عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2009, 05:32 AM   #376
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لا تستبق ..... فــ الوقت كــ عادته تأخر


تحترف الصمت

هذا التعبير مستخدم وهناك ما يشابهه كاحتراف الموت والغياب، لكنه
تعبير جيد عن شدة الصمت ويلعب دورًا في إشعار القارئ بذكاء
هذا الصامت والغاية التي يصمت من أجلها كما أنها تعطي احتمالاً
بأن هذا الصامت يبدو على سجيته مما يجعل الحب لعبة غير
ناجحة لاختلاف طباعهما ..!!
سياستك المعهودة ....
في تعذيبي ...
فاتكَ .... أن للصمت ضجيج
يلتقطه رادار .... القلوب


هذا التعبير مميز للغاية للصمت ضجيج وهو يعبر عن شدة استغراق في الصمت
وتتابعه حتى يبدو وكأنه مزعج لشدة ما ملأ المكان .إن من عناصر التمكن في الإبداع
استخدام الأشياء بدلالة عكسية وهذا يفجر الكثير من المفاجآت التي تخالف توقع المتلقي،
وتحقق الدهشة لأنها تعبر عن تغير تام في طبائع الأشياء.



...... أدمنتك " سجنا "
يَغتالُ " حريتي "
وأدمنتني .... " حرية "
حين تخنقك ... " السجون"

عنصر المقابلة بين الطرفين واستخدام لفظ الإدمان زاد من قوة العمل لأنه
أعطى للتناقض دوره في إبراز المأساوية في الحالة ويعبر عن طبيعة الأنثى
وتعلقها الجنوني بالغير والذي يبلغ حد التلذذ بهذا التعذيب .

..... تهوى الرقود على " أهدابي "
......... تتوضأ بــ " دمعي "
ولا تَذرفُ " دمعة "
لتقتل .... ظمائي
...!!!

عنصر المقابلة أتى مرة أخرى ليشعِِر القارئ باستمرار التناقض ،وكانت الصور
المجازية جيدة وتنحو منحى تشكيليًا شيئًا ما .ويلاحظ في النص أن استخدام ضمائرالمخاطب
تهوى ،تتوضأ ، تقتل كان مفيدًا حالة من الإيثار للغير حتى في العتاب لم تبدأ بذكر أفضالها
ولا مأساتها وتعبير تقتل ظمئي بدلاً من تروي ظمئي إذ أن الظمأ هو الشوق .
وفي الغالب لا يكون المحب متمنيًا رؤية مدامع محبوبه لكن هنا كان استخدام هذا التعبير
مناسبًا لحالة العتاب .

وتقترب ساعات " الرحيل "
حيث مرتع الكبرياء
أداوي جروح ..... عزة مجروحة
بـــ خنجر جليدك ..... المغروس
بـــ خاصرة العشق العفيف!!!


هذه التعبيرات كانت الاستعارة فيها غير موفقة فلا وجه للشبه بين الجليد
ولا الخاصرة وكذلك خاصرة العشق تعبير غير مستساغ.




لا .... لا تقترب
ولا ..... تقطع طريق الرحيل
فــــ صوت الوجع بات مسموعا
وكبرياء العزة لا يقبل القسمة
الا على الرحيل!!!


ميز هذه الأسطر ارتفاع الإيقاع وتغير الحالة النفسية إلى الكبرياء وكان
استخدام لفظة الكبرياء في الأسطر الماضية تمهيدًا جيدًا لردة الفعل ،
ونكون في هذه الأسطر كأننا بإزاء مشهد سينمائي يجمع بين الفانتازيا
والحقيقة كأنها تتخيل ردة فعله ومحاولة اعتذاره .
تعبير كبرياء العزة لا يقبل القسمة إلا على الرحيل
كان مميزًا للغاية وأجمل ما
ميزه هو الاستخدام اللغوي الذي يتسم بالمرونة وخلط لغة الخطاب الرسمي
بلغة العشق ليأتي لنا عصير جمالي فيه خصوصية من حيث الاستفادة من
مفردات الحياة كلها وصبها في التعبيرات الوجدانية .



ولكن ..... قبل الرحيل ...
تذّكر .....
كَذب من قال ...
أن الحب أعمى ....
ربما لا يبصر ... ولكنه
حاد البصيرة!!!


كانت الرؤية والخاتمة متميزتين ، إذ أن الاستفادة من عنصر الجناس
بين البصر والبصيرة كانت حاضرة وكانت فلسفة الحب تنبيء عن فهم
عال لطبيعة مشاعر العشاق وكان المقصود به أن "قلب المحب لا يخطئ".
وإن كنت لا أفضل استخدام كلمة البصيرة حتى لا تتناقض مع البصيرة
في الدين وهي الوعي .وكان عنصر التكثيف مساعدًا على أن تكون
النهاية بالحكمة مما يجعل علوقها بالذهن أمرًا حتميًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس