عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-10-2008, 02:48 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي لم يعد بحاجة لمسدسه!

لم يعد يحتاج لمسدس!

بعد أن أوقف سيارته، نزل السائق الشخصي ليفتح الباب لمعلمه، ويتقدم ليدخل أمامه ويعلم سكرتير طبيب المسالك البولية أن معلمه قادم.

تقدم نحو صالة الانتظار، وكان بها مجموعة من الرجال يشغلون أنفسهم بتصفح بعض المجلات الطبية التي قد مضى على إصدارها عدة سنوات، وكان بعضهم يتوقف عند صفحة لا ليقرأ ما بها بل ليقرأ ما بنفسه من أوضاع ارتبكت بعد أن كشفت تحاليل المختبرات أنه يشكو من تضخم (البروستاتا).

كان يتقن تمثيل دور الرجل المهيب، فلا يلتفت بعينيه شمالا ويمينا، بل يخطو بثقة واضحة، وبالرغم من أن سنين عمره قد تجاوزت الستين، فإنه باختيار الملابس العربية، وصبغ شواربه بلون أسود قاتم، وعدم تشذيب شعر شواربه لتتجه باتجاهات متنافرة، وكأنه يريد القول من ذلك أن علاقاته متنوعة ومتعددة كتعدد اتجاهات شعرات شواربه. كان يخفي عدم التصاق (قميص) رقبته الجلدي الطبيعي على الرقبة، بواسطة إنزال غطاء الرأس وضب أعلى ثوبه على رقبته، وإغلاق سترته عليها.

لم يكن سمينا وضخما، ولكن تحالف الملابس الفضفاضة، وبروز (صف الفشك) الذي كان يثبته تحت السترة، وعباءته الفخمة قد جعله يبدو ضخما.

لم يعترض المراجعون السابقون على تجاوزه للدور، عندما أبلغته السكرتيرة بالتفضل بالدخول.

بعد أن حياه الطبيب الأخصائي، وأبلغه تقديره له ولصديقه الذي بلغه بالحجز، طلب الطبيب منه نزع ملابسه للقيام بالفحص. تردد قليلا، ثم قام بتثاقل ونزع العباءة والسترة وأزال الحزام الذي يثبت مسدسه به كما أزال (صف الفشك)، ونزع باقي ملابسه وتمدد معطي ظهره للأعلى. وضع الطبيب قفازا رقيقا بيده، ثم أدخل إصبعه في أسفله وأخذ يتحسس مكان تضخم البروستاتا، ثم طلب منه النهوض وارتداء ملابسه.

ارتدى كل ملابسه، واستمع لما قال له الطبيب، وكان لا ينظر الى عيني الطبيب اللتين تخفيا ابتسامة خبر دوافعها في مثل تلك المواقف. وعندما هم بالخروج، انتبه الطبيب فرأى مسدسه وصف (الفشك: الطلقات) لا زالتا في مكانهما. فأشار إليه أنه نسي تثبيتهما بمكانهما. فأجابه أنه لم يعد بحاجة الى مسدسه بعد اليوم!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس