عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-12-2007, 09:51 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[color="Black"]من القصص التي رسخت في الذاكرة عبر السنين أنه كان هناك أم ذكية وابن لها ليس بذكائها.وحضته على العمل وأوصته بأن يحتفظ جيدا بأجره،

فخرج وعمل يوما فأعطاه من شغله نقودا معدنية فبقي ممسكا بها بيده وما إن وصل البيت حتى تفقدها فوجدها قد سقطت منه.

قالت له أمه ضع ما تعطى في جيبك.

وفي اليوم التالي خرج للعمل فكان أجره كوب حليب فوضعه في جيبه وما أن وصل حتى كان مبللا بالحليب،

قالت له أمه ليتك وضعته في سطل.

وفي اليوم التالي خرج للعمل فكان أجره قطا فوضعه في سطل فقفز وهرب

قالت له أمه ليتك ربطته في حبل وسحبته

وفي اليوم التالي خرج للعمل فكان أجره فخذا من اللحم فربطه بحبل وسحبه فوصل ملوثا متسخا لا يصلح.

قالت له أمه ليتك حملته على كتفك.

وفي اليوم التالي خرج للعمل فكان أجره حمارا فحمله عائدا إلى البيت.

وللقصة بقية لا دخل لها بموضوعنا.

تلح علي هذه القصة كلما قرأت عن (بحر جديد) تمت صناعته.



لو كان الابن بمستوى ذكاء أمه لقالت له :" إحتفظ بكل ما تعطاه بطريقة تناسبه " ولكن ذلك لم يكن ليعني له الكثير

لو أن الخليل آنس ممن في زمنه مستوى من الإدراك يحيط بفكره فيما يتعلق بالعروض، لقدم لهم فكره بتجريده وشموليته، ولكنه لم يفعل، بل قدم لهم فكره بعد أن اخترع وسيلة إيضاح غاية في الجمال وهي التفعيلة فقسم لهم بموجبها أوزان الشعر العربي إلى بحور. ووصف لهم البحور بدلالتها.

ولكن هذه التفاعيل استدعت حدودا بينها وبدأ كل ما يخص العروض يتكيف طبقا لهذه التفاعيل والحدود التي تفصل بينها، وبدل أن تكون هذه التفاعيل وسيلة إيضاح تقدم فكر الخليل، باتت كيانات ثابتة ونسي فكر الخليل. على أن الخليل قد ترك لنا في معجم العين كما في دوائر العروض ما يدل على صدوره في علمه عن نظرة كلية شاملة. كما يظهر ذلك الرابط:

http://www.geocities.com/alarud/79-a...warraqamy.html



ويقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "



لعل عصرا من العصور لم يشهد ما يشهده هذا العصر من كثرة اختراعات (البحور الجديدة). ولدى النظر إلى هذه الأوزان نجد أنها تتراوح بين المستساغة والثقيلة. ولكن حتى ما كان منها مستساغا – ويستساغ بقدر ما فيه من التزام بجوهر عروض الخليل- فإن أصحابها غالبا يعبرون عنها بدلالة تفاعيل لا تعبر عن جوهرها المنسجم كليا أو جزئيا مع مع جوهر فكر الخليل. بل إن التفاعيل التي يختارونها لأوزانهم بصدورها عن الشكل التفعيلي وحده تناقض جوهر عروض الخليل، فترى الوزن مستساغا في حالة شكل من أشكال التفعيلة ثقيلا في حال أخرى تزاحف فيها التفعيلة. ذلك أن اتفاق الوزن مع ذلك الشكل التفعيلي كان عارضا فإن تغير الشكل التفعيلي بزحاف بعض وحداته افترق عن حقيقة الوزن.

ولو توفر الوعي على جوهر عروض الخليل لدى أصحابها لالتمسوا لها من أشكال التعبير التفعيلي ما ينسجم وذلك الجوهرعلما بأن الشكل التفعيلي في هذه الأوزان كما في بحور الشعر ليس إلا وسيلة إيضاح للتعبير عن خصائص المقاطع المختلفة.



وأحيانا يبدو لي أن اتفاق الوزن فيما يكتب على هيئة شطرين يكفي لدى البعض لاعتباره شعرا. فإن نوقش قال إن ذائقتي تقبله، وهو أمر لم يقله المعري في المتنبي. ولا يخفى على أحد ما آلت إليه الذائقة من بعد عن أصالتها العربية، ولو أننا ارتضيناها مقياسا لتشتت الشعر تشتت الأمة ولاغترب اغترابها.



فلنمثل لذلك.



1- يقول خليل مطران:

فوق الكلام العمل .......به نجاح العمل

4 3 2 3 .............3 3 2 3

أيهما مفلحٌ ............من قال أم من فعلْ



هنا وزن الشطر مستفعلن فاعلن 4 3 2 3 ، ولنا أن نعتبره

أول البسيط = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن = 4 3 2 3 4 3 1 3

أو آخر السريع = مستفعلن مستفعلن فاعلن = 4 3 4 3 2 3



2- ولو قال قائل :

فوق الكلام عمل .......يعطي نجاح أمل

4 3 1 3 .............4 3 1 3

لا يستوي نَشِطٌ ............معْ لائذٍ بكسلْ

لجاز لنا أن نعتبر هذا من البسيط : مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن =4 3 2 3 4 3 1 3

أو من الكامل ( الأحذ ) :4 3 4 3 1 3



3- ماذا لو قال قائل :

سبَقَ الكلامُ العملْ ......فبه نجاح الأمل

1 3 3 2 3 ..........1 3 3 2 3

أوَيستوي ناشطٌ ......معْ لائذ بالكسلْ

1 3 3 2 3 ..........2 2 3 2 3

ثم زعم أنه جاء بـ(ـبحرٍ) جديد وزنه ( متفاعلن فاعلن) مع إضمار متفاعلن في عجز البيت الثاني وقال إن هذا الوزن مستساغ لديه

هنا الرد عليه بأن هنا حقيقتان أولاهما أن الوزن مستساغ وثانيهما أن وزنه متفاعلن فاعلن،

الحقيقة الأولى فيها من الصحة بمقدار ما في الوزن من اتفاق مع عروض الخليل، والحقيقة الثانية باطلة لأنها تناقض معطى أساسيا في عروض الخليل. وهذا المعطى هو أن 2 3 (فاعلن) نافية للتخاب وإن شئت فهي نافية للفاصلة قبل الأوثق وبعبارات التفاعيل وبشكل شبه دقيق ( الدقة تقتضي ذكر الأوثق ) فهي نافية للسبب الثقيل في كل أجزاء البيت عدا الضرب. ومن أغفل هذا أو جهله فإنما أغفل معلما مهما في عروض الخليل مرتبط بجوهره.

معطم هذه عبارات من الرقمي وقد تبدو صعبة على من لا يعرفه. فلأوضح، من استقراء عروض الخليل نصل إلى نتيجة أن فاعلن = 2 3 لا يمكن أن يسبقها متفاعلن أو مفاعلتن في أي بيت في الشعر العربي لأنها تنفي السبب الثقيل فيما قبلها. وبالتالي فإن النص :

هل يستوي ناشطٌ ................معَ لائذ بالكسل

4 3 2 3 = مستفعلن فاعلن .....1 3 3 2 3 =متَفاعلن فاعلن

لأن معنى صحته أن يصح القول من البسيط :

هل يستوي ناشطٌ في سعيه كدحا................معَ لائذٍ بالرؤى ما انفك متّشحا

وفي هذا القول فإن أول العجز متَفاعلن يصح أن تحل محل مستفعلن وهذا لا يجوز أبدا ولا بد من تسكين (عين معْ) في أول العجز.

إذن كيف نفسر على ضوء جوهر عروض الخليل ما نجده من سلاسة في البيت.

سبَقَ الكلامُ العملْ ......فبه نجاح الأمل

1 3 3 2 3 ..........1 3 3 2 3

هنا وجهان:

الأول يتفق مع عروض الخليل يظهره البيت ( الأحمر وتد والأزرق من أصل سببي )

سبَقَ الكلامُ العملْ ......هذه حكمةُ الأُوَلْ

1 3 3 2 3 ..........2 3 2 3 3

أصل الوزن بالتفاعيل : فاعلاتن مستفعل = سبب وتد سبب سبب سبب وتد سبب = 2 3 2 2 2 3 2

الرقم 6 = 2 2 2 يزاحف تارة على 2 1 2 = 2 3 وتارة 1 2 2 = 3 2

وبدلالة التفاعيل (كأداة لشرح خواص المقاطع) فإن وزن

سبق الكلام العمل = 1 3 1 – 2 2 3 = فعلاتُ مستفعلن

وهذا مجزوء الخفيف ومجيء فاعلاتن = 2 3 2 على فعِلات = 1 3 1 يدعى في لغة التفاعيل الشكل. ويوصف هذا في الرقمي بأنه ثقيل لأنه يخالف الاستئثار

والمقصود بالاستئثار هنا هو الغلبة الكبيرة لمجيء 331 التي لا يتبعها الرقم 3 في الحشو ( لا يدخل في عداد هذا 3331) في بحري دائرة المؤتلف بحيث لا ترد في حشو سواهما إلا كانت ثقيلة أو ممتنعة. وذلك بغض النظر عن اسم البحر أو التفعيلة أو المصطلح أو الحدود. هذا وصف رقمي لجوهر مستقى من عروض الخليل.

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=636



فانظر – وأخص أخي فريدا - كيف يتم وصفه بدلالة التفاعيل في حالات مختلفة.

جاء في ( الكافي في العروض والقوافي للتبريزي ) عن الخفيف



والمعاقبة قائمة بين نون فاعلاتن وسين مستفعلن

فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن = 2 3 2 2 2 3 2 3 2

فلنخالف المعاقبة لنرى ماذا ينتج لدينا

فاعلا تُ متفعلن فاعلاتن = 2 3 1 3 3 2 3 2 ......إذن فالمعاقبة وجدت لتلافي 331 ( تُمتفعلن = مُتَفاعلن)



وبين نون مستفعلن وألف فاعلن وفاعلاتن التي بعدها

فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن = 2 3 2 2 2 3 2 3 2

فلنخالف المعاقبة لنرى ماذا ينتج لدينا

فاعلاتن مستفعلُ فعلاتن = 2 3 2 2 2 1 1 1 3 2 ...... والمعاقبة هنا لها هدف ثان وهو منع هذا الطوفان الخببي في الشطر حيث يمكننا النظر إلى الشطر على أنه 2 3 2 2 2 (2) (2) 2

ولكن حتى في حال عدم وجود المعاقبة فإن كف ( مستفع لن ) يناقض الاستئثار ويعطي وزنا ثقيلا

فاعلاتن مستفــعل فاعلاتن = 2 3 2 2 2 1 3 3 2 ........( عِلُفاعلا = متَفاعلن)

والدكتور مصطفى حركات في كتابه اللسانيات الرياضية والعروض ينفي مجيء (مستفعلُ) في الشعر



فلنأخذ مخلع البسيط : مستفعلن فاعلن متفعل ( فعولن) = 4 3 2 3 3 2

لا أذكر أني اطلعت على بيت منه خبنت فيه فاعلن فجاء على :

مستفعلن فعِلُنْ فعولن ....وإن ورد ذاك فهو لا شك نادر . فما تفسير ذلك على ضوء الاستئثار ؟

مستفعلن فعِلُنْ فعولن = 2 2 3 1 3 3 2

ولو أردت وصف هذا بدلالة التفاعيل لقلت إن هناك تعاقبا بين ألف فاعلن وسين مستفعل الناجمة عن قطع وتد مستفعلن لتصير مستفعل ومن ثم خبن مستفعل لتصير متفعل التي يطلق عليها فعولن.

كان ذاك استطرادا بعد الوجه الأول الذي يوافق عروض الخليل، وهو يظهر أن ما في هذا الوزن المدعو ( بحرا جديدا ) من سلاسة مرده إلى موافقته مكروها من الزحاف في عروض الخليل، فكأن رأس هذا الجديد أخمص عروض الخليل.

أما الوجه الثاني المناقض لجوهر عروض الخليل فهو القول بأن الوزن



متَفاعلن فاعلن .....متْفاعلن فاعلن

وأقصى ما يمكننا وصف هذا بأنه موزون ( لا شعر ) لمخالفته جوهر عروض الخليل.



______________________________




COLOR]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس