عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-01-2019, 10:20 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

"إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون "المعنى إنما يصدق بأحكامنا الذين إذا أبلغوا بها كانوا طائعين أى عملوا بحكم خالقهم وهم لا يعصون تتباعد أجسامهم عن المراقد يطيعون خالقهم رعبا وحبا أى من الذى أوحينا لهم يعملون ،يبين الله لنبيه(ص)أنما يؤمن بآياتنا والمراد إنما يصدق بأحكام الله الذين إذا ذكروا بها والمراد الذين علموا بالأحكام أى "إذا يتلى عليهم "كما قال بسورة الإسراء خروا سجدا والمراد كانوا متبعين للأحكام وفسر هذا بأنهم سبحوا بحمد ربهم أى عملوا بحكم وهو اسم إلههم مصداق لقوله بسورة الواقعة "فسبح باسم ربك"وفسر هذا بأنهم لا يستكبرون أى لا يخالفون حكم الله وهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع أى تتباعد أجسامهم عن المراقد وهى الفرش والمراد لا ينامون إلا قليلا وهم يدعون ربهم أى يطيعون حكم إلههم خوفا أى رهبا أى خشية عذابه وطمعا أى حبا أى رغبا فى جنته مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ويدعوننا رغبا ورهبا " وفسر هذا بأنهم مما رزقناهم ينفقون والمراد من الذى أوحينا لهم يعملون .
"فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" المعنى فلا تعرف نفس الذى أعد لهم من سكن قلوب ثواب لما كانوا يصنعون،يبين الله لنبيه (ص)أن كل نفس فى الدنيا والمراد كل كافر لا يعلم ما أخفى للمسلمين من قرة أعين والمراد لا يدرى الذى أعد فى الغيب للمسلمين من سكن نفس جزاء بما كانوا يعملون أى ثواب أى نزل لما كانوا يصنعون مصداق لقوله بسورة آل عمران "ثوابا من عند الله "وقوله بسورة السجدة "نزلا بما كانوا يعملون"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون"المعنى هل من كان مصدقا كمن كان مكذبا لا يتساوون فى الجزاء ،يسأل الله :أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا أى هل من كان مصدقا بحكم الله كمن كان مكذبا بحكم الله لا يستوون أى لا يتساوون فهؤلاء أصحاب الجنة وأولئك أصحاب النار مصداق لقوله بسورة الحشر"لا يستوى أصحاب الجنة وأصحاب النار أصحاب الجنة هم الفائزون".
"أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون "المعنى أما الذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات فلهم حدائق السكن ثوابا لما كانوا يحسنون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فلهم جنات المأوى وهى حدائق النعيم مصداق لقوله بسورة لقمان"لهم جنات النعيم"نزلا بما كانوا يعملون أى جزاء أى ثواب لما كانوا يحسنون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة السجدة "جزاء بما كانوا يعملون"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون "المعنى وأما الذين كفروا فمقامهم الجحيم كلما أحبوا أن يبعدوا عنها ارجعوا فيها وقيل لهم اطعموا عقاب الجحيم الذى كنتم به تكفرون،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين فسقوا أى كفروا بحكم الله مأواهم وهو مكانهم الأخروى هو النار أى جهنم وهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها والمراد كلما أحبوا أن يبعدوا عن غمها أعيدوا فيها والمراد ارجع لهم الغم وهو العذاب مصداق لقوله بسورة الحج"كلما أرادوا أن يخرجوا من غم"ويقال لهم ذوقوا عذاب النار والمراد اعلموا ألم الجحيم الذى كنتم به تكذبون أى تكفرون فى الدنيا .
"ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون "المعنى ولنصيبهم من العقاب القريب قبل العقاب العظيم لعلهم يتوبون،يبين الله لنبيه(ص)أنه سوف يذيق الكفار من العذاب الأدنى والمراد سوف ينزل عليهم من العقاب القريب وهو الدنيوى دون العذاب الأكبر والمراد قبل العقاب العظيم فى الآخرة والسبب لعلهم يرجعون أى يتوبون عن كفرهم أى لعلهم يسلمون أى "لعلهم يتذكرون "كما قال بسورة الدخان.
" ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون"المعنى ومن أكفر من الذى أبلغ بأحكام خالقه ثم كذب بها إنا من الكافرين منتصرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأظلم وهو الكافر هو الذى إذا ذكر بآيات ربه أى إذا أعلم بأحكام إلهه كفر أى ثم أعرض عنها أى صدف عنها "كما قال بسورة الأنعام والمراد كفر بها ويبين له أنه من المجرمين منتقم أى أنه على الكافرين منتصر أى للظالمين معذب والخطاب وما قبله للنبى(ص)وما بعده وما بعده.
"ولقد أتينا موسى الكتاب فلا تكن فى مرية من لقائه وجعلناه هدى لبنى إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"المعنى ولقد أعطينا موسى (ص)التوراة فلا تصبح فى تكذيب من جزائه وشرعناه نفع لأولاد يعقوب(ص)واخترنا منهم قوادا يحكمون بحكمنا لما أطاعوا وكانوا بأحكامنا يصدقون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه أتى أى أوحى لموسى (ص)الكتاب وهو التوراة أى الفرقان مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان"ويطلب من رسوله(ص)ألا يكن فى مرية من لقائه والمراد ألا يصبح فى كفر بجزاء الله والقول هنا يبدو محشورا وسط الآية بلا سبب فهى تتحدث عن موسى(ص)وقومه بينما القول يتحدث عن لقاء الله ،ويبين له أنه جعل الكتاب هدى والمراد نفع لبنى إسرائيل وجعل منهم أئمة والمراد واختار منهم قادة يهدون بأمر الله والمراد يحكمون بالحق وهو حكم الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق "والسبب أنهم صبروا أى أطاعوا حكم الله وكانوا بآياتنا يوقنون والمراد وكانوا بأحكامنا يؤمنون أى يصدقون مصداق لقوله بسورة الأعراف"والذين هم بآياتنا يؤمنون".
"إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون"المعنى إن إلهك هو يقضى بينهم يوم البعث فيما كانوا به يكذبون ،يبين الله لنبيه (ص)أن ربه وهو خالقه يفصل أى يحكم بينهم يوم القيامة أى البعث مصداق لقوله بسورة البقرة "فالله يحكم بينهم يوم القيامة "فيما كانوا فيه يختلفون والمراد فى الذى كان الكفار به يكذبون .
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون "المعنى هل لم يعلموا كم دمرنا من قبلهم من الأمم يسيرون فى بلادهم إن فى ذلك لعبر أفلا يفهمون ؟يسأل الله :أو لم يهد والمراد هل لم يعرفوا كم أهلكنا من قبلهم القرون والمراد"كم قصمنا من قرية "كما قال بسورة الأنبياء يمشون فى مساكنهم والمراد يسيرون فى بلادهم وهى بيوتهم والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا أن الله دمر الكثير من الأمم بسبب كفرهم وفى ذلك وهو تدمير الأمم الكافرة آيات أى عبر لمن يريد الاعتبار ويسأل أفلا يسمعون أى "أفلا يبصرون"كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال إخبارنا أنهم مستمرون فى كفرهم وهو عدم سمعهم لحكم الله وعملهم به .
"أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون "المعنى هل لم يعلموا أنا ندفع المطر إلى الأرض الميتة فننبت به نباتا تطعم منه أنعامهم وذواتهم أفلا يفهمون ؟يسأل الله :أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز والمراد هل لم يعرفوا أنا ننزل المطر على الأرض الميتة فنخرج به زرعا والمراد فننبت به نباتا تأكل والمراد تطعم منه أنعامهم وهى حيواناتهم وأنفسهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا أن الله هو الذى يعيد الحياة للأرض الميتة بالماء ويسأل أفلا يبصرون أى "أفلا يسمعون "كما قال بنفس السورة والمراد أنهم لا يؤمنون بحكم الله والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون "المعنى ويقولون متى هذه الوعد إن كنتم عادلين قل يوم الوعد لا يفيد الذين كذبوا تصديقهم ولا هم يرحمون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار يقولون متى هذا الفتح وهو الموعد أى القيامة إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم بوقوعها مصداق لقوله بسورة سبأ"متى هذا الوعد"وهذا يعنى سؤالهم عن موعد حدوث القيامة ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول يوم الفتح أى القيامة وهو القضاء العادل لا ينفع الذين كفروا أى ظلموا إيمانهم أى معذرتهم وهو تصديقهم مصداق لقوله بسورة لقمان"فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم "وهم لا ينظرون أى "ولا هم ينصرون"كما قال بسورة البقرة والمراد لا ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يعرض عن الكفار أى يتولى عنهم أى يترك طاعة دينهم وأن ينتظر أى يترقب حدوث العذاب فيهم إنهم منتظرون أى مترقبون حدوث العذاب مصداق لقوله بسورة الدخان"فارتقب إنهم مرتقبون"والخطاب للنبى(ص)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس