عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-08-2019, 08:39 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي نقد كتاب إدارة الذات وسيلتك لإدارة يومك

نقد كتاب إدارة الذات وسيلتك لإدارة يومك، وقيادة حياتك نحو النجاح
من المصائب التى أصابنا بها عصرنا ما يسمى بالتنمية البشرية والبرمجة العصبية وهى أمور ليست بالجديدة فمن يراجع المجلات والجرائد فى أوائل القرن الماضى سيجد هذه الكتب كانت موجودة وكانت تنشر عنها إعلانات فى تلك الصحف والمجلات وفى التراث سوف نجد كتب حاولت تنظيم وقت وحياة المسلم مثل ميزان العمل وكيمياء السعادة للغزالى
كتب التراث رغم ما بها من أخطاء فهى كانت تنظم الحياة حسب النصوص الواردة فى الإسلام حسب فهم كل واحد من مؤلفى تلك الكتب
وأما التنمية البشرية وما يتبعها من أمور فى عصرنا فهى تبعد المسلم عن الوحى المنزل نهائيا ومن يستعملها من المدربين والمحاضرين يستعمل بعض الآيات والروايات لجذب المغفلين لدروسه التى غالبا ما تكون دورات بنقود
البحث أو المحاضرة التى نتناولها لا يوجد بها آية واحدة ولا حتى رواية مع أن صاحبها خليجى والخليج المفروض أن دوله هى أكثر الدول ارتباطا بالإسلام
كتب التنمية البشرية هى كتب للأسف تضع آراء البشر وأقوالهم لتنظيم الحياة وبهذا أخذت مكان الإسلام الذى هو تنظيم لحياة المسلم يوميا فى كل مجال ومن ثم من يساعد على نشر تلك الكتب وتلك الثقافة يساعد على هدم المسلمين
هذه الكتب تبنى حياة الإنسان على السعادة الدنيوية وكيفية الحصول على الماديات التى تريح الإنسان وهو الجزء الخاص فى الإسلام بالعمل أو الوظيفة وهى لا تأخذ بعين الاعتبار أن تكون حياة الناس كلها كريمة وإنما تكرس لنموذج رجل الأعمال أو ما سماه ألفين توفلر فى كتبه البدوى العالمى الرجل الذى يبحث عن جمع المال من أى مكان وبأى وسيلة ولو على حساب من أسماهم الشغيلة وهم العمال والموظفين
وقد بدأ المعد عبد الله المهيرى بحثع بذكر مراجعه وكلها أجنبية فقال:
"المراجع:
· ... فن إدارة الوقت، يوجين جريسمان

· ... النجاح رحلة، جيفري ماير
وقال بعد ذكر المراجع :
"قبل أن نبدأ أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة أعلاه، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة، حتى نعطي للقارئ فكرة مبدئية عن ماهية إدارة الذات وماذا نعني بإدارة الذات، وكيف يدير المرء ذاته، بحيث يؤدي ما عليه من واجبات، ويقوم بالأعمال التي يحب أن يؤديها ويوجد توازن في حياته بين نفسه وعائلته وعلاقاته والرغبة في الإنجاز.
ماذا نعني بإدارة الذات؟

هي الطرق والوسائل التي تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والأهداف."
إدارة الذات هى الأحكام التى طالب الله بها المسلم أن يعمل به فنظم له وقته تماما من أو صحوه وحتى نومه ما بين نظافة ولبس وأكل وشرب ووظيفة أى مهنة تؤدى وصلوات تؤدى وزيارات وواجبات
وقد ذكر المهيرى أن على كل إنسان أن يضع أهداف لنفسه وبهذا جعل الإنسان مكان الإله الذى وضع للمسلم هدفه وهو أن يعطى الحسنة وهى الحياة الكريمة العادلة فى الدنيا بتحكم حكم الله فى الحياة والحسنة الأخرى وهى دخول الجنة الثانية مترتبة على الأولى كما قال تعالى "ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" وفى هذا قال المهيرى:
"والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على موازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، إذ لا حاجة إلى تنظيم الوقت أو إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة."
وكرر الرجل كلامه طالبا تحديد الأهداف قاصدا ان يحدد الأهداف التى تأتى للإنسان بالمال فقال :
"إذاً المطلوب منك قبل أن تبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن ترحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ لا يعقل في هذا الزمان تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، لذلك عليك أن تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك وبعدها تأتي مسألة تنظيم الوقت."
إذا نحن أمام مصيبة وهى أن الهدف من تلك البرنامج هو تربية إنسان طماع هدفه فى الحياة الحصول على المال من تخصصه الوظيفى
ونلاحظ أن الرجل يقول بالتخطيط للحياة وبعد التخطيط تنظيم الوقت والتخطيط يكون الوقت عنصر منه فلا يمكن أن نخطط لعمل دون أن يستغرق هذا العمل لبدايته ونهايته ولذا طلب لله منا أن نربط العمل فى الغد وهو لوقت بمشيئته فقال :
"ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله"
ثم ذكر الرجل أمورا لتنظيم الوقت فقال:
"أمور تساعدك على تنظيم وقتك:
هذه النقاط التي ستذكر أدناه، هي أمور أو أفعال، تساعدك على تنظيم وقتك، فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك.
· ... وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخطط لحياتك فتصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة."
هنا الرجل يطلب من الإنسان تخطيط حياته وهو كلام مبنى على أن الإنسان ضامن انه يعيش فترة طويلة حتى الشيخوخة مثلا وهو كلام خاطىء فلا يمكن أن يحدد الإنسان مثلا متى تبدأ دراسته ومتى تنتهى ولا متى سيعمل واين سيعمل ولا متى سيزوج ولا متى سينجب أو يبنى بيتا بناء
الرجل هنا يطالب الإنسان بما ليس فى قدرته لكونه لا يعلم الغيب كما قال تعالى " وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت"
الإنسان قد يقدر مددا زمنية لكل جزء من حياته ولكن حادثة واحدة تهدم له ما خطط له فمثلا يموت الأب العائل ولا يرث مالا يكمل به دراسته أو يبنى به بيتا ساعتها كل ما تم التخطيط له ينهار مثلا يخطط ويكون له ما تمنى من كونه الول على دفعته وسيعين فى وظيفة معيد بالجامعة مثلا وفجأة يزول ما خطط له بسب أن فلان او فلانة قريب أو قريب لأستاذ ما فيتم تعيين القريب وإضاعة مستقبل هذا المخطط
هذا التخطيط يكون فى المجتمع غير المسلم وأما المجتمع المسلم حقا وهو ليس موجود حاليا فهو يضمن لكل فرد فيه أن يكون له تعليم ويكون له بيت ويكون له وظيفة وله زوجة وغير ذلك من الضروريات كما قال تعالى :
"وتعاونوا على البر والتقوى"
فإن لم يفعل هذا المجتمع ذلك فقد كفر بدين الله
وقال المهيرى :
· ... لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة، إلا إذا كنت صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
· ... بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، لا تقلق ولا ترمي بالخطة فذلك شيء طبيعي."

يطالب الرجل الإنسان بكتابة أهدافه وخططه وأفكاره وهو كلام ليس من ضمن الإسلام فهدف المسلمين واحد وخططهم وأفكارهم يجب أن تتبع كلام الله وكما لنا سبب تأليف هذه الكتب هو أن الإنسان لا يضمن أى شىء فى تلك المجتمعات الكافرة ون ثم فهو عليه أن يعد العدة لأى شىء قد يحدث له بسبب ألاعيب الكبار كالتضخم وانهيار بالمؤسسات المالية ففى تلك المجتمعات لا شىء مضمون وظيفتك قد تطير فى أى وقت بيتك قد تجد نفسك مطرودا منه سبب دينك
وقال المهيرى:
"· ... الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، لا تيأس، وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي."
هذا كلام صحيح فالإنسان يتعلم من المهد إلى اللحد كما فى المقولة المأثورة
ثم قال:
· ... يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك."
هذا الكلام يذكرنا بالمجتمعات غير المنظمة التى نعيش فيها حيث الكثيرون يعملون فى أعمال غير ما تعلموه فى المعاهد والكليات قد تجد مهندسا يعمل خبازا أو تجد محاسبا يعمل سائق سيارة وأما فى المجتمع المسلم الحق فكل واحد يعمل فى تخصصه الذى درسه لأن ما يحدث هو إهدار للموارد وتييع للوقت والجهد حتى يتم تعلم المهنة الجديدة ثم قال :
"· ... اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك.
· ... استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس