عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-01-2019, 11:04 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي تفسير سورة النور

"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين "المعنى لولا حين علمتم به اعتقد المصدقون والمصدقات نفعا وقالوا هذا زور واضح ،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات فى عهد النبى (ص)أن الواجب الذى كان عليهم عندما سمعوه أى علموا بالإتهام هو أن يظن المؤمنون والمؤمنات خيرا والمراد أن يعتقد المصدقون والمصدقات بحكم الله فى قلوبهم نفعا وهو كذب القول لعدم وجود شهود فيقولوا هذا إفك مبين أى هذا كذب أى بهتان عظيم مصداق لقوله بنفس السورة "هذا بهتان عظيم" والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين
"لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون "المعنى هلا أتوا عليه بأربعة حضور فإن لم يجيئوا بالحضور فأولئك هم المفترون ،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات أن الواجب عليهم أن يقولوا لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء والمراد هلا أحضروا على صدق قولهم أربعة حضور لجريمة زنى بعض نساء المؤمنين ويبين لهم أن القوم إذا لم يأتوا بالشهداء والمراد إذا لم يحضروا الحضور للجريمة فأولئك فى كتاب الله هم الكاذبون أى المفترون أى الظالمون مصداق لقوله بسورة البقرة "فأولئك هم الظالمون ".
"ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "المعنى ولولا نفع الرب لكم أى نصره فى الأولى والقيامة لأصابكم بسبب الذى خضتم فيه عقاب كبير حين تقولونه بكلماتكم أى تتحدثون بألسنتكم الذى ليس لكم به رؤية وتظنونه مباحا وهو لدى الرب محرم ،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات فى عهد النيى (ص)أن لولا فضل وهو رحمة الله والمراد نفع أى نصر الله لهم فى الدنيا وهى الأولى والآخرة وهى القيامة لحدث التالى مسهم فيما أفاضوا فيه عذاب عظيم والمراد أصابهم بسبب الذى خاضوا فيه والمراد تكلموا به عن بعض نساء المؤمنين عقاب كبير ويبين لهم أنهم كانوا يقولون بألسنتهم وفسر هذا بأنهم كانوا يقولونه بأفواههم والمراد كانوا يزعمون بكلماتهم ما ليس لهم به علم أى الذى ليس لهم به معرفة يقين والمراد تكلموا عن الذى لم يروه بأنفسهم وهم يحسبونه هين والمراد وهم يظنون الكلام فيه يسير أى مباح وهو عند الله عظيم أى وهو فى كتاب الرب محرم كبير
"ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم فى هذا سبحانك هذا بهتان عظيم "المعنى ولولا حين سمعتموه قلتم ما يحق لنا أن نتحدث بهذا طاعتك هذا كذب ظاهر ،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات أن الواجب عليهم عندما سمعوه أى علموا بالإفك وهو اتهام بعض نساء المؤمنين بالزنى هو أن يقولوا ما يكون لنا أن نتكلم فى هذا والمراد لا يصح لنا أن نقول هذا الإفك سبحانك أى الطاعة لحكمك يا رب هذا بهتان عظيم أى "هذا إفك مبين "كما قال بآية سابقة والمراد هذا كذب واضح والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم "المعنى ينصحكم الرب ألا ترجعوا لشبهه دوما إن كنتم مصدقين ويوضح لكم الأحكام والرب خبير قاض ،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات أنه يعظهم أن يعودوا لمثله أبدا إن كانوا مؤمنين والمراد ينصحهم ألا يرجعوا لقول الزور دوما فى شبه هذه الحالة إن كانوا مصدقين بحكم الله أى مسلمين مصداق لقوله بسورة يونس "إن كنتم مسلمين "ويبين لهم أنه يبين لهم الآيات أى يفصل لهم الأحكام مصداق لقوله بسورة يونس "يفصل الآيات "والسبب لعلهم يتبعونها وهو العليم الحكيم أى الخبير القاضى بالعدل .
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله رءوف رحيم "المعنى إن الذين يريدون أن تنتشر السيئة فى الذين صدقوا لهم عقاب شديد فى الأولى والقيامة والرب يعرف وأنتم لا تعرفون ولولا نصر الرب أى نفعه لكم لعاقبكم وإن الرب نافع مفيد ،يبين الله للمؤمنين أن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا والمراد أن الذين يريدون أن ينتشر السوء وهو المنكر فى الذين أيقنوا بحكم الله لهم عذاب أليم أى "لهم عذاب مهين "كما قال بسورة لقمان والمراد لهم عقاب شديد فى الأولى وهى الدنيا وهو القتل والآخرة وهى القيامة ويبين للمؤمنين أنه يعلم وهم لا يعلمون والمراد يعرف عدوهم الخفى وهم لا يعلمون عدوهم الخفى مصداق لقوله بسورة الأنفال "ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم "ويبين لهم أن لولا فضل أى رحمة وهى نفع الله لهم لعاقبهم على ذنوبهم ولكنه رءوف رحيم أى نافع مفيد لمن يتوب منهم من ذنوبه والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم "المعنى يا أيها الذين صدقوا لا تطيعوا وساوس الشهوات ومن يطيع وساوس الشهوات فإنها توصى بالكفر أى السوء ولولا نصر الرب أى نفعه لكم ما كرم من أحد دوما ولكن الله يكرم من يريد والرب عارف خبير ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا الوحى فيقول لا تتبعوا خطوات الشيطان أى لا تطيعوا وساوس الهوى مصداق لقوله بسورة النساء "فلا تتبعوا الهوى "والمراد ألا يطيع الفرد رأى نفسه ومن يتبع خطوات الشيطان والمراد ومن يطيع وساوس الهوى أى القرين أى الشهوات أى رأى نفسه فإنه يأمر بالفحشاء والمراد يوصى بعمل الكفر الذى فسره بأنه المنكر وهو السوء مصداق لقوله بسورة البقرة "إنما يأمركم بالسوء "ومن ثم فهو يدخلهم النار ويبين لهم أن لولا فضل أى رحمة وهو نفع الله لهم ما زكى منهم من أحد أبدا والمراد ما رحم منهم من أحد دوما ويبين لهم أن الله يزكى من يشاء أى يرحم من يريد وهو المتقى لقوله بسورة النجم "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "ويبين لهم أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء .
"ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم "المعنى ولا يمتنع أصحاب الغنى منكم والكثرة أن يعطوا أصحاب القرابة والمحتاجين والمنتقلين فى دين الله وليغفروا أى وليعفوا ألا تريدون أن يعفو الله عنكم والرب عفو نافع ،يبين الله للمؤمنين أن على أولى الفضل منهم وفسرهم بأنهم أولى السعة أى أصحاب الغنى ألا يأتلوا والمراد ألا يمتنعوا عن إيتاء أى إعطاء المال لكل من أولى القربى وهم أصحاب القرابة من نسب أو زواج أو رضاع والمساكين وهم المحتاجين للمال والمهاجرين وهم المنتقلين من بلدهم لبلد الإسلام فى سبيل الله والمراد فرارا بدين الله وطلب من الأغنياء أن يغفروا وفسرها بأن يصفحوا والمراد أن يتركوا العقاب الممثل فى منع المال عن أولى القربى والمساكين والمهاجرين الذين خاضوا فى حديث الإفك ويسألهم ألا تحبون أن يغفر الله لكم والمراد ألا تريدون أن يعفو الرب عن ذنوبكم ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الواجب عليهم أن يريدوا غفران الله لهم فيغفروا للخائضين فى الإفك ويبين لهم أنه غفور رحيم أى عفو نافع لمن يطيعه والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين
"إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم "المعنى إن الذين يتهمون العفيفات الغائبات المصدقات عوقبوا فى الأولى والقيامة أى لهم عقاب شديد،يبين الله للمؤمنين أن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات وهم الذين يتهمون العفيفات الغائبات والمراد فى غيبتهن المصدقات بوحى الله لعنوا فى الدنيا أى عوقبوا فى الدنيا بالجلد ثمانين جلدة وبالقتل إن لم يتوبوا من ذنبهم وفى الآخرة وهى القيامة بدخول النار وفسر هذا بأن لهم عذاب عظيم أى عقاب شديد مصداق لقوله بسورة فاطر "لهم عذاب شديد ".
"يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون "المعنى يوم تقر عليهم أفواههم وأيديهم وأقدامهم بما كانوا يكسبون ،يبين الله للمؤمنين أن العذاب العظيم للرامين بالباطل يكون يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون والمراد يوم تعترف عليهم أفواههم وأيديهم وأقدامهم بما كانوا يكسبون مصداق لقوله بسورة التوبة "بما كانوا يكسبون "وهذا يعنى أن الله يجعل أعضاء الإنسان تنطق بما أمرها صاحبها أن تفعل فى الدنيا لأنها سجلته فى أجهزة خاصة بها فى خلاياها .
"يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين "المعنى يومذاك يعطيهم الرب جزائهم العادل ويعرفون أن الرب هو العادل العظيم ،يبين الله للمؤمنين أن فى يوم القيامة يوفيهم الله دينهم الحق والمراد يعطيهم الرب جزاء أعمالهم العادل فلا يظلمون مصداق لقوله بسورة الأحقاف "وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون "وعند هذا يعلمون أى يعرفون الحقيقة وهى أن الله هو الحق المبين أى أن الرب العادل العظيم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس