الموضوع: * المعلقات *
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-02-2010, 03:32 PM   #10
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

وأمّا إسلامه فقد أجمعت الرواة على إقبال لبيد على الإسلام من كلّ قلبه ، وعلى تمسّكه بدينه تمسّكاً شديداً ، ولا سيما حينما يشعر بتأثير وطأة الشيخوخة عليه ، وبقرب دنوّ أجله; ويظهر أنّ شيخوخته قد أبعدته عن المساهمة في الأحداث السياسية التي وقعت في أيّامه ، فابتعد عن السياسة ، وابتعد عن الخوض في الأحداث ، ولهذا لا نجد في شعره شيئاً ، ولا فيما روي عنه من أخبار أنّه تحزّب لأحد أو خاصم أحداً .
وروي أنّ لبيداً ترك الشعر وانصرف عنه ، فلمّا كتب عمر إلى عامله المغيرة ابن شعبة على الكوفة يقول له : استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام . أرسل إلى لبيد ، فقال : أرجزاً تُريد أم قصيداً؟ فقال :

أنشدني ما قلته في الإسلام ، فكتب سورة البقرة في صحيفة ثمّ أتى بها ، وقال : أَبدلني الله هذا في الإسلام مكان الشعر . فكتب المغيرة بذلك إلى عمر فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة وجعلها في عطاء لبيد40 .
وجعله في اُسد الغابة من المؤلّفة قلوبهم وممّن حسن إسلامه41 ، وكان عمره مائة وخمساً وخمسين سنة ، منها خمس وأربعون في الإسلام وتسعون في الجاهلية42 .
مختارات من شعره
له قصيدة في رثاء النعمان بن المنذر ، تعرّض فيها للموت ولزوال النعيم ولعدم دوام الدنيا لأحد ، مطلعها :
ألا تسألان المرء ماذا يحاولُ أنحب فيقضى أم ضلالٌ وباطلٌ؟
وقد ذكر فيها الله جلّ جلاله بقوله :

أرى الناس لا يدرون ما قدرُ أمرِهمُ
بلى : كلّ ذي لبّ إلى الله واسلُ
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطلُ
وكلّ نعيم لا محالة زائلُ
وكلُّ اُناس سوف تدخلُ بينهم
دويهيّةٌ تصفرّ منها الأناملُ
وكلّ امرئ يوماً سيعلمُ سعيه
إذا كشّفت عند الإله المحاصلُ43
-------------------------------------------------------

(34) الاصابة في تمييز الصحابة 6 : 4 . ط دار الكتب العلمية ـ بيروت .
(35) اُسد الغابة 4 : 261 والإصابة 6 : 5 .
(36) المفصل 9 : 546 ـ 547 .
(37) الإصابة 6 : 5 .
(38) خزانة الأدب 2 : 252 ، تحقيق عبدالسلام هارون .
(39) الاصابة 6 : 5 .
(40) المفصل 9 : 553 .
(41) اُسد الغابة 6 : 262 .
(42) الإصابة 6 : 4 .
(43) المفصّل 9 : 550 ـ 551 .
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس