عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2011, 10:44 PM   #19
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

واستمرت تلك الدولة من سنة 1920م الى 1936م، وقد كانوا دائماً شوكة في ظهر المسلمين وعوناً للمستعمرين ،فيما عدا قلة منهم مثل البطل الشيخ صالح العلي الذي كن مناضلاً ضد الفرنسيين لتحرير سورية ، ولكن العلويين أصيبوا بخيبة أمل عندما قررت فرنسا منح السوريين الإستقلال بعد أن شعرت بصعوبة حكم السوريين ، فطلب النصيريون من الفرنسيين عدم الرحيل عن سوريا لأنهم يريدون البقاء تحت الإنتداب الفرنسي ولايريدون التعايش مع المسلمين ، فطمأنتهم فرنسا بأنها سترعاهم وستسلمهم أهم مرافق الدولة وهومرفق الأمن والجيش ، وفعلاً ظلت فرنسا تعمل معهم قبل الإستقلال وبعده حتى تمكنوا بعد عدة انقلابات من الإستيلاء على الحكم في سوريا بفضل دعم الفرنسيين والدول الغربية لهم. وبفضل غباء السنة الذين تخلوا عن مذهبهم واندفعوا خلف الشعارات القومية والليبرالية والإشتراكية وغيرها تقرباً منهم لأحد المعسكرين الشيوعي السوفييتي أو الغربي الأمريكي . ،وحينما وقعت الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1967 عقد العسكريون العلويون اتفاقاً سرياً مع الإسرائليين يقضي بتسليمهم هضبة الجولان السورية دون قتال. وقد توج هذا الإتفاق في عام 1970م بتدبير إنقلاب عسكري استولى من خلاله حافظ الاسد على السلطة في سورية ليكون الشعار بعد ذلك "مع الأسد إلى الأبد " مما يعني توريث حكمه لأبنائه وأبناء أبنائه من بعده ،ملغياً كل الشعارات الكاذبة حول الديموقراطية والإختيار الشعبي والمشاركة بالحكم . وازداد بعد ذلك نفوذ الأسد وابناؤه وطائفته في الجيش والمؤسسات السورية، واصبحت لهم الاولوية في التوظيف في المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية، واصبح رؤساء اجهزة المخابرات الاربعة «العسكرية، السياسية، الجوية، المخابرات العامة» من ابناء الطائفة، واستمر تعيين ضباط كل القطع العسكرية وقادتها من الطائفة النصيرية «العلوية» التي لا تمثل الا نسبة قليلة فقط من سكان سورية.وأخذوا يستبعدون الضباط السنة تدريجياً عن الجيش . وحينما قامت ثورة الخميني في إيران هلل لها الأسد لأنه ـ رغم استنزافه للمساعدات والمعونات العربية ـ فإنه كان من قرارة قلبه يكرههم ويحتقرهم لأنهم من أهل السنة ،واعتبر أنها عوناً له على أهل السنة ، وحارب جنوده جنباً إلى جنب مع القوات الإيرانية ضد العراق ، وفتح الباب واسعاً لتشييع السوريين السنة ،وحينما هلك الأب حافظ ورث الحكم من بعده لإبنه بشار كرئيس للجمهورية على أن يكون أخوه ماهر الحاكم العسكري الفعلي لسوريا ،وعلى أن تتوزع المناصب والمصالح الإقتصادية بين أفراد عائلته والمقربين إليها من العلويين ، فاشتد تلاحم العهد الجديد مع الإيرانيين للتنكيل بأهل السنة وملاحقة معارضي النظام الإيراني ولنشر التشيع الصفوي بين السوريين مع إعطاء حزب الله وحركة أمل الشيعية وأعوانهما صلاحيات حكم لبنان والتحكم به وتشييع أل السنة فيه . فلم يكتف العلويون والإيرانيون والحزبين الشيعيين بقتل الشهيد رفيق الحريري ،ولكنهم مضوا في توريط لبنان في حروب عبثية لم تجن وراءها إلا الدمار والخراب . ويقمع اليوم هؤلاء النصيريون الشعب السوري بكل مالديهم من وسائل القتل والتعذيب والتشريد والتجويع والمطاردة والحرب النفسية والإعلامية ،بينما كان للمخابرات الإيرانية وحزب الله اليد طولى في البطش وقمع ذلك الشعب المغلوب على أمره, واليوم نجد علويين منشقين عن عائلة حافظ أسد بسبب عدم قناعتهم بتحكم إيران بهم وبسبب محاولات عائلة أسد تحويل العلويين إلى شيعة وإلى مجرد آلات تخدم إمبراطورية آل الأسد المالية،وبسبب الإختلاف بين الأخوين حافظ ورفعت الأسد ،وبسبب تحول بعض العلويين للمذهب السني بعد اكتشافهم أنهم ينتمون إلى عقيدة باطلة من أساسها التاريخي والعقائدي وأن عقيدتهم تحولت إلى سجود لبشار الأسد وطواف حول قبر وأصنام والده .
فيا إخواننا السنة يامن خدعتم كثيراً بشعارات لم تعد عليكم إلا بالفرقة والثبور ، فكروا ولو مرة بنصرة عقيدتكم مثلما يتمسك الآخرون بعقائدهم ، وضعوا أيديكم بيد إخوانكم المسلمين السنة في كل مكان مثلما يفعل غيركم من أبناء العقائد الأخرى ، فإخوانكم السوريون حين حصدهم المارق النصيري ماهر الأسد بعصاباته النصيرية فروا إلى تركيا حيث الحكم السني الذي احتضنهم . ونقول لزعمائنا العرب إن الوقائع أثبتت عجزكم عن حل أي مشكلة صغيرة أو كبيرة ولم تستطيعوا حتى الإعتراض على مجازر بشار ضد شعبه ،وماتت جامعتنا العربية منذ لحظة إنشائها ،والشعوب بدأت تعرض عنكم وتتجه إلى أي دولة قوية تحميها من إستعمار عمائم التشيع المجوسي الإيراني وأعوانه وخلاياه في الدول العربية والإسلامية .فلاغرابة أن تهفوا قلوب المسلمين والعرب لتركيا بعد أن كان ذلك بعيداً عن تفكير حتى العرب الذين يسكنون في تركيا فقد أثبتت تركيا أردوغان بأنها دولة قلبها على الحكام السنة وعلى المسلمين وغير المسلمين بشتى مذاهبهم ، وأصبحت مقبولة حتى لدى العلمانيين لأنها تنتهج المنهج السني العلماني الذي يرضي حتى غير أهل السنة ، ففكروا يازعمائنا بمنهج جديد تواجهون به قوى البغي في إيران وسوريا وحزب الله ودولة الحوثيين الصفويين التي أنشأتها إيران في اليمن ،ونحن لانرى إمكانية عندكم لتحقيق ذلك إلا بالتخلي عن أفكار الجامعة العربية العقيمة والإتجاه إلى التحالف مع إخواننا الأتراك الذين فتحوا مخيمات لإيواء ورعاية إخواننا في سوريالذين يعانون من بطش النصيريين السوريين والذين يمدون يد العون لإخواننا الليبيين والذين تحدوا الحصار الإسرائيلي على غزة ...إلخ . وإذا اعترض الإنتهازيون والمارقون من العرب على هذا التعاون والتحالف الإقتصادي والعسكري مع إخواننا الأتراك بحجج قومية أو دينية فعلى دول مجلس التعاون إتخاذ مبادرة فردية نحو ذلك التقارب مع تركيا ،لأن زعماء الدول العربية غير الخليجية كانوا ولايزال دورهم يقتصر على طلب المساعدات والمنح والقروض الخليجية بحجة صرفها على رفاهية شعوبهم ثم يتبين أنهم أغنى من الزعماء الخليجيين أنفسهم بعد أن سرقوا تلك الأموال الموجهة أصلاً لمساعدة شعوبهم .وقد أثبت غزو صدام للكويت بأنهم أول من أنكر الجميل ووقفوا مع صدام لأنه دفع لهم أكثر ، فكيف تتوقعون من هؤلاء الزعماء اللصوص التفكير في مواجهة الهلال المجوسي الذي ستكونون أيها الخليجيون أول ضحاياه ؟ فبادروا أيها الزعماء الأجلاء بمد يد التعاون المدروس مع إخوانكم سنة تركيا وحتى باكستان ، فالإستعمار المجوسي قادم لامحالة ، وقد كشفت لكم الأحداث الأخيرة أن آل أسد وحزب الله وحركة أمل وأحزاب التشيع الإيراني العراقية وسياسي أفورقي ورئيس جزر القمر وغيرهم من المرتزقة يفتحون جيوبهم لكم لتملئونها نقوداً ،أما قلوبهم فلايفتحونها إلا إلى إيران .وقد أعذر من أنذر .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس