذبون،ونلاحظ أن هذا الرد هو نفسه رد قوم نوح(ص)وهذا يعنى أن ردود الكفار عبر مختلف العصور واحدة وهم هنا يركزون على تساوى الرسول (ص)فى البشرية مع الناس ويجعلون ذلك سبب فى عدم تميزه عليهم ويتناسون متعمدين أنهم تميزوا على الضعاف بالرئاسة والغنى ولم يشركوهم فيهم مع أنهم بشر مثلهم ،أضف لهذا أنهم جعلوا نتيجة طاعة الإنسان خسارة مع أن الضعاف يطيعونهم وهم أناس مثل الإنسان الذى هو الرسول ومن ثم فهم يتعمدون تشويه الحقائق ويهددون الناس بالخسارة وهى التعذيب لردهم عن الدين .
"أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر "المعنى أيخبركم أنكم إذا توفيتم وكنتم غبارا وفتاتا أنكم عائدون محال محال الذى تخبرون إن هى إلا معيشتنا الأولى نتوفى ونعيش وما يدمرنا إلا الزمن ،يبين الله للنبى(ص) أن السادة سألوا الضعاف :أيعدكم أنكم إذا متم والمراد هل يخبركم أنكم إذا توفيتم وكنتم ترابا وعظاما أى رفاتا وفتاتا مصداق لقوله بسورة الإسراء "أإذا كنا عظاما ورفاتا "أنكم مخرجون أى أنكم مبعوثون للحياة مصداق لقوله بسورة الإسراء "أإنا لمبعوثون "هيهات هيهات والمراد مستحيل مستحيل ما توعدون أى تخبرون وهذا يعنى أنهم يطلبون منهم التكذيب بالبعث دون أى حجة أو برهان وهو ما يعنى أن يطيعوا كلامهم مع أنهم ناس مثل الرسول الذى نهوهم عن طاعته وقالوا للضعاف إن هى إلا حياتنا الدنيا أى معيشتنا الأولى والمراد ليس لنا سوى حياة واحدة هى حياتنا فى الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهروالمراد نتوفى ونعيش فى الدنيا وما نحن براجعين للحياة مرة أخرىوالسبب فى موتنا أى دمارنا هو عوامل الزمن وهذا يعنى أنهم يقولون أنهم يعيشون ثم يموتون وبعد ذلك ليس هناك حياة أخرى بعد الموت
"إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين "المعنى إن هو إلا ذكر نسب إلى الله باطلا وما نحن له بمصدقين ،يبين الله للنبى(ص) أن السادة قالوا للضعاف عن رسولهم إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا أى إن هو سوى إنسان نسب إلى الرب باطلا وهذا يعنى أنهم يتهمون الرسول (ص)بتأليف الوحى ثم نسبته لله وقالوا وما نحن له بمؤمنين أى بمصدقين وهذا يعنى أنهم يطلبون منهم أن يكذبوا الرسول كما يكذبونه
"قال رب انصرنى بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قرونا أخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون "المعنى قال إلهى أنجنى بما كفروا بى قال بعد قليل ليكونن متحسرين فأهلكتهم الرجفة بالعدل فجعلناهم حطاما فسحقا للناس الكافرين ثم خلقنا من بعدهم ناسا أخرين ما تتقدم من فرقة موعدها وما يستأجلون ،يبين الله للنبى(ص) أن رسول القوم دعا الله فقال رب انصرنى بما كذبون أى خالقى أيدنى بسبب ما كفروا برسالتى وهذا يعنى أنه طلب من الله أن ينقذه ويعاقب الكفار كما فعل نوح(ص)فقال الله عما قليل ليصبحن نادمين والمراد بعد وقت قصير ليكونن معذبين فأخذتهم الصيحة بالحق والمراد فأهلكتهم الرجفة جزاء عادلا مصداق لقوله بسورة الأعراف "فأخذتهم الرجفة "فجعلناهم غثاء والمراد فخلقناهم حطاما فبعدا للقوم الظالمين أى فسحقا للناس الكافرين والمراد أن العذاب للكفار ثم أنشأنا من بعدهم قرونا أخرين والمراد ثم خلقنا من بعد موتهم قوما أخرين مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وأنشأنا بعدها قوما أخرين "ويبين أن ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون والمراد ما تتقدم من جماعة موعدها وما يستأجلون وهذا يعنى أن لا أحد يموت بعد أو قبل موعده المحدد من الله .
"ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون "المعنى ثم بعثنا مبعوثينا متتابعين كل ما أتى جماعة نبيها كفروا به فألحقنا بعضهم ببعض وجعلناهم قصص فسحقا لناس لا يصدقون ،يبين الله للنبى(ص) أنه أرسل رسله تترا والمراد أنه بعث أنبيائه متتابعين كلما جاء أمة رسولها كذبوه والمراد كلما أتى جماعة نبيها كفروا برسالته فكانت النتيجة أن أتبعناهم أى فألحقناهم بعضهم بعضا فى النار وجعلناهم أحاديث والمراد وجعلناهم قصص تروى لأخذ العظات منها ويبين لهم أن البعد وهو السحق أى العذاب هو لقوم لا يؤمنون أى لا يصدقون بحكم الله.
"ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما عالين قالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين "المعنى ثم بعثنا موسى (ص)وأخاه هارون(ص)بعلاماتنا أى برهان عظيم إلى فرعون وقومه فاستعظموا أى كانوا ناسا ظالمين فقالوا أنصدق لإنسانين شبهنا وشعبهما لنا مطيعون فكفروا بهما فكانوا من المعذبين ،يبين الله للنبى(ص) أنه أرسل أى بعث كل من موسى (ص)وهارون (ص)أخاه إلى فرعون وملائه وهم قومه بآيات الله وهى علامات الله وفسرها بأنها سلطان مبين أى دليل عظيم أى برهان كبير فكان ردهم عليهما هو أن استكبروا أى استنكفوا تصديقهم والمراد استعظموا عليهم وفسر الله ذلك بأنهم كانوا قوما عالين أى شعبا كافرين والمراد أنهم كانوا شعبا مستكبرين فقال فرعون وملائه وهم قومه أنؤمن لبشرين مثلنا أى هل نصدق بإنسانين شبهنا وقومهما لنا عابدون أى وشعبهما لنا مطيعون فكانوا من المهلكين أى المعذبين وهذا يعنى أن الأسباب التى تدعوهم للكفر برسالة موسى (ص)وهارون (ص)هى كونهما ناس مثلهم لا يزيدون عليهم فى شىء بالإضافة إلى أن قومهما عابدون أى مطيعون لهم ومن ثم فإن المعبود لا يصبح عابد فى رأيهم ومن ثم كذبوهما أى كفروا بهما فكانوا من المهلكين وهم المعذبين فى الدنيا والآخرة .
"ولقد أتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون "المعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)الهدى لعلهم يرشدون ،يبين الله للنبى(ص) أنه أتى موسى (ص)الكتاب والمراد أنه أعطاه التوراة وهى الهدى أى الفرقان مصداق لقوله بسورة غافر "ولقد أتينا موسى الهدى "وقوله بسورة الأنبياء "ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان "والسبب لعلهم يهتدون أى يتذكرون أى يطيعون أحكام الكتاب مصداق لقوله بسورة القصص "لعلهم يتذكرون".
"وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "المعنى وخلقنا ولد مريم (ص)ووالدته معجزة وأدخلناهما إلى جنة ذات دوام أى متاع ،يبين الله للنبى(ص) أنه جعل ابن مريم وأمه آية والمراد أنه خلق عيسى ولد مريم (ص)ووالدته مريم (ص)معجزة للناس حتى يؤمنوا وبعد ذلك أواهما إلى ربوة ذات قرار ومعين والمراد أسكنهما بعد الموت فى جنة ذات دوام ومتاع والمراد أدخلهم فى جنة الخلود والنعيم
"يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون "المعنى يا أيها المسلمون اعملوا من النافعات أى اصنعوا حسنا إنى بما تصنعون خبير وإن هذه جماعتكم جماعة متحدة وأنا إلهكم فأطيعون ،يخاطب الله الرسل وهم المسلمين وهذا يعنى أن كل مسلم رسول إلى أى كافر يقابله فيقول كلوا من الطيبات أى اعملوا من الصالحات ويكرر الطلب فيقول اعملوا صالحا أى افعلوا خيرا مصداق لقوله بسورة الحج "افعلوا الخير"ثم يبين لهم أنه بما يعملون عليم أى أنه بما يفعلون خبير مصداق لقوله بسورة النمل "إنه خبير بما تفعلون "وهو تحذير لهم حتى يعملوا الصالح ولا يعملوا السيىء لعلمه بكل شىء ومن ثم حسابهم على ذلك ويبين لهم أن أمتهم وهى جماعتهم أمة واحدة أى جماعة ذات دين متشابه لا يختلف من مسلم إلى أخر ويبين لهم أنه ربهم أى إلههم وعليهم أن يتقوه أى يطيعوا حكمه أى يعبدوه مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وأنا ربكم فاعبدون "والخطاب للمؤمنين.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس