عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-01-2019, 10:50 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

"وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"المعنى وأرسلنا إبراهيم (ص)وقت قال لشعبه أطيعوا الرب أى اتبعوه ذلكم أفضل لكم إن كنتم تعقلون ،يبين الله أنه أرسل إبراهيم (ص)لقومه وهم شعبه فقال لهم اعبدوا الله أى اتقوه والمراد أطيعوا حكم الله أى اشكروه مصداق لقوله بسرة العنكبوت"واعبدوه واشكروا له"ذلكم وهو الطاعة لحكمه الله خير لكم أى أحسن أجرا لكم إن كنتم تعلمون أى تعقلون مصلحتكم والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون"المعنى إنما تطيعون من سوى الرب أصناما أى تطيعون افتراء ،إن الذين تدعون من سوى الرب لا يعطون لكم نفعا فاطلبوا من الله النفع وأطيعوه أى اتبعوا حكمه إليه تعودون،يبين الله أن إبراهيم (ص)قال لقومه:إنما تعبدون من دون الله أوثانا أى إن الذى تدعون من سوى الله أصناما مصداق لقوله بسورة النحل"والذين تدعون من دون الله "وفسر هذا بأنهم يخلقون إفكا أى يفترون كذبا وهو أن الأصنام آلهة والمراد يطيعون الباطل الذى اخترعوه مصداق لقوله بسورة الأنعام"وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة "إن الذين تعبدون أى تدعون أى تطيعون من دون أى من سوى الله لا يملكون لكم رزقا أى لا يعطون لكم نفعا وهذا يعنى آلهتهم لا تنفعهم ،فابتغوا عند الله الرزق والمراد فاطلبوا من الله العطاء وهو النافع لأنه الرازق واعبدوه أى اشكروا له والمراد فأطيعوا حكم الله إليه ترجعون أى إلى جزاء الله تعودون بعد الموت أى "إليه تقلبون"كما قال بنفس السورة .
"وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين "المعنى وإن تكفروا فقد كفرت جماعات من قبلكم وما على المبعوث إلا التوصيل السليم للوحى،يبين الله للناس:إنهم إن يكذبوا فقد كذب أمم من قبلهم والمراد "إن يكفروا"كما قال بسورة الزمر فقد كفرت جماعات ممن سبقكم وهذا يعنى أنهم يفعلون مثل كل الأمم السابقة وهو الكفر عدا قوم يونس(ص)وقال وما على الرسول إلا البلاغ المبين وما على النبى إلا التذكير الأمين وهذا يعنى أن مهمة النبى (ص)هى توصيل الوحى للناس كما نزل له بالضبط والخطاب للناس.
"ألم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير"المعنى ألم يعرفوا كيف يخلق الرب المخلوق ثم يرجعه إن ذلك على الرب هين ،يسأل الله :ألم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده والمراد ألم يعلموا كيف يحيى الرب المخلوق ثم يبعثه مرة أخرى ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الناس عرفوا قدرة الله على الإحياء والبعث وذلك وهو الإحياء والبعث على الله يسير أى سهل أى هين مصداق لقوله بسورة مريم"هو على هين "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشىء النشأة الآخرة إن الله على كل شىء قدير "المعنى قل سافروا فى البلاد فاعلموا كيف استهل الإنشاء ثم الله يبدع المرة الأخرى إن الرب لكل أمر يريده فاعل،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس سيروا فى الأرض والمراد امشوا فى البلاد فانظروا أى فاعلموا التالى كيف بدأ الخلق والمراد كيف أبدع الله المخلوق أول مرة من خلال مشاهدتكم لخلق الله للأشياء ثم الله ينشىء النشأة الآخرة والمراد ثم الرب يخلق المرة القادمة وهذا يعنى أن الله يعيد الخلق مرة ثانية بعد الموت ،إن الله على كل شىء قدير والمراد إن الرب لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد".
"يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين فى الأرض ولا فى السماء وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير"المعنى يعاقب من يريد وينعم على من يريد وإليه ترجعون وما أنتم بغالبين فى الأرض ولا فى السماء وما لكم من سوى الله من واق أى منقذ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :الله يعذب من يشاء ويرحم من يشاء والمراد الله يضل أى يعاقب من يريد وهو الكافر وينعم أى يهدى من يريد وهو المنيب له مصداق لقوله بسورة الرعد"الله يضل من يشاء ويهدى إليه من أناب"وفسر هذا بقوله وإليه تقلبون والمراد وإلى جزاء الله ترجعون بعد الموت وما أنتم بمعجزين والمراد ولستم بقاهرين لعقاب الله أى بمانعين للعذاب فى الأرض ولا فى السماء وما لكم من دون الله من ولى أى نصير أى واق أى مانع من العذاب مصداق لقوله بسورة الرعد"ما لكم من الله من ولى ولا واق"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمته وأولئك لهم عذاب أليم"المعنى والذين كذبوا بأحكام الرب وحسابه أولئك قنطوا من نفعى وأولئك لهم عقاب شديد،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول والذين كفروا بآيات الله أى و"الذين كذبوا بآياتنا" كما قال بسورة الأعراف والمراد والذين خالفوا أحكام الرب أولئك يئسوا من رحمته أى قنطوا من نفعه والمراد كذبوا بجنته وأولئك لهم عذاب أليم والمراد"ولهم عذاب عظيم"كما قال بسورة النحل وهذا يعنى أن لهم عقاب شديد عند الله والخطاب للنبى(ص)ونلاحظ قطعا بالآيات السابقة لقصة إبراهيم(ص)ثم عودة له وهو تغيير لمواضع الآيات الأصلى.
"فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون"المعنى فما كان رد شعبه إلا أن قالوا :اذبحوه أى احرقوه فأنقذه الرب من النار إن فى ذلك لعبر لناس يصدقون ،يبين الله أن جواب قومه والمراد أن رد فعل شعبه على دعوته هو أنهم قالوا لبعضهم :اقتلوه أى احرقوه والمراد "فألقوه فى الجحيم "كما قالوا بسورة الصافات وهذا يعنى أن يميتوه بالنار فكانت النتيجة أن أنجاه الله من النار والمراد أن أخرجه الرب من النار سليما مصداق لقوله بسورة الصافات"قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم"وفى ذلك وهو إنقاذ إبراهيم من حرق النار(ص)لآيات لقوم يؤمنون والمراد لبراهين على قدرة الله لناس يعقلون مصداق لقوله بسورة الروم"إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون ".
"وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم فى الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين "المعنى وقال إنما اخترعتم من سوى الرب أربابا حبا بينكم فى المعيشة الأولى ثم يوم البعث يكذب بعضكم بعضا ويسب بعضكم بعضا ومقامكم الجحيم وما لكم من منقذين ،يبين الله أن إبراهيم (ص)قال لشعبه :إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم فى الحياة الدنيا والمراد إنما اخترعتم من سوى الله أربابا رغبة منكم فى متاع المعيشة الأولى ،وهذا يعنى أن سبب اختراعهم عبادتهم غير الله هو أن يبيحوا لأنفسهم متاع الحياة الأولى ،ثم يوم القيامة وهى البعث يكفر أى يكذب بعضكم بعضا والمراد يتبرأ كل منكم من الأخر ويلعن بعضكم بعضا والمراد ويطلب كل منكم للأخر زيادة العذاب ومأواكم النار والمراد ومقامكم جهنم مصداق لقوله بسورة آل عمران"ثم مأواكم جهنم "وما لكم من ناصرين أى ليس لكم من أولياء ينقذونكم مصداق لقوله بسورة هود"وما لكم من دون الله من أولياء".
"فآمن له لوط وقال إنى مهاجر إلى ربى إنه هو العزيز الحكيم "المعنى فصدق به لوط(ص)وقال إنى منتقل إلى إلهى إنه هو القوى القاضى ،يبين الله أن لوط(ص)آمن أى صدق برسالة إبراهيم (ص)وحده من الرجال وقال إبراهيم (ص)إنى مهاجر إلى ربى والمراد إنى منيب إلى خالقى أى إنى مطيع دين إلهى وحده إنه هو العزيز الحكيم والمراد إنه هو الغالب القاضى بالعدل .
"ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب وأتيناه أجره فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين "المعنى وأعطينا له إسحاق(ص)ويعقوب(ص)ووضعنا فى نسله الحكمة أى الوحى وأعطيناه ثوابه فى الأولى وإنه فى القيامة مع المحسنين ،يبين الله أنه وهب أى أعطى إبراهيم (ص)ابنه إسحاق (ص)ولإسحاق (ص)ابنه يعقوب(ص)وجعل الله فى ذريته النبوة وهى الكتاب والمراد ووضع الرب فى نسل إبراهيم (ص)وهم أولاده الوحى وهو الحكمة مصداق لقوله بسورة النساء"فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة "وأتيناه أجره فى الدنيا والمراد وأعطيناه ثوابه وهو نصره ومنه الإصطفاء فى الأولى وإنه فى الآخرة وهى القيامة لمن الصالحين والمراد مع المحسنين فى الجنة مصداق لقوله بسورة البقرة "ولقد اصطفيناه فى الدنيا وإنه فى الآخرة من الصالحين".
"ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين "المعنى وأرسلنا لوطا (ص)حين قال لشعبه إنكم لترتكبون الزنى ما ارتكبه من أحد من الناس أإنكم لتزنون بالرجال وتؤذون فى الطريق وتفعلون فى مجلسكم الحرام فما كان رد شعبه إلا أن قالوا هات لنا عقاب الرب إن كنت من العادلين بقولك ،يبين الله أنه بعث لوطا (ص)إلى قومه فقال لهم إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين والمراد أترتكبون الزنى بالرجال ما فعلها أحد من قبلكم من الناس ؟وهذا يعنى أن قوم لوط(ص)أول من ناك الرجل منهم الرجل من خلق الله ،أإنكم لتأتون الرجال والمراد أإنكم لتنيكون الذكور وتقطعون السبيل والمراد وتؤذون فى الطريق وهذا يعنى أنهم يؤذون المارة بنيكهم وتأتون فى ناديكم المنكر والمراد وتفعلون فى مجالسكم الفاحشة ؟وهذا يعنى أنهم كانوا ينيكون بعضهم فى البيوت وفى الطريق وفى مجالسهم دون حياء من بعضهم ،فكان جواب قومه وهو رد شعبه عليه هو أنهم قالوا :ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين والمراد جئنا بعقاب الرب الذى وعدتنا إن كنت من المرسلين مصداق لقوله بسورة الشعراء"ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين "وهم العادلين فى قولهم ،وهذا يعنى أنهم يطلبون عقاب الله وليس أن يفقههم دينهم .
"قال رب انصرنى على القوم المفسدين "المعنى قال إلهى ساعدنى على الناس الكافرين،يبين الله أن لوط(ص)دعا الله فقال رب انصرنى على القوم المفسدين والمراد أنقذنى من أذى الناس الكافرين مصداق لقوله بسورة البقرة "فانصرنا على القوم الكافرين ".
"ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين "المعنى ولما أتت ملائكتنا إبراهيم (ص)بالخبر قالوا إنا مدمروا سكان هذه البلدة إن سكانها كانوا كافرين ،يبين الله أن الرسل وهم المبعوثين من الملائكة لما جاءت قالت لإبراهيم (ص)البشرى وهى الخبر السار بولادة ابن له قالوا له :إنا مهلكوا أهل هذه القرية والمراد إنا مدمروا شعب هذه البلدة إن أهلها كانوا ظالمين والمراد إن شعبها كانوا مجرمين مصداق لقوله بسورة هود"وكانوا مجرمين "وهذا يعنى أنهم أتوا لتدمير قوم لوط(ص)بسبب ظلمهم وهو كفرهم.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس