عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-11-2020, 09:18 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

وأما بقية الكتاب فيبدو أنه كلام مختلط فالروايات بعضها لا علاقة له بالتسبيح كالرواية التالية:
1 - حدثنا العباس بن محمد قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : حدثنا سعيد بن زكريا ، عن عنبسة بن عبد الرحمن ، عن المعلى بن عرفان ، عن شقيق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رضي بما قسم الله له دخل الجنة » ."
فهنا لا علاقة للرضا بالمقسوم بالتسبيح ثم ذكر أقوال أتت فى المصحف من الجذر سبح فقال :
"وقوله : سبحانه عما يشركون ، و سبحانه هو الغني ، كل ذلك أصله ما وصفته لك . وقوله : سبح اسم ربك ، أي نزه اسمه عن غير ما سمى به نفسه . وقوله : فسبح بحمد ربك ، أي ادعه بأسمائه ، فنزهه بها عما قاله المخالفون . وكل ما كان في القرآن من قوله : فسبح بحمد ربك ، و سبح اسم ربك ، فمعناه كله : نزهه ، وعظمه من غير ما وصف الله به نفسه . وقوله في سورة الرعد : ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، أي كل ينزهه ويعظمه بأسمائه ، وأسماء الله صفات له ، وصفات الله مدح . وكل من ذكر الله باسم من أسمائه فقد أطاعه ، إذا وصفه بصفته التي رضيها لنفسه ونفى سواها عنه . وكذلك قوله في الحجر : فسبح بحمد ربك ، وقوله في سورة النمل : سبحان الله عما يشركون ، أي تعظيما له ، وتنزيها عن إشراكهم به . ولست ترى ذكر سبحان في سائر القرآن إلا ومعها إثبات ونفي ، فالإثبات لأسمائه التي هي صفاته ، والنفي فيما سوى ذلك ، فتأمله تجده في سائر القرآن . "
ويصر نفطويه على أن التسبيح هو تنزيه الأسماء وهو كلام خاطىء فما الفائدة من تنزيه الأسماء مع الإشراك بالأعمال فمعنى يسبح الرعد بحمده أى يطيعه الرعد بحكمه والملائكة ومعنى سبحان الله عما يشركون هو الطاعة لله وليس ما يطيعون من دونه
وأكمل كلامه قائلا :
"كذلك قوله : ويجعلون لله البنات سبحانه ، وقوله : سبحان الذي أسرى بعبده ، أي تنزيها له ، وتعظيما عن قول المكذبين بأنبائه على ألسنة أنبيائه . وكذلك قوله : سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، فهذا إثبات منه عز وعلا التسبيح من السماوات والأرض ، وأنه لا يفقه تسبيحهم إلا هو ، وإن شاء أن يعلم بعض خلقه بعض ذلك التسبيح علمه ، كما قال : علمنا منطق الطير ، فهذا مما لا يفقهه خلقه ، وإن شاء أن يعلمه إنسانا علمه"
وكلمه سبحان وسبحانه تعنى الطاعة
له وطاعته واجبة وحده

ثم ذكر رواية ما يقوله طائر الدراج وهو الرحمن على العرش استوى وهو ليس تسبيحا كلاميا حتى لعدم وجود اى كلمة من جذر سبح فى الجملة وهى :
2 - حدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا أبو خزيمة العابد قال : حدثنا عيسى بن ميمون ، عن محمد بن الصباح ، عن كعب قال : « صياح الدراج في السماء : الرحمن على العرش استوى »
وما قيل فى الرواية السابقة يقال فى الرواية التالية:
3 - حدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن قال : حدثنا مخلد بن عبيد ، عن فرقد السبخي قال : « مر سليمان بن داود عليه السلام بديك يصيح ، فقال : أتدرون ما يقول هذا الديك ؟ يقول : يا غافلين اذكروا الله » ."
ثم ذكر أقوال أخرى من المصحف فقال:
"وقوله في سورة مريم : سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، فهذا مع قصة عيسى عليه السلام ، وما ادعي في أمره مما نفاه الله . وقوله : فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ، أي اذكروا الله بأسمائه . والوحي هاهنا ، إنما هو إعلام من زكريا ، وقد ضرب على لسانه ، وذلك قوله : إلا رمزا ، والرمز : الإيماء ، والحركة . قال جرير : أمسى يرمز حاجبيه كأنه ذيخ له بقصيمتين وجار الذيخ : ذكر الضبع . فالإيحاء هاهنا في قصة زكريا : إعلام بغير كلام . وقد حكي أنه خط لهم في الأرض ، ولعمري ما تمنع اللغة من هذا أن يكون أعلمهم بأي جنس كان ، من غير أن يكلمهم . قال النجاشي : يخططن بالبطحاء وحيا علمنه على أنه أعيا على كل كاتب"
والفقرة السابقة لم يفسر فيها كلمة سبحانه وسبحوا إلا بنفس المعنى وهو تنزيه الأسماء وأتى فيها بكلام غريب لا علاقة بالموضوع ثم تعرض لأقوال أخرى فقال :
"وقوله في سورة طه : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار يوصيه بالأوقات : ابتداء النهار ، وآخره ، وأطرافه ، وآناء الليل ، وهي أوقاته : واحدها إنى وإني وإنو ، وأنشد أحمد بن يحيى : حلو ومر كعطف القدح مرته بكل إنى حداه الليل ينتعل وقوله : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون ، فهذه أوقات الصلاة . والصلاة الوسطى : العصر . وقوله : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ، فقد أمر الله عز وجل بالتسبيح ، ثم ذكر أوقاتا يحض على التسبيح فيها"
وما سبق مثل وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس يعنى وأطع حكم ربك ليلا وبقية الاية ونهارا وكذلك الأمر فى قوله فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون فمعناه فالطاعة لله فى المساء وفى الصباح
قم ذكر روايات تفسر الأواب بالمسبح وهو كلام صحيح وهى :
4 - حدثني الحنيني قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : كل له أواب قال : « مسبح لله »

5 - حدثنا إسحاق بن وهب العلاف ، ومحمد بن يونس ، قالا : حدثنا أبو داود الطيالسي قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : يا جبال أوبي معه قال : « سبحي معه » قال أبو عبد الله : فكل من عظم الله وكبره ودعاه بأسمائه فهو مسبح له"
ثم ذكر أن التسبيح وبعض الأقوال أفضل من الدنيا كلها فقال :
"6 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس » . قال أبو عبد الله : فقد بينت لك معنى التسبيح ، ومعنى أسماء الله عز وجل أنها صفات له ومدح ، فكل من دعاه باسم من أسمائه فقد أطاعه ومدحه وعظمه وسبحه"

والكلام هنا خاطىء فليس كل من دعاه باسم من أسمائه فقد أطاعه ومدحه وعظمه فالطاعة ليست كلام بالأسماء وإنما هى قول وفعل يصدقه كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
ثم ذكر روايات لا علاقة بها بموضوع التسبيح فقال :
7 - حدثنا العباس بن محمد قال : حدثنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس أحد أغير من الله ؛ ولذلك حرم الفواحش . وليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل » . وقوله : فاذكروني أذكركم ، أي : اذكروني بأسمائي ، وعند تصرفكم وأحوالكم ، أذكركم برحمتي"
8 - حدثنا العباس بن محمد قال : حدثنا يعلى بن عبيد قال : حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، في قوله : ولمن خاف مقام ربه جنتان قال : « من خاف مقام الله »

9 - حدثنا محمد بن عيسى الواسطي قال : حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، عن أبي الأحوص ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : ولمن خاف مقام ربه جنتان قال : « هو أن يذكر الله عند المعصية فينحجز »
10 - حدثنا محمد بن عبد الملك قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا فضيل ، عن عطية ، في قوله : ولذكر الله أكبر قال : « ذكر الله العبد أكبر من ذكر العبد لله »"

وأما الرواية الأخيرة فى الكتاب فهى:
"11 - حدثنا محمد بن عبد الملك قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا فضيل ، عن عطية ، في قوله : فلولا أنه كان من المسبحين قال : « قبل ذلك » قال أبو عبد الله : يعني أنه كان يذكر الله في الرخاء ، فلما ذكره عند الشدة أنجاه ، ألا ترى أن فرعون لما أدركه الغرق قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، فقال الله تبارك وتعالى : آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين . فلم يكن فرعون يذكر الله في الرخاء ، فلم يقبله في الشدة حين رأى بأسه . وكان يونس عليه السلام يذكر الله في الرخاء ، فأعانه في وقت الشدة ، وأنجى قومه من العذاب ، بعد أن قد أظلهم ، ولم يفعل ذلك بغيرهم من الأمم ، ألا تسمع إلى قوله عز وجل : فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ، فقال الله تبارك وتعالى : فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده ، أي هذه سنة الله ، فمن أهلك من الأمم إذا رأوا بأسه آمنوا ، ولو كانوا آمنوا بذلك الوعيد قبل وقوعه لنفعهم . وأما قوله عز وجل : فأصبحوا نادمين ، فأخذهم العذاب ، ذهب ناس من الناس إلى أن فيه تقديما وتأخيرا : فأخذهم العذاب فأصبحوا نادمين ، والآية يخرج معناها على ظاهره ، فيكون : فعقروها فأصبحوا نادمين لما أظلهم العذاب ، ورأوا علامات ذلك قبل أخذه إياهم ، ثم أخذهم"
فالمسبحين تعنى المطيعين وليس مجرد من يردد كلمة سبحان الله ونجد أن الرجل يذكر كلاما غريبا لا علاقة له بالتسبيح كغرق فرعون
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس