عندما يأتي الحديث عن أعمال الأستاذة المبدعة أوراق الثريا فإن الوضع يختلف فيما لو تناولنا أعمال أشخاص آخرين لا لشيء سوى القدرة العالية على التكثيف وحيوية وتنوع واتساع دلالات النص وعموميته الإنسانية ، ولهذا فأنا أنتوي أن أفرِد لها دراسة أسلوبية بعد أن أتم المئة عمل في هذا الركن بإذن الله وأسأل الله لنا التوفيق ..
كيف لي ان لا ارتبك في حضورك
كلما حاولت النهوض افشل
دعني ارتب وجهي من جديد
علني لا اشعر بالتعب مع غياب الشمس
والطابع الفلسفي يسيطر على الخاطرة والتي تسمى بالومضة لسرعتها واختصارها ، فهي بإزاء محبوب من نوع خاص تختزل العلاقات والأفراح الخاصة به .
إنها رؤية إنسانية عالية إذ أن هذا المحبوب كأنه ماثل بين يديها ، وقد عوّدها الفراق التأقلم مع هذا الوضع لكن حضوره يمثل الفرحة (الصادمة) والنهوض هنا له معنى آخر وهو نهوض الحروف لاستقباله والاحتفاء به ، والسطر الثالث جاء ليجعل له خصوصية وهي أنها ترتب الوجه من جديد للقائه كناية عن الجراح التي أصيبت بها في غيابه فاضطرت لمحاولة مسحها عند مجيئه وهذا هو سبب الفشل عند محاولة النهوض ، وأخيرًا يتخذ المحبوب طابعًا خاصًا إذ أنه هو الشمس وهي تشير إليه بشكل غير مباشر أي أنني أحاول ألا أتعب عند فراقك .
إنها خاطرة تقف على أرضية يستطيع كل فرد وفق القرائن النصية والخبرات السابقة أن يقوم بتأويلها لأنها مستبطنة مما تساعد على تقليل السرد والشرح الذي كثيرًا ما لا يكون في صالح النص كما أنها تعطي لكل كلمة قوتها وتجعلها في المكان والموقف المناسبين سواء من خلال الاستخدام الاعتيادي للغة أو الاستخدام للغة بأسلوب المفارقة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 09:15 PM.
|