عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-01-2011, 10:13 PM   #34
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

استشراء ظاهرة اختطاف الأطفال الرضع من المستشفيات وخاصة في بغداد بسبب فشل الحكومة في السيطرة على الوضع المتدهور.

يشهد العراق الجريح منذ الاحتلال الغاشم عام 2003، ووجود الحكومات الفاشلة التي تشكلت في ظله، العديد من الظواهر الشاذة التي لم يألفها الشعب العراقي خلال تأريخه الطويل الذي يمتد إلى آلاف السنين.. ومن بين هذا الظواهر السلبية التي مازال معظم العراقيين يعانون منها ويخشون حدوثها في أي وقت، ألا وهي ظاهرة اختطاف الأطفال من قبل عصابات متخصصة غالبية عناصرها من النساء، لاسباب كثيرة على رأسها الحصول على الأموال من خلال ابتزاز ذوي الطفل المخطوف ومساومتهم على دفع ما تسمى (الفدية).. فقد بلغت عمليات اختطاف الأطفال التي شهدتها أنحاء متفرقة من العراق خلال الفترة الواقعة بين الأول من كانون الثاني والسادس عشر من تشرين الأول عام 2009، 177 عملية اختطاف، ( 72 ) منها في العاصمة بغداد وحدها.




وفي هذا المجال اعترف اللواء (ضياء ساهي) مدير عام ما تسمى التحقيقات الجنائية بوزارة الداخلية الحالية في تصريح نشر مؤخرا بأن معظم عمليات الاختطاف تستهدف الأطفال حديثي الولادة، وإن غالبية عناصر عصابات الخطف هم نساء ولا سيما اللائي يعملن في مستشفيات الولادة. وأوضح ساهي إن هناك أكثر من جهة تدفع الأموال لهذه العصابات بينها العائلات الثرية التي تبحث عن أطفال تتبناهم وخاصة الأطفال الرضع.. مؤكدا أنه تم في الآونة الأخيرة اعتقال 40 شخصا من تلك العصابات التي غالبا ما تقوم بخطف الأطفال من داخل البيوت، معظمهم كان من النساء سواء أثناء الاختطاف أم احتجاز الطفل المختطف.. وأشار إلى أنه تم إلقاء القبض على سبع نساء في أحدث عصابة اختطاف بمدينة السماوة مركز محافظة المثنى، حيث عثر في حوزتهن على أربعة أطفال تم اختطافهم بهدف الابتزاز وطلب الفدية.



وفي هذا الإطار يتناقل سكان العاصمة بغداد العديد من قصص الاختطاف التي تشترك فيها النساء، اللائي يكون دورهن إما إغواء الطفل والطلب منه مساعدتها بحمل أمتعة أو السير معها إلى مكان قريب ليجد الطفل نفسه وسط عصابة تقوم بتكميم فمه ووضعه داخل سيارة، أو تقوم المرأة بوضع الطفل تحت عباءتها، يساعدها في ذلك عناصر العصابة الذين يراقبون عملية الاختطاف عن كثب، لحين الوصول إلى الوكر المخصص للاحتفاظ بالأطفال المخطوفين.. وبالرغم من الأخبار التي تتداولها وسائل إلا علام المحلية عن ظاهرة اختطاف الأطفال، إلا أن عمليات الاختطاف وأسماء المخطوفين وعائلاتهم يسودها التعتيم الذي عزاه المراقبون والصحفيون إلى التهديدات التي يوجهها الخاطفون إلى أسر الأطفال المختطفين وإجبارهم على عدم التحدث لوسائل الإعلام المختلفة.. وإزاء ما تقدم فان هذه الظاهرة الخطيرة التي أكدت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنها طالت أكثر من ( 900 ) طفل خلال العام الماضي تضاف إلى الآفات الأخرى المستشرية في المجتمع العراقي نتيجة فشل الأجهزة الحكومية المختلفة في السيطرة على الأوضاع المتدهورة التي تسير منذ نحو ثماني سنوات من سيئ إلى أسوأ.


اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس