عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-01-2019, 10:49 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي تفسير سورة العنكبوت

سورة العنكبوت
سميت بهذا الاسم لذكر بيت العنكبوت فيها فى قوله "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت "
"بسم الله الرحمن الرحيم ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "المعنى إن حكم الرب النافع المفيد هو العدل،أظن الخلق أن يدعوا أن يقولوا صدقنا وهم لا يبتلون ولقد ابتلينا الذين من قبلهم فليعرفن الرب الذين صدقوا وليعرفن الكافرين ،يبين الله لنا أن اسمه أى حكمه وهو الرحمن الرحيم أى النافع المفيد هو ألم أى العدل ،ويسأل الله أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون والمراد هل اعتقد البشر أن يذروا أن يقولوا صدقنا الوحى وهم لا يبتلون؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الله يفتن أى يختبر الناس بالضرر والخير مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ونبلوكم بالخير والشر فتنة"إذ قالوا آمنا أى صدقنا بوحى الله ولا يتركهم أى ولا يدعهم يؤمنون فى سلام ،ويبين لنا أنه فتن الذين من قبلهم والمراد أن الله اختبر الناس الذين عاشوا من قبلهم ويبين لنا أنه يعلم الذين صدقوا أى آمنوا بحكم الله ويعلم الكاذبين وهم الكافرين مصداق لقوله بنفس السورة "وليعلمن الذين آمنوا" والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون"المعنى هل ظن الذين يفعلون الخطايا أن يقهرونا ؟ قبح ما يقولون،يسأل الله أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا والمراد هل اعتقد الذين يصنعون الذنوب أن يغلبونا ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن صانعى الخطايا وهى الكفر لا يسبقوا الله أى لا يقهروا الله والمراد لا يمنعوا عن أنفسهم عذاب الله،ويبين لنا أنهم ساء ما يحكمون والمراد قبح الذى يعملون مصداق لقوله بسورة التوبة "إنهم ساء ما كانوا يعملون ".
"من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم "المعنى من كان يريد ثواب الرب فإن ثواب الرب لقادم وهو الخبير المحيط،يبين الله أن من كان يرجو لقاء الله وهو من كان يريد رحمة الرب مصداق لقوله بسورة الزمر"يرجو رحمة الله"فإن أجل الله لآت والمراد فإن وعد أى رحمة الرب لقادمة أى لواقعة مصداق لقوله بسورة الأنعام"إن ما توعدون لآت"والله هو السميع العليم أى الخبير المحيط بكل شىء .
"ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين "المعنى ومن شكر فإنما يشكر لمنفعته إن الرب لعال على الخلق،يبين الله أن من جاهد أى أطاع حكم الله أى شكر الله فإنما يجاهد لنفسه والمراد فإنما يطيعه لمصلحته أى فإنما يشكر الله لمنفعته مصداق لقوله بسورة النمل"من شكر فإنما يشكر لنفسه"ويبين لنا أنه غنى عن العالمين أى عال على الخلق والمراد غير محتاج للخلق فى أى شىء والخطاب للناس هو وما قبله .
"والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذى كانوا يعملون "المعنى والذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات لنمحون عنهم ذنوبهم ولنعطينهم ثواب أفضل الذى كانوا يفعلون،يبين الله أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى فعلوا الحسنات يكفر الله عنهم سيئاتهم والمراد يزيل الله عنهم خطاياهم ويجزيهم أحسن ما كانوا يعملون والمراد ويعطيهم أجرهم بأصلح ما كانوا يفعلون مصداق لقوله بسورة النحل"ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "وهذا يعنى أنه يدخلهم الجنة والخطاب وما بعده للناس.
"ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "المعنى وأمرنا المرء بأبويه معروفا وإن أغوياك لتعبد معى الذى ليس لك فيه وحى فلا تتبعهما إلى معادكم فأخبركم بالذى كنتم تفعلون ،يبين الله أنه وصى الإنسان بوالديه حسنا والمراد أنه أمر الفرد بأبويه عدلا وهذا يعنى أن يعاملهما بالمعروف مصداق لقوله بسورة لقمان "وصاحبهما فى الدنيا معروفا "ويبين للفرد أن الأبوين إن جاهداه والمراد خدعاه والمراد أمراه أن يشرك بالله والمراد أن يعبد مع الرب ربا أخر ليس له به علم والمراد ليس له فى إباحة عبادة الرب المزعوم وحى من عند الله فالواجب هو ألا يطعهما أى ألا يتبع كلامهما،ويبين للناس أنه إليه مرجعهم وهو عودتهم لجزاء الله فينبئهم بما كانوا يعملون والمراد فيبين لهم ما كانوا يفعلون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النحل"وليبينن لكم يوم القيامة "وهذا يعنى أنه يعطى كل واحد كتاب عمله فيرى فيه كل عمله فى الدنيا .
"والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم فى الصالحين "المعنى والذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات لنسكننهم مع المحسنين،يبين الله أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات يدخلهم مع الصالحين والمراد يسكنهم فى رحمته وهى جنته مع المسلمين السابقين مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وأدخلناهم فى رحمتنا إنهم من الصالحين "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى فى الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما فى صدور العالمين "المعنى ومن الخلق من يقول صدقنا فإذا عذب فى الرب جعل ضرر الخلق كضرر الرب ولئن أتى نفع من إلهك ليقولن إنا كنا ناصريكم ،أليس الرب أدرى بالذى فى نفوس الخلق؟يبين الله لنبيه(ص) أن من الناس وهم الخلق من يقول آمنا أى صدقنا حكم الله ،فإذا أوذى فى الله والمراد فإذا أصيب بضرر من أجل نصر دين الله جعل فتنة الناس كعذاب الله والمراد ساوى أذى الخلق بأذى الرب الدائم ،وهم إن جاء نصر من الرب والمراد وهم إن أتى نفع من الله قالوا للمسلمين:إنا كنا معكم أى ناصرين لكم فأعطونا من نفع الله الذى أعطاكم ،ويسأل الله أو ليس بأعلم بما فى صدور العالمين أى أليس الله بأعرف بالذى فى نفوس الخلق مصداق لقوله بسورة الإسراء"ربكم أعلم بما فى نفوسكم "؟والغرض من السؤال هو إخبار المنافقين بعلم الله بالذى يخفونه فى نفوسهم وسيحاسبهم عليه والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين "المعنى وليعرفن الرب الذين صدقوا وليعرفن المذبذبين،يبين الله لنبيه(ص)أنه يعلم أى يعرف الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ويعلم المنافقين أى ويعرف المذبذبين بين الكفر والإسلام ويفسره قوله بنفس السورة "وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ".
"وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شىء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون"المعنى وقال الذين كذبوا للذين صدقوا أطيعوا ديننا ولنأخذن عقاب سيئاتكم وما هم بآخذين من عقاب سيئاتهم من بعض إنهم لمفترون وليعلمن خطاياهم وخطايا مع خطاياهم وليعاقبون يوم البعث عما كانوا يزعمون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله قالوا للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله:اتبعوا سبيلنا أى أطيعوا حكمنا والمراد اعتنقوا ديننا ولنحمل خطاياكم والمراد ولنأخذ عقاب سيئاتكم إن كان هناك عقاب لها ،وهذا يعنى أنهم يطلبون من المسلمين اتباع حكمهم وسوف يتحملون عقاب الذنوب التى يرتكبها المسلمون بعد كفرهم ،ويبين الله له أنهم ما هم بحاملين من خطاياهم من شىء والمراد أنهم ما هم بآخذين من سيئاتهم من عقاب والمراد أن لا أحد يتحمل عقاب ذنوب أحد عند الله مصداق لقوله بسورة الإسراء"ولا تزر وازرة وزر أخرى "ويبين له أنهم يحملون أثقالهم والمراد يعلمون بذنوبهم وهى أوازرهم وأثقالا مع أثقالهم والمراد ويعلمون ذنوب مع ذنوبهم وهى أوزار مع أوزارهم فالحمل هو العلم مصداق لقوله بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها "فالمعنى مثل الذين علموا التوراة ثم لم يعملوا بها، وهذا يعنى أنهم سوف يعرفون بأوزار أنفسهم والكافرين معهم مصداق لقوله بسورة النحل"ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم " ويبين له أنهم يسألون عما كانوا يفترون والمراد يعاقبون عن الذى كانوا يعملون مصداق لقوله بسورة النحل"ولتسئلن عما كنتم تعملون"والخطاب للنبى(ص)وما بعده .
"ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين "المعنى ولقد بعثنا نوحا(ص)إلى شعبه فبقى فيهم ألف عام إلا خمسين سنة فأهلكهم الماء وهم كافرون فأنقذناه وركاب الفلك وجعلناها عبرة للخلق،يبين الله أنه أرسل أى بعث نوح(ص)إلى قومه وهم شعبه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما والمراد بقى معهم يدعوهم للإسلام تسعمائة وخمسين سنة فأخذهم الطوفان والمراد فأغرقهم الماء وهم ظالمون أى مكذبون بآياتنا وأنجيناه وأصحاب السفينة والمراد وأنقذناه ومن معه فى الفلك مصداق لقوله بسورة يونس"فنجيناه ومن معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا"وقد جعلها الله آية للعالمين والمراد وقد جعل الله قوم نوح(ص)عبرة للناس يعتبرون بما حدث لهم مصداق لقوله بسورة الفرقان"وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس